اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
ماذا بعد إطلاق سراح المحتجزين ... امن وسلام ... ام إبادة وتدمير ؟
د. فوزي السمهوري
بعد إطلاق الرئيس ترامب مبادرته لوقف الحرب اي العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والذي هو بحقيقة الأمر يعتبر بما تضمنه من بنود إستعمارية تنكر حق الشعب الفلسطيني بالحرية والسيادة على ارض وطنه التاريخي كما تهدد عمليا عروبة وفلسطينية قطاع غزة صك إستسلام وإخضاع ليس لحركة حماس فحسب بل للمنطقة العربية مما يتطلب الحذر من التعامل معها بحسن النوايا إذا لم يتم تعديلها بشكل واضح لا لبس فيه بان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا وان حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير حق اساس كفله الحق التاريخي للإنسان كما كفله ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ' وليس حلما او طموحا كما ينص عليه البند ١٩ من الصك ' حرم من التمتع به اسوة بباقي شعوب العالم بحكم إستمرار الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي المدعوم امريكيا للاراضي الفلسطينية خلافا وإنتهاكا لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وللمادة الاولى من العهدين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والأجتماعية والثقافية .
من اهداف صك ترامب :
تهدف خطة ترامب ' صك الإستسلام والإخضاع ' إلى ضمان وتحقيق الأهداف الإسروامريكية بعنوانها الرئيس إستسلام وإخضاع تام للمنطقة العربية والإسلامية وتجريدها من كل عناصر القوة السياسية والإقتصادية والديمغرافية ومن هذه الأهداف :
▪︎ إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين خلال ٧٢ ساعة هو الهدف الأبرز الملح ووقف مؤقت لاطلاق النار ريثما يتم إطلاق سراحهم دون اي افق لإنهاء العدوان بشكل نهائي والإنسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف جريمة التطهير العرقي عبر تهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي .
▪︎ إقصاء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عن تولي مسؤولياتها الكاملة بإدارة قطاع غزة كما كان هو الحال قبل الحسم العسكري وما آل إليه من إنقسام جغرافي وسياسي .
▪︎ ضمان سطو الولايات المتحدة الأمريكية على قطاع غزة وتحويله لمشروع إستثماري لشركات الرئيس ترامب واصدقاءه من شركات دولية .
▪︎ منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحويل القضية من شعب يناضل من أجل الحرية والإستقلال إلى قضية إنسانية .
▪︎ تهجير قسري للشعب الفلسطيني او ما امكن ذلك من قطاع غزة ويليه الضفة الغربية .
▪︎ إخضاع دول عربية للقبول بالمخطط الإسروامريكي للتهجير والسيادة الكاملة على قطاع غزة وثروات الشعب الفلسطيني .
▪︎ إخضاع المنطقة العربية للهيمنة والنفوذ الأمريكي لعقود قادمة وتوكيل الكيان الإرهابي الإسرائيلي بقيادة المنطقة نيابة عنه إستباقا لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب .
السلام الشامل بالشرق الأوسط :
يزعم ترامب الحالم بنيل جائزة نوبل خلال ما بقي من وقت قبل الإعلان عنها بحرصه على تحقيق سلام شامل بالشرق الأوسط منصف لجميع الأطراف دون ان يوضح لنا ماذا يعنيه من سلام شامل وعادل وماذا تعني له المنصف هل :
▪︎ يعني إدماج ' إسرائيل ' الجديدة بحدود جديدة بالوطن العربي الكبير على حساب الدول العربية الإقليمية المحيطة بفلسطين المحتلة تنفيذا لما صرح به مجرم الحرب نتنياهو بانه امام مهمة تاريخية وروحانية لإقامة إسرائيل الكبرى مع ما يرافقها من ضغوطات على الدول العربية والإسلامية المستهدفة لإبرام إتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي الإرهابي دون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ؟
▪︎ ام إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية الداعية لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبالضفة الغربية ' قرارات مجلس الأمن ٢٤٢ و ٢٣٣٤ و٢٧٣٥ وقرارات الجمعية العامة ٢٧٣ و ١٠ / ٢٤ لعام ٢٠٢٤ ولقرار محكمة العدل الدولية ' .
▪︎ ام عبر التراجع عن إستخدامها التعسفي للفيتو برفض منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة وبرفض وقف العدوان الهمجي الإسرائيلي بتحد للإرادة الدولية المعبر عنها بإعتراف اربع دول من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن و١٦٠ دولة من اعضاء الجمعية العامة بالدولة الفلسطينية؟
بناءا على ما تقدم فالعلاقة العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية لا بد وأن تغادر ما يخطط لها من مربع التبعية والهيمنة إلى مربع الندية والسيادة وذلك عبر :
▪︎ التعامل مع امريكا ومحورها بلغة المصالح المتبادلة .
▪︎ لجم الكيان الإسرائيلي المتوحش الذي يستقوي بأمريكا ودعمها اللامحدود عبر عزله وفرض العقوبات عليه .
▪︎ ان الطريق الوحيد نحو السلام الإقليمي وبالتالي الدولي يتمثل بان تعمل امريكا على إلزام إسرائيل بإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة وإعمالا للعهود والمواثيق الدولية .
▪︎ التأكيد على ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية مما يتطلب ممارسة الضغوط السياسية والإقتصادية لوقف كل البنود الواردة بالصك الامريكي ' خطة ترامب ' التي تعني سيطرة إسروامريكية تامة على قطاع غزة ومصادرة حق الشعب الفلسطيني بالسيادة والتصرف الحر بإدارة شؤونه وثرواته باشكالها وتنوعها وخاصة النفطية منها .
▪︎ ضمان إشراك منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكافة مراحل المفواضات وصولا لتمكينها الطبيعي بإدارة غزة عبر الحكومة الفلسطينية .
السلام الشامل المنصف يتلخص إذا ما أراد ترامب نيل جائزة نوبل سواء العام الحالي او العام القادم بقدرته على حل الصراع العربي بعنوانه الفلسطيني مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي بتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ .
إننا دولا وشعوبا عربا ومسلمين واصدقاء واحرار امام تساؤل هل نحن بعد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقبلين على امن وسلام ام امام
إبادة وتدمير ؟
الجواب على ذلك بديهي لا مكان لضعيف على وجه الأرض ولا مكان لقوة الحق فهذه الإستراتيجية الأمريكية التي عبر عنها بكل صراحة وزير الحرب الامريكي الاسبوع الماضي بقوله ' من يستحقون السلام هم من يحاربون من اجل الدفاع عنه ' وكان قد سبقه مجرم الحرب نتنياهو بقوله ' القوة تجلب السلام ' اي الإستسلام وكليهما يعبران بصلافة وعنجهية عن الإستراتيجية الراسخة بفرض الإستسلام عبر توقيع إتفاقيات سلام وتطبيع .
هل من امل بصحوة ونهضة دفاعا عن الأمن القومي العربي والإسلامي ...؟
فلسطين حريتها وإستقلالها ستبقى عنوان التحدي والنهضة .... ؟ !