اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت دراسة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن الشرود المفاجئ ليس مجرد تشتت ذهني، بل محاولة يقوم بها الدماغ لاقتناص لحظات قصيرة تشبه النوم العميق، حتى وأنت مستيقظ.
واستخدم الباحثون تقنيات تصوير الدماغ عبر تخطيط كهربية الدماغ (EEG) والرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، ولاحظوا أن فترات فقدان التركيز كانت متزامنة مع موجة من السائل الدماغي الشوكي تتدفق داخل الدماغ ثم تعود للخارج خلال ثوانٍ.
هذا النمط يحدث عادة أثناء النوم العميق، ويُعتقد أنه يساعد في التخلص من الفضلات التي تتراكم في الدماغ خلال ساعات اليقظة.
وتقول عالمة الأعصاب في MIT لورا لويس:'إذا لم تنم جيدا، تبدأ موجات السائل الدماغي الشوكي بالظهور في حالة اليقظة، وهو أمر لا يحدث عادة، لكنها تأتي على حساب الانتباه، إذ يفشل التركيز في اللحظات نفسها التي يحدث فيها هذا التدفق.'
وخضع المشاركون للاختبار وفقا لمجلة Nature بعد ليلة نوم جيدة، ثم بعد ليلة دون نوم. وكما هو متوقع، تراجع أداؤهم الإدراكي بعد السهر، وازدادت لحظات فقدان التركيز.
ووفقا للباحث زينونج يانغ، فإن الدماغ 'يحاول نوعا ما الدخول في حالة شبيهة بالنوم لتعويض ما فقده، حتى لو كان ذلك على حساب القدرة على متابعة ما يجري حولك'.
وتظهر النتائج أن هذه الظاهرة ليست ذهنية فقط، بل فسيولوجية أيضا؛ إذ رصد الباحثون تباطؤ التنفس، وانخفاض معدل ضربات القلب، وانكماش حدقة العين خلال لحظات الشرود، ما يشير إلى أن الجسم بأكمله قد يكون متورطا في استجابة عصبية واحدة.
وتقترح الدراسة أن الدماغ يمتلك آلية موحّدة تتحكم في الوظائف الإدراكية، مثل الانتباه والاستجابة للمحيط، إلى جانب وظائف حيوية مثل تدفق الدم والسوائل داخل الدماغ.
وتضيف لويس: 'هناك على الأرجح دائرة عصبية واحدة تجمع بين ما نعتبره وظائف عقلية عليا، وبين العمليات الجسدية الأساسية.'
الدراسة تبرز مرة أخرى أهمية النوم، ليس فقط لاستعادة النشاط، بل للحفاظ على وظائف الدماغ وصحة الجسم عموما، وتوضح أن الدماغ لا يتوقف عن المطالبة بالراحة، حتى لو اضطر إلى سرقتها أثناء اليقظة.












































