وزير مصري يقاضي صحفيا بسبب كشفه عن سرقة تاريخية

وزير مصري يقاضي صحفيا بسبب كشفه عن سرقة تاريخية

كشفت نقابة الصحفيين في مصر عن أزمة جديدة لوزير السياحة والآثار المصري مع أحد أعضائها بعد كشفه عن قضية سرقة قطعة أثرية نادرة من المتحف المصري بالتحرير.

وقال محمد الجارحي، وكيل نقابة الصحفيين، إن وزير السياحة والآثار شريف فتحي تقدّم ببلاغ ضد الصحفي محمد طاهر بجريدة الأخبار المسائي، على خلفية ما نشره حول واقعة سرقة أسورة من المتحف المصري، موضحًا أن الزميل أُحيل إلى نيابة العبور للتحقيق.

وأشار 'الجارحي' إلى أن هذا البلاغ يأتي ضمن سلسلة من البلاغات التي قدمها الوزير المصري ضد عدد من الصحفيين خلال الفترة الأخيرة، والتي أثارت غضبا واسعا في مصر من بينها بلاغ ضد شاب مصري صمم فيديو ترويجي للمتحف المصري الكبير وحقق انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في البلاد.

وأثار تقدم وزير السياحة والآثار بالبلاغ الرسمي ضد الصحفي بعد كشفه واقعة السرقة، موجة واسعة من الانتقادات للوزير، وكتب الجارحي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' قائلا: 'كارثة جديدة وزير البلاغات السياحة والآثار سابقًا مكمل في ملاحقة الصحفيين والمبدعين بالبلاغات'.

وأضاف وكيل نقابة الصحفيين 'آخر تلك البلاغات اليوم ضد الزميل الصحفي محمد طاهر بالأخبار المسائي محرر الوزارة منذ25 عاما بسبب ما كتبه عن سرقة الأسورة من المتحف المصري وتمت إحالته لنيابة العبور حاليًا' مختتما منشوره: 'أفرجوا عن طاهر فورًا عيب'.

وفي السياق ذاته توجّهت إيمان عوف عضو مجلس نقابة الصحفيين، ورئيس لجنة الحريات، ومحمد الجارحي وكيل النقابة إلى نيابة العبور؛ لحضور التحقيق مع الزميل محمد طاهر، تأكيدًا على مساندة النقابة لأعضائها، وحرصها على ضمان سلامة الإجراءات القانونية.

من جانبه تفاعل الكاتب الصحفي المصري خالد محمود قائلا: 'مهزلة جديدة تضاف لرصيد وزير السياحة والآثار، بعدما بات متخصصا في عداوة الصحفيين، متجاهلا دورهم في كشف الفساد داخل الوزارة، وتعدد السرقات التي تكشف عدم مهنية الوزير وغيابه التام عن مهام عمله الرسمي'.

وشهد المتحف المصري بالتحرير عملية سرقة الأسورة الذهبية من المتحف المصري بميدان التحرير في القاهرة، الذي يُعد أحد أعرق المتاحف الأثرية في العالم ويحتوي على أكثر من 120 ألف قطعة تعود إلى الحضارة المصرية القديمة،

9 سبتمبر الماضي تعود إلى الملك بسوسنس الأول (حكم بين 1039-990 ق.م.) من الأسرة الـ21، وهي قطعة نادرة وزنها حوالي 600 جرام ذهب مع خرز كروية من اللازورد، اكتُشفت في مقبرته الكاملة الكنوز (المعروفة باسم 'الفرعون الفضي' بسبب قناعه الفضي الشبيه بقناع توت عنخ آمون).

ونفذت عملية السرقة موظفة ترميم بالمتحف بأسلوب 'المغافلة' أثناء عملها في معمل الترميم، مستغلة 'تراخيا في الإجراءات الورقية' مثل الأختام والتسجيلات، وبيعت الأسورة لتاجر فضيات، ثم إلى مالك ورشة ذهب في الصاغة بـ180 ألف جنيه، وأخيرا لعامل في مسبك ذهب بـ194 ألف جنيه، حيث صهرت ودمجت مع مصوغات أخرى، مما أدى إلى إتلافها النهائي وفقدان قيمتها التاريخية.

المصدر: RT