اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
كهرباء غزة : تدمير 80% من شبكات التوزيع وخسائر تتجاوز 728 مليون دولار
أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة، محمد ثابت، أن قطاع الكهرباء في غزة تكبّد خسائر فادحة وغير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضح ثابت، في تصريح لـ 'قدس برس'، أن 'قيمة الأضرار التقديرية بلغت حتى الآن نحو 728 مليون دولار، وذلك بعد خروج البنية التحتية للقطاع عن الخدمة بشكل كامل'.
وبيّن أن أكثر من 80 بالمئة من شبكات توزيع الكهرباء في غزة دُمّرت بالكامل، إلى جانب تدمير أكثر من 80 بالمئة من آليات ومركبات الشركة متعددة المهام، و90 بالمئة من المستودعات والمخازن بما فيها من مواد صيانة، فضلًا عن تدمير 70 بالمئة من مباني ومرافق الشركة.
وأشار إلى أن هذا الرقم يشمل فقط خسائر قطاع التوزيع، ولا يتضمن الأضرار التي لحقت بقطاعي النقل والتوليد، واللذين تعرضا بدورهما لخسائر جسيمة.
وأضاف أن القطاع حُرم خلال الحرب من أكثر من ملياري كيلوواط/ساعة من الكهرباء، كما فقدت الشركة 60 من كوادرها وعمالها شهداء، إلى جانب أكثر من 100 جريح من الفنيين والمهندسين.
ووصف ثابت ما جرى بأنه 'فاجعة وطنية وإنسانية' أثّرت على مختلف مناحي الحياة في القطاع، مشيرًا إلى أن تقديرات الخسائر الحالية تبقى أولية، نظرًا لتعذر وصول فرق الشركة إلى بعض 'المناطق الحمراء' لتقييم الأضرار فيها.
ورغم حجم الدمار، أكد ثابت أن الشركة لم تتوقف عن أداء مهامها خلال العامين الماضيين، حيث واصلت دعم الجهود الوطنية والإنسانية لتأمين الكهرباء لمراكز الإيواء والنازحين، من خلال تشغيل آبار المياه والمولدات وتوفير الوقود، بالتعاون مع منظمات دولية مثل 'اليونيسف'، وسلطة الطاقة، وسلطة المياه الفلسطينية.
وأشار إلى أن طواقم الشركة تمكنت، بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، من إصلاح خط كهرباء 'كوسوفيم' الواصل إلى محطة تحلية المياه غرب دير البلح، بطول 8 كيلومترات، ما مكّن المحطة من إنتاج نحو 20 ألف متر مكعب من المياه النقية يوميًا لتلبية احتياجات النازحين.
وحول خطة التعافي لما بعد الحرب، أوضح ثابت أن الشركة وضعت تصورًا من ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة أولى تمتد لشهرين وتهدف إلى إعادة تأهيل الشبكات الحيوية وتوفير الطاقة لمراكز الإيواء والمرافق الإنسانية، تليها مرحلة ثانية تستغرق ستة أشهر وتشمل توسيع نطاق التوزيع وإعادة بناء البنية التحتية المتوسطة، وصولًا إلى مرحلة ثالثة مدتها ثلاث سنوات تُخصص لإعادة الإعمار الكامل لشبكات الكهرباء في القطاع.
وفي تفاصيل المرحلة الأولى، أشار إلى أن الشركة بحاجة ماسة إلى 50 مولدًا كهربائيًا متنقلًا بقدرة 500 KVA، و2000 عمود حديدي، و5000 عمود خشبي، و500 كم من شبكات الضغط المنخفض، و400 كم من شبكات الضغط المتوسط مع ملحقاتها، بالإضافة إلى 3 رافعات، و2 حفار، و10 مركبات هندسية، و2 منوف لرفع المكونات الصلبة وتمديد الكوابل.
وأوضح أن جزءًا من هذه الاحتياجات متوفر بالفعل في مخازن الشركة وسلطة الطاقة في الضفة الغربية المحتلة، لكنه بحاجة إلى تسهيلات عاجلة لإدخاله إلى غزة تمهيدًا لبدء عمليات إعادة الإعمار.
وشدد مدير عام العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع الكهرباء على أن الشركة على استعداد فوري لبدء عمليات الصيانة وإعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى محافظات قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة إلى الاستجابة السريعة لتلبية احتياجات القطاع.
وأكد أن إحياء قطاع الكهرباء يعد شرطًا أساسيًا لإحياء باقي القطاعات الحيوية والخدمات الإنسانية في غزة.
وبحسب بيانات شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة، فإن احتياجات القطاع تتراوح بين 400 إلى 500 ميغاواط، وتصل إلى 600 ميغاواط في ذروة الاستخدام خلال فصلي الشتاء والصيف، بينما لم يكن يتوفر للمحطة من مختلف المصادر المصرية والإسرائيلية، إلى جانب إنتاجها المحلي، سوى ما لا يتجاوز 250 ميغاواط.