اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
حماس وخطة ترامب: بين المناورة الذكية والفخ السياسي #عاجل
كتب عوني الرجوب
'التاريخ يعلّمنا أن الشعوب قد تنحني تكتيكياً لكنها لا تستسلم، وأن المقاومة قد ترتدي أحياناً ثوب السياسة، لكن جوهرها يظل ثابتاً لا يتبدل.”
حين طُرحت 'صفقة القرن” على لسان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بدا واضحاً أنها خُطت بأقلام إسرائيلية أكثر مما وُلدت في أروقة البيت الأبيض. الصفقة لم تحمل سوى تثبيتٍ للاحتلال وتكريسٍ لواقع استيطاني، على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. لذلك، كان من البديهي أن تُواجَه برفض واسع، لكن العيون تركزت بشكل خاص على موقف حركة حماس، التي تشكل في الوعي الإقليمي والدولي عنوان المقاومة الفلسطينية.
القراءة السطحية لأي مرونة أو لغة سياسية أبدتها الحركة قد تُفسَّر على أنها تراجع أو حتى استسلام. غير أن التدقيق في بنية الحركة وخطابها وتاريخها يُثبت عكس ذلك. فحماس التي دفعت آلاف الشهداء، وصمدت في وجه ثلاث حروب كبرى وحصار خانق، لا يمكن أن تنقلب بين ليلة وضحاها على ثوابتها. ما قدمته الحركة لا يعدو كونه مناورة تكتيكية، توظف لغة السياسة لإعادة صياغة المشهد، من دون أن تُسقط خيار المقاومة أو تُساوم على القدس واللاجئين.
هذه المناورة تحمل في طياتها ما يمكن اعتباره فخاً لإسرائيل:
•فإذا تجاهلت إسرائيل أي إشارة إيجابية، ستظهر أمام العالم باعتبارها الطرف الرافض للسلام، وتنكشف ادعاءاتها بأن 'المشكلة في الجانب الفلسطيني”.
•وإذا حاولت إسرائيل استغلال المرونة لتثبيت وقائع جديدة، فإن حماس ستجد في ذلك مبرراً لتعزيز شرعية المقاومة والتأكيد على أن 'العدو لا يفهم إلا لغة القوة”.
بهذا المعنى، لم يكن رد حماس انحناءً أمام العاصفة، بل التفافاً سياسياً يهدف إلى كشف إسرائيل وتعريتها أمام المجتمع الدولي. إنه أسلوب يعكس إدراك الحركة أن المعركة لم تعد فقط على الأرض والسلاح، بل أيضاً في ميدان السياسة والإعلام والرأي العام العالمي.
وهذا يثبت للعالم بشكل عام وللشعب الإسرائيلي بشكل خاص
إن النتن ياهو بكل قوته العسكريه لم يستطيع تحرير الاسرى عسكريا إلا من خلال مفاوضات سياسيه تدخل فيها ترامب مباشرة مما جعل ترامب ينقذ النتن ياهو من الاعتراف المباشر بانه لم يستطيع تحرير الاسرى بالقوه العسكريه بكل الطائرات والصواريخ ودالدبابات وغيرها
إن موقف حماس، بما يحمله من دهاء سياسي وتكتيك مدروس، بحاجة إلى غطاء عربي وإسلامي يحميه ويعززه. فالمعركة مع الاحتلال أكبر من أن تُترك لفصيل واحد مهما كانت قوته. المطلوب اليوم أن تدرك الأمة أن كل مرونة فلسطينية ليست تنازلاً، بل أحياناً فخاً محكماً يعرّي إسرائيل ويعيد الاعتبار للحقوق المشروعة. وكما قال المتنبي: إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ فلا تقنعْ بمـا دونَ النجومِ… فالمقاومة ليست خياراً عابراً، بل قدر أمة تسعى للتحرر مهما بدت العواصف عاتية.