بريطانيا تشدد الرقابة على أبل وغوغل

السوسنة - أعلنت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية، الأربعاء، عن تكثيف رقابتها على شركتي 'أبل' و'غوغل'، في إطار تحقيق يستهدف أنظمة الهواتف المحمولة ومتاجر التطبيقات الخاصة بالشركتين، وسط مخاوف من احتكارهما السوق الرقمية في البلاد.

واقترحت الهيئة تصنيف 'أبل' و'غوغل' كشركتين تتمتعان بـ'وضع سوقي استراتيجي' (SMS)، وهو توصيف يُمنح للشركات التي تمتلك 'قوة سوقية كبيرة وراسخة' وتؤثر بشكل استراتيجي على النشاط الرقمي في المملكة المتحدة، وفقًا لتقرير نشره موقع 'TechCrunch'.

ويمنح هذا التصنيف الهيئة صلاحية إلزام الشركات بتعديل أو وقف بعض الممارسات التجارية لمعالجة قضايا تتعلق بالمنافسة.

ويركز التحقيق البريطاني على ثلاثة محاور رئيسية: هيمنة 'أبل' و'غوغل' على أنظمة التشغيل ومتاجر التطبيقات ومتصفحات الإنترنت، واحتمال استغلال هذه الهيمنة لتفضيل خدماتهما الخاصة، وفرض 'شروط مجحفة' على المطورين الذين يوزعون تطبيقاتهم من خلال متاجر الشركتين.

ويسيطر نظام 'أندرويد' التابع لـ'غوغل' على نحو 61% من سوق الهواتف الذكية في بريطانيا، بينما يملك نظام iOS من 'أبل' حوالي 38%. وتدير 'غوغل' متجر 'بلاي' ومتصفح 'كروم'، فيما تتحكم 'أبل' في 'App Store' ومتصفح 'سفاري'.

ويأتي التصعيد البريطاني في وقت تتزايد فيه الضغوط التنظيمية على الشركتين في أوروبا، حيث فرض الاتحاد الأوروبي في أبريل غرامة قدرها 500 مليون يورو على 'أبل' بسبب انتهاكها لقانون الأسواق الرقمية (DMA)، ما أجبر الشركة على إدخال تغييرات على نموذج عملها، بما في ذلك السماح للمطورين بتجاوز نظام الدفع الداخلي.

كما تواجه 'غوغل'، المملوكة لشركة 'ألفابت'، اتهامات من المفوضية الأوروبية بعدم الامتثال لقواعد المنافسة، ومنع المطورين من توجيه المستخدمين إلى خيارات دفع بديلة.

وتخشى 'أبل' من أن تؤدي التدخلات التنظيمية إلى إضعاف مستوى الخصوصية والأمان لمستخدميها، إلى جانب تعقيد شروط التعامل مع المطورين.

ومن المتوقع أن تزداد وتيرة المواجهة التنظيمية في الأشهر المقبلة، مع استمرار الهيئات الأوروبية والبريطانية في مراجعة ممارسات عمالقة التكنولوجيا سعياً لتحقيق سوق رقمية أكثر عدالة.