اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أبو زيد: لذلك لم يشتبك الأردن في مفاوضات غزة #عاجل
خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن السؤال الأبرز الذي يتردد اليوم في الأوساط السياسية والإعلامية، بل وحتى في الصالونات المغلقة ومواقع التواصل، يتمحور حول 'أين الدور الأردني؟” ولماذا غاب الاشتباك المباشر مع الحالة التفاوضية في ملف غزة؟ وكيف ومتى يمكن أن يشتبك الأردن دبلوماسيًا في مسار المفاوضات الجارية؟
وأوضح أبو زيد في حديثه لـ'الأردن 24' أن الإجابة الدقيقة على هذا التساؤل الشعبي والسياسي تكمن في فهم طبيعة الموقف الأردني ومحددات القرار الاستراتيجي في عمّان، مشيرًا إلى أن 'المطبخ السياسي الأردني يدرك تمامًا أن المخطط الإسرائيلي في الأراضي المحتلة يقوم على ركيزتين: ابتلاع الجغرافيا، والتخلص من الديموغرافيا، وبالتالي فإن أي مقاربة أردنية تجاه غزة أو الضفة لا يمكن أن تكون عاطفية أو ارتجالية، بل محسوبة بدقة الميكروميتر”.
وأضاف أن الأردن لم يكن يومًا طرفًا غائبًا عن ملف غزة، بل يتعامل معه من زاوية أوسع تشمل الضفة الغربية، التي تشكل البعد الأقرب جغرافيًا والأكثر أهمية ديموغرافيًا للأردن، مبينًا أن 'الاشتباك الأردني مع هذا الملف لا يُقاس بتصريحات أو تحركات آنية، بل هو اشتباك استراتيجي طويل الأمد يرتبط بمصالح الدولة العليا واستقرار الإقليم”.
وأشار أبو زيد إلى أن العين الدبلوماسية الأردنية اعتادت النظر إلى الملفات الإقليمية من زوايا واسعة، تتجنب الانفعال الآني وتنتظر اتضاح الصورة قبل اتخاذ خطوات حاسمة، مستشهدًا بالحالة السورية قائلاً:
> 'عندما كانت الأزمة السورية في بداياتها، تردّد السؤال ذاته: أين الأردن؟ لكن ما لبثت عمّان أن اشتبكت بثقلها الدبلوماسي الكامل بعد أن تبلورت معالم المشهد وأصبح التعامل معه ممكنًا من موقع الفعل لا رد الفعل. واليوم يتكرر السيناريو ذاته في ملف غزة”.
وبيّن أن النهج الأردني يقوم على توسيع زاوية الاشتباك لا تدويرها، أي أن الهدف ليس مجرد الظهور في المشهد، بل التأثير الفعلي في نتائجه، مضيفًا أن 'الدبلوماسية الأردنية تدرك أن أي اشتباك غير محسوب قد يفرض على الأردن أثمانًا أمنية وسياسية لا مصلحة له بها، لذلك فإن الهدوء في التحرك ليس ضعفًا بل حكمة”.
ولفت أبو زيد إلى أن الأردن يعيد تموضعه في الحالة الفلسطينية من بوابة غزة، لكن بعينه على الضفة الغربية التي تشكل مركز الثقل بالنسبة له، مشددًا على أن 'عمّان لا تسعى لفرض نفسها على طاولة المفاوضات، بل موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي يفرضان على الأطراف الأخرى طلب اشتباكها”.
وأضاف أن الخبرة الأردنية في المسارات الدبلوماسية والأمنية والإنسانية أصبحت مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تصاعد الأدوار الإقليمية وتعدد الوسطاء في ملف غزة، ما يجعل من الحضور الأردني عنصر توازن لا يمكن تجاوزه.
وختم أبو زيد بالقول إن التموضع الأردني الحالي يعكس دبلوماسية هادئة وواعية تتعامل مع اشتباك المنطقة بزاوية منفرجة، لا ضيقة، مضيفًا أن ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة الماضية – بإشارته إلى حضور دول إقليمية من بينها الأردن مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة – 'يؤكد أن الأردن يؤتى إليه ولا يأتي، وأن دوره في نهاية المطاف سيكون حاضرًا ومؤثرًا كما كان دائمًا”.