اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
يخوض مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون لتغير المناخ (كوب 30) الذي ينطلق في البرازيل بعد أقل من شهر تحديا ضخما يتمثل في توحيد دول العالم حول مواصلة العمل لمكافحة أزمة المناخ رغم الصعوبات والعقبات، وفي مقدّمها انسحاب الولايات المتحدة.
وأصر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على أن تكون مدينة بيليم الساحلية في منطقة الأمازون مكانا لعقد مؤتمر الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة الإطاري بشأن تغير المناخ بين 10 و21 تشرين الثاني، وهو أهم المحطات السنوية في المفاوضات المتعلقة بهذه القضية.
ويطمح لولا إلى جمع العشرات من رؤساء الدول والحكومات، ولكن قبل أيام قليلة (في 6 و7 تشرين الثاني)، لتخفيف العبء اللوجيستي الذي يمثله تدفق 50 ألف مفاوض وناشط وخبير ومشاركين آخرين على المدينة.
ولم يؤكد المشاركة إلى الآن سوى عدد قليل من القادة (كولومبيا وجنوب إفريقيا وغيرهما)، فيما تأخر كثر في اتخاذ قرارهم، نظرا إلى ما تشهده المرحلة الراهنة من اضطرابات جيوسياسية واقتصادية. وسيتولى الأمير وليام تمثيل ملك بريطانيا تشارلز، فيما امتنع الرئيس النمسوي عن المشاركة بسبب أسعار الفنادق.
ويُهدد هذا الارتفاع الحاد في الأسعار مشاركة المنظمات غير الحكومية والدول الفقيرة، لدرجة أنه يُلقي بظلاله على جوهر المفاوضات. وأشارت دول، من بينها غامبيا والرأس الأخضر وحتى اليابان لوكالة فرانس برس إلى أنها ستُقلص على الأرجح وفودها.
ويُعقد في برازيليا الاثنين والثلاثاء الاجتماع الوزاري غير الرسمي الذي يسبق المؤتمر، ويُخصص لإجراء مراجعة أخيرة للوضع الراهن.
وأقرّ لولا في مطلع تشرين الأول من موقع المؤتمر بمشاكل بيليم، لكنه أضاف 'يجب أن نُظهر للعالم واقع الأمازون'. واطّلع لولا على تقدم أعمال البناء في هذه المدينة ذات البنى التحتية المحدودة التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة.
وبلهجة استفزازية، أكد أنه ينوي 'النوم على متن قارب، في أرجوحة شبكية'.
- لا 'عناوين كبرى' -
ويُعقد المؤتمر فيما التطلعات عالية بعدما شهد العالم العامين الأكثر حرا على الإطلاق، وانتشار موجات حر وعواصف تتسبب بسقوط ضحايا.
ولكن على عكس الدورتين الأخيرتين اللتين أسفرتا عن اتفاقات بارزة في شأن الوقود الأحفوري والتمويل، دعت مارتا توريس-غانفاوس من مركز 'إيدري' للأبحاث إلى 'عدم توقُّع عناوين كبرى أو اتفاقات في شأن قضايا كبيرة وجريئة'.
ولاحظ البرازيليون غياب الرغبة العامة في التزام وعود جديدة طموحة، وفضلوا تاليا إعطاء الأولوية لتنفيذ الحلول التي سبق الاتفاق عليها.
وستحرص الرئاسة البرازيلية خصوصا على أن تُظهر أن الدول لا تزال تؤمن بالنهج متعدد الأطراف رغم الصعوبات، ومن بينها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس، والحروب الجمركية والتجارية، وصعود الأحزاب المشككة في تغير المناخ، وغيرها.
ويعتزم لولا الذي يُتوقَع أن يترشح لولاية رئاسية جديدة السنة المقبلة، تأكيد 'عودة البرازيل' إلى الساحة الدولية، بعد استضافتها قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو نهاية عام 2024، ثم قمة البريكس في تموز الفائت.
- ترامب مدعو -
ورأت المديرة العامة لـ'كوب 30' آنا توني لوكالة فرانس برس أن 'مؤتمرات الأطراف ليست أحداثا معزولة، بل تعكس التوترات الجيوسياسية'.
وكان لولا الذي أبطأ وتيرة إزالة الغابات في بلاده ولكنه يؤيد التنقيب عن النفط قبالة الأمازون، وعَد بما وصفه بمؤتمر 'كوب الحقيقة' .
لكنّ الاتحاد الأوروبي المنقسم لم يتمكن من التوصل في الموعد المحدد إلى اتفاق في شأن التزاماته المناخية الجديدة لعام 2035 ، فيما اكتفت الصين بأهداف الحد الأدنى. ومن غير المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة وفدا.
إلاّ أن لولا أفاد بأنه حاول إقناع دونالد ترامب، وقال له في اتصال هاتفي 'من المهم أن تأتي إلى البرازيل لأنك ستكون في قلب الأمازون، لترى كيف تبدو هذه الأمازون التي يعشقها العالم'.
- توافُق إلزامي -
وأكدت رئيسة مجموعة الدول الجزرية الصغيرة إيلانا سيد أن ملخصا للخطط المناخية العالمية الجديدة يُتوقَع صدوره قبل مؤتمر الأطراف مباشرة، 'سيكشف على الأرجح غياب الطموح في شأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري'.
وأضافت الدبلوماسية المتحدرة من جمهورية بالاو في المحيط الهادئ 'نحن واضحون تماما في أن مؤتمر الأطراف الثلاثين يجب أن يُسفر عن رد على هذا'.
إلاّ أن أي ردّ يجب أن يُقَرَّ بإجماع نحو 200 دولة، كما هي الحال في كل مؤتمرات الأطراف.