صراعات الشرق الأوسط وتداعياتها العالمية: من اليمن إلى غزة وإيران #عاجل

صراعات الشرق الأوسط وتداعياتها العالمية: من اليمن إلى غزة وإيران #عاجل

كتب - أحمد عبدالباسط الرجوب

يشهد العالم اليوم تحولات جذرية في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تتفاعل الأحداث الكبرى بسرعة وتترك آثارًا عميقة على المستوى الدولي. من الحروب والنزاعات إلى التحالفات المتغيرة والكوارث الطبيعية، يبدو أن العالم يقف على مفترق طرق تاريخي. في هذه البانوراما، سنستعرض أبرز الأحداث التي تشكل ملامح الواقع العالمي الحالي، مع التركيز على القضايا السياسية والاقتصادية البارزة.

(1)

اليمن وغزة: صراعات مستمرة وتوازنات جديدة

تواصلت الاعتداءات الأمريكية على اليمن، مستهدفة مدنًا وتجمعات سكنية، بينما ردت القوات اليمنية باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري ترومان' بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة. في غزة، استمرت الغارات الإسرائيلية في اليوم الثاني من الحرب، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، خاصة بين النساء والأطفال. ومع ذلك، أظهر الشعبان اليمني والفلسطيني صمودًا كبيرًا في مواجهة العدوان.

على الصعيد الدولي، شهدت المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا والعالم العربي تظاهرات حاشدة لدعم غزة ورفض الحرب. كما برزت دعوات من حكومات غربية لوقف إطلاق النار، مما يعكس فشلًا إعلاميًا ودبلوماسيًا للتحالف الأمريكي-الإسرائيلي في حشد التأييد الدولي لحربهما.

(2)

الكيان الصهيوني وسوريا ولبنان: تداخل المصالح والصراعات

تجد دولة الكيان الصهيوني نفسها في موقف معقد تجاه سوريا ولبنان. فمن ناحية، يقصف الكيان الصهيوني مواقع قريبة من الحدود السورية بهدف تدمير الأسلحة، ومن ناحية أخرى، تتدخل لضرب تحركات حزب الله على الحدود السورية - اللبنانية. يبدو أن دولة الكيان تتخذ مواقف متضاربة تجاه الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، حيث تتعاون معها في مواجهة حزب الله، ولكنها تتحول إلى عدوة في مناطق أخرى.

يبدو أن هناك تلاقي مصالح مرحلي بين دولة الكيان والإدارة السورية في الحد من نفوذ حزب الله، خاصة فيما يتعلق بتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الأراضي السورية. ومع ذلك، تتحول هذه التفاهمات إلى حالة عداء في مناطق أخرى، حيث تسعى دولة الاحتلال لضرب حزب الله ومنع حصوله على أسلحة من إيران، بينما تتهم دمشق الحزب بمحاولة زعزعة الاستقرار بدعم من طهران. هذا الصراع يعكس مدى تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث تتقاطع المصالح بين الأطراف المتناحرة وفقاً للمتغيرات الميدانية.

(3)

ترامب وإيران والعراق: صراعات نووية ونفوذ إقليمي

أ‌. ترامب وإيران

رغم رفض طهران التفاوض مع إدارة ترامب، أثارت رسالة الرئيس الأمريكي إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ردود فعل واسعة. ترامب أكد أن هناك طريقين للتعامل مع إيران: عسكريًا أو عبر اتفاق يمنعها من امتلاك أسلحة نووية. من جهته، رفض خامنئي التفاوض تحت الضغط، معتبرًا أن العرض الأمريكي يهدف إلى فرض رغبات واشنطن وليس حل القضايا العالقة.

ب‌. ترامب والعراق: هل نشهد غزواً جديداً؟

فيما يتعلق بالعراق، أبدى ترامب استياءه من السياسة الأمريكية السابقة التي 'تركت العراق وحيدًا' وسمحت لإيران بملء الفراغ. ترامب يرى أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً فادحًا بعدم السيطرة على النفط العراقي، وهو ما يعتبره مفتاحًا للسيطرة على المنطقة. كما أشار إلى إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية في العراق إذا لزم الأمر، دون الكشف عن تفاصيلها.

(4)

الخلاصة: عالم على صفيح ساخن

تشهد العلاقات الدولية تحولات كبيرة، خاصة مع تصاعد التوترات بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإيران وروسيا. تفاهمات ترامب وبوتين تشكل نواة لتحالفات جديدة قد تعيد تشكيل النظام العالمي. في الوقت نفسه، تظهر قضايا مثل النفط العراقي والصراع في الشرق الأوسط كأدوات رئيسية في الصراع على النفوذ الإقليمي.

من ناحية أخرى، يطالب ترامب العراق بتسديد تريليونات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة خلال احتلالها للعراق، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين. هذه المطالب قد تؤدي إلى توترات إضافية في المنطقة، خاصة مع وجود إيران كقوة إقليمية فاعلة.

الدور الصيني: في ظل التوترات الأمريكية-الإيرانية، يبرز دور الصين كقوة صاعدة تسعى لموازنة القوى العالمية. الصين، التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية متينة مع إيران، قد تلعب دورًا محوريًا في تخفيف حدة التوترات أو حتى في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية. يمكن أن تكون الصين وسيطًا في أي مفاوضات مستقبلية بين واشنطن وطهران، خاصة مع تزايد نفوذها الاقتصادي والعسكري في المنطقة.

الدور الروسي: لا يمكن إغفال الدور الروسي في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا ولبنان. روسيا، التي تدعم النظام السوري، تسعى أيضًا إلى تعزيز نفوذها في لبنان عبر علاقاتها مع حزب الله. هذا الدور الروسي المتصاعد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على التحالفات الإقليمية، خاصة مع تقارب المصالح الروسية-الإيرانية في مواجهة النفوذ الأمريكي.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من الصراعات والتحالفات، حيث تُعاد صياغة التوازنات الدولية وفقاً لمصالح القوى الكبرى، مع استمرار الأزمات الإقليمية التي قد تتحول إلى مواجهات أشمل في أي لحظة.

باحث وكاتب - الاردن