اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
كل بلاد الدنيا لديها حدود جغرافية معلومة من جهاتها الأربع ماعدا إسرائيل، فالكيان الغاصب لديه أحلام منذ نشأته حتى اليوم بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، هذه الرؤية لا تخفى على أحد، فالتوسع الاستيطاني للكيان مستمر حتى اليوم يتم من خلاله ابتلاع المزيد من أرض فلسطين والتوسع أكثر باتجاه لبنان وسوريا دون اكتراث بالقوانين الدولية.
اعتمد الكيان الغاصب في سياسته على الدعم الدولي بلا حدود من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التي دعمته بالمال والسلاح والمواقف السياسية، بل وقفت بالمرصاد ضد كل القرارات الدولية عبر استخدام حق النقض (الفيتو) حتى لا يصدر بحقه عقوبات أممية، هذا الذي شجَّع الكيان على ارتكاب كل ما يقوم به حتى اليوم من الجرائم بحق الإنسانية في فلسطين دون وازع أو ضمير انساني تحت نظر وسمع العالم أجمع.
سياسة التنكيل والبطش والقتل للمدنيين والأبرياء العزَّل في قطاع غزة تبرز دموية واجرام هذا الكيان الذي لا يراعي حقوق الإنسان، ولا يحترم أو يعترف بالقوانين الدولية، فالنتن ياهو في كل تصريحاته يبرِّر الحصار والتجويع لأكثر من مليونين انسان يتضورون جوعاً، ويتدرج في سفك دماء السكان التي بلغت حسب آخر الاحصائيات (60) ألف قتيل و (150) ألف مصاب وجريح.
إسرائيل تحاول بكل الإمكانات إيجاد اعتراف بها من الدول العربية، وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، في المقابل لا تريد الاعتراف بحق الفلسطينيين على أرضهم، على الرغم من كل المؤتمرات التي عقدتها جامعة الدول العربية التي تتضمن الاعتراف بإسرائيل الحالية على الأرض المحتلة عام 1967م ورسم حدودها الجغرافية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لكي يعم السلام والأمن منطقة الشرق الأوسط، إلا أن رفض إسرائيل لهذا المقترح الذي يستند على مقررات الشرعية الدولية يعطي الانطباع أن هذا الكيان لديه سياسات توسعية أخرى في دول الجوار العربية في المستقبل.
الاعتداءات الإسرائيلية والبطش اليومي الذي تمارسه آلة الحرب الصهيونية بحق الفلسطينيين، والتوسع الاستيطاني وتجريف الحجر والشجر في أرض فلسطين، وتدمير المقدرات في سوريا ولبنان، والاستمرار في احتلال الجولان ومزارع شبعا، كل ما سبق ترك أثراً غائراً في قلوب الشعوب العربية والإسلامية، هذا الأثر سوف يبقى ما بقي الزمان تتناقله الأجيال، لن تنسى شعوب المنطقة بعد كل هذا الخراب والدمار طوال عقود تلك الأحداث التاريخية أو الحالية بحقهم.
يبدو أن العالم الغربي قد ضاق ذرعاً بممارسات الكيان الصهيوني، أصبح العالم يهدد الكيان بقطع العلاقات الدبلوماسية إذا لم تتوقف آلة الحرب، أكثر الدول في الاتحاد الأوروبي اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين مقابل العزلة الدولية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على الكيان الصهيوني، فالبوصلة السياسية العالمية تغيرت كثيراً عن دعم الكيان، فقد أصبح عبئاً اقتصادياً ثقيلاً على تلك الدول ليس لها القدرة بعد اليوم على دعمه حتى النهاية.
وفي ظل ما سبق فإن وجود علاقات طبيعية بين شعوب المنطقة والشعب في إسرائيل متعذر حتى لو قامت دولة فلسطينية ونشأت علاقات دبلوماسية بين دول المنطقة، فالشعوب لها مقاييس في تحديد الأعداء والأصدقاء دون الحكومات التي تنظر للعلاقات الدولية بين الدول بلغة المصالح.