اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
أضافت قصيدة 'أمنيات الشاعر البدوي' لمدير مديرية التراث في وزارة الثقافة الباحث في التراث والشاعر عاقل محمد الخوالدة، إنجازا ثقافيا جديدا يضاف إلى المنجزات الثقافية للمملكة على المستوى العالمي بحضورها القوي على واحد من أبرز مواقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) والذي يشهد متابعة حثيثة عالميا.
وحازت القصيدة على اهتمام المتابعين للمكتبة الرقمية التي أطلقتها منظمة اليونسكو ضمن نشاطات مؤتمر موندياكولت الذي عقد أخيرا في مدينة برشلونة بإسبانيا، ونشرت المنظمة ترجمتها إلى اللغة الفرنسية في صدر موقع المكتبة.
وكانت اليونسكو قد عملت على إنشاء مكتبة رقمية تضم مساهمات ثقافية إبداعية متنوعة حول السياسات الثقافية وأثر الثقافة بجميع أبعادها.
وقال الخوالدة انه أثناء الإعداد للمؤتمر قامت اليونسكو بتأسيس مكتبة رقمية تحوي أعمال أدبية وبحثية، من جميع الدول المشاركة في المؤتمر وفقا لشروط محددة، حيث قامت الوزارة بترشيح القصيدة ضمن محور 'الثقافة لأجل السلام' الذي ينضوي في مؤشرات الثقافة العالمية لليونسكو.
وأوضح، انه تم إرسال القصيدة بلغتها العربية الأصلية ترجمتها إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية، وجاءت مطابقة لشرط المنظمة، ضمن هذا المحور وحظيت باهتمام شديد منها لما تحمل من مضامين إنسانية ودعوة للمحبة والسلام جرى التعبير عنها من خلال الشعر الذي يعد عنصرا أدبيا مهما بإيصال تلك المضامين بشكل فعال ومؤثر.
الخوالدة الذي لفت إلى قدرة القصيدة على حمل رسالة الأردن وإيصالها عالميا، أكد أن حضور هذه القصيدة يسلط الضوء على الشعر الأردني، ويبرز ما يحظى به من اهتمام رسمي وشعبي، كما أن هذه القصيدة تؤكد على التنوع الثقافي الذي يتمتع به الأردن من انفتاح على مختلف الثقافات وتنوع ثقافي يسهم بإثراء المشهد الثقافي الأردني وخصوصا الاهتمام بشريحة المبدعين الشباب .
ونوه، بأن أهمية هذه القصيدة وحضورها في موقع عالمي يتمتع بشأن كبير يتفق مع محاور مؤشرات الثقافة العالمية في محور الثقافة لأجل السلام.
وبين، انه العمل الأردني الوحيد الذي تنشره المكتبة الرقمية لليونسكو، كما انه العمل الشعري العربي الوحيد التي نشرته ضمن أعمال عربية محدودة للدول العربية المشاركة.
الشاعر الخوالدة وفي حديثه عن القصيدة قال 'عاش الشاعر عمرا مع الطبيعة، حتى تداخلت ذاته البيضاء وبيئته، فأصبحتا شيئا واحدا جميلا. تنقل الشاعر بذاته بين البادية والريف والمدينة، فلم تغيره التحولات، في البداية رافق قطعان المها، حتى مل تلك الرفقة، ثم انتقل للريف فرافق أسرابَ الحمامِ في طيرانها، ثم ذهب إلى المدينة، ومع أنه اشتاق لوجه الظبي فسرى ليلا للبحث عنه، ولم يجد مصباحا ينير الطريق، مثل قلبه، ذلك القلب الذي يشبه العصفور أيضا، وهو قلب نقي غسلته الجميلات بالعطر والريحان ولففنه بوشاح الحسن والجمال.
وتابع 'ثم يلجأ الشاعر البدوي إلى الكتابة، فقلمه يكتب على الدفاتر فيسمع القلب أنينه، يحفر وجعه في الورق فينزف جرح الدفاتر، لأن أحرف اللغة العربية ملأى بالمواجع فهي مرتبطة بأمة هذه اللغة، وسعيها الدائم للنهضة بين الأمم'.
ونوه بأن هذا الشاعر البدوي يشبه لغته في صحوتها وقدرتها على النهضة، حبيبته عمّان، ليرسم رؤيته لروح هذه المدينة وصورتها المتخيلة، وفي لحظة ما تفصل بين الليل والنهار تكون اللغة العربية كعمّان، حبيبة الشاعر، حينما تشرق عليها الشمس، فتُهدي عمانُ للشمس صباحها وليس العكس، ثم إن الندى يتسلق جبال عمان ليحرك الورود على عتبات بيوتها فينتشر عبيرها في الأرجاء.
وختم الخوالدة بقوله 'هكذا يتمنى الشاعر البدوي أن يكون طيرا لا يطوى له جناح، أو أن يكون غيما تحدوه الرياح، فلا يتوقف، يشكل ملامح وجهه من شمس الصباح، أو أن يكون نجما في السماء، في محاولة للانعتاق من هموم الواقع وتحدياته التي يسعى لتحويلها لابتسامة عاشق، يرسم لمحبوبته
لوحة من أزهار الدحنون(شقائق النعمان) ذات الرؤوس المثقلة، يوقضها الندى من سباتها فتصحو لتعلن الفرح من جديد'.
ونشرت القصيدة بترجمتها الفرنسية على مكتبة المنظمة الرقمية تحت عنوان ' Les souhaits du poète bédouin'
وفيما يلي النص العربي للقصيدة :-
أمنيات الشاعر البدويّ
لوْ كُنتُ طَيرا... ما ضَمَمتُ جَناحا
أو كنتُ غيمَا عابِرَا.. ورِياحَا
فَسَرَقْتُ مِنْ شمسِ الصباحِ مَلامِحي
أو كُنتُ نجما لامِعا وضّاحَا
رافقتُ أسرابَ الحمامِ فلمْ أعُدْ
للأرضِ ثانية لكيْ أرتاحَا
ومللتُ من سيري و قطعانَ المها
واشتقتُ وجه الظبي.. حينَ أشاحا
فسريتُ في ليلٍ أُحاولُ وَصَلَهُ
وتَخَذتُ من قلبي لهُ مِصْباحَا
***
قلبي كعصفورٍ يُراوِدهُ المدىٰ
فيَمدُّ للحلواتِ مِنهُ جَناحَا
بالعطرِ والريحانِ يومَ غَسلْنَهُ
ولَفَفْنَهُ مِنْ حُسنِهُنَّ وِشاحَا
لغتي كعمانَ الحبيبةِ حينما
تصحو فتُهدي للصباحِ صباحَا
يَتسلقُ الغيمُ النديُّ جبالَها
كيْ يَستفزَّ عَبيرَها الفوّاحَا
ويَتيهُ فيها العاشقونَ صبابةً
يتنافسون بنادقا ورِماحَا
قلميْ يئِنّ على الدفاترِ كُلّما
آنستُ حرفاً اشبَعَتْهُ جِراحَا
غَنّيتُ أشعاري بنبضِ مواجعي
ما كنتُ يوما شاعِرا مَدّاحَا
يامن يُحيلُ البؤسَ بَسمَةَ عاشقٍ
ويحيلُ همَّ المُرهَقينَ مُزاحَا
ويقومُ كالدحنونِ أيقظهُ النَّدى
كي يعلنَ الأعياد والأفْراحَا