اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
'غوغل' ترفض إزالة إعلانات إسرائيلية تنفي المجاعة في غزة
أثارت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية جدلاً واسعًا بعد كشفها قرار شركة 'غوغل'، المالكة لمنصة 'يوتيوب'، عدم إزالة حملة إعلانية مدفوعة أطلقتها الحكومة الإسرائيلية، رغم تلقيها شكاوى متعددة تتهم الحملة بنشر معلومات مضللة حول المجاعة في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة، اليوم الجمعة، أنه في أب/أغسطس الماضي، وبعد يومين فقط من إعلان الأمم المتحدة عن مجاعة متسارعة في غزة، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقطع فيديو على 'يوتيوب' يظهر سوقًا مليئًا بالفواكه والخضروات، ضمن حملة إعلانات مدفوعة تهدف إلى نفي وقوع المجاعة في القطاع.
وعلى الرغم من تلقي 'غوغل' عدداً كبيراً من الشكاوى من جهات حكومية ومستخدمين اتهموا الحملة بنشر معلومات مضللة، أكدت الشركة أن الحملة الإسرائيلية لا تنتهك سياساتها.
وكشف بريد داخلي اطلعت عليه /واشنطن بوست/ أن موظفي 'غوغل' تلقوا تعليمات بأن أي إعلانات مستقبلية مشابهة من الحكومة الإسرائيلية حول الطعام أو المجاعة في غزة لن تعتبر مخالفة للسياسات الداخلية للشركة.
ووصف مدونون على وسائل التواصل الإجتماعي القرار بأنه 'تواطؤ' في نشر ما اعتبروه 'بروباغندا الإبادة الجماعية'، مؤكدين أن آثار المجاعة لا تزال واضحة على أجساد الفلسطينيين، وأن محاولات 'إسرائيل' لنفيها تأتي عبر قنوات رسمية وحملات دعائية واسعة النطاق.
وقالت الأكاديمية عسل رعد: 'بعبارات أخرى، غوغل متواطئة عن علم في نشر بروباغندا الإبادة الجماعية'.
من جهته، سخر الصحفي غلين غرين والد من القرار، مشيراً إلى أن 'إسرائيل' لن تضطر لدفع تكاليف الإعلانات الدعائية مستقبلًا، معتبرًا أن السيطرة على وسائل الإعلام جزء من استراتيجيتها، وأضاف: 'اشترى عملاؤهم شبكات CBS وبارامونت ومنصة تيك توك، وهم على وشك شراء وارنر براذرز وCNN'.
وانتقد بريان فاندرليب دور جماعات الضغط، قائلاً: 'غوغل عديمة القيمة وتخضع لسيطرة اللوبيات الإسرائيلية. يمكنكم شراء كل وسائل الإعلام وكذبوا قدر ما تشاؤون، ما رأيناه لن يمحى من الذاكرة'، مشيراً إلى أن هذه الحملات الدعائية تعكس حالة من اليأس لدى الجانب الإسرائيلي في محاولته نفي الواقع، وسط صمت سياسي تجاه ما وصفه بـ 'التدخل الإعلامي'.
وارتكبت 'إسرائيل' منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.