"أكاديميون: توافق التخصصات الجامعية مع سوق العمل مفتاح لفرص أفضل"

الوقائع الإخبارية : أكد أكاديميون أن اختيار التخصص الجامعي لم يعد قرارا تحدده رغبات الطالب وميوله فقط، بل أصبح مرتبطًا بشكل مباشر بمتطلبات سوق العمل، في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين الجامعيين وتزايد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات القطاعات الاقتصادية.

وقالوا، إن اختيار الطلبة تخصصاتهم بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، سيوفر لهم مستقبلا فرصا أفضل، داعين إلى ضرورة مواءمة البرامج الأكاديمية مع المهارات التي يطلبها سوق العمل، والتركيز على التعليم العملي والابتكار، بما يعزز قدرة الخريجين على المنافسة.

واتفقوا أن الإرشاد المهني المبكر والتخطيط المسبق، والمرونة في اكتساب مهارات جديدة، هي عوامل حاسمة تضمن مستقبلا للطلبة فرصًا أفضل في سوق يتغير باستمرار.

عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية، الدكتور محمد القضاة، شدد على أهمية أن يدرس الطلبة توجهات السوق قبل اتخاذ قرارهم، وأن يربطوا اختيار التخصص بميولهم الشخصية وقدرتهم على الالتزام بالمسار المهني.

وحذر أن بعض المجالات ومنها الطب لم تعد بعيدة عن ظاهرة البطالة التي تشهدها تخصصات أخرى، نتيجة عدم مواءمة أعداد الخريجين مع احتياجات المؤسسات الصحية، داعيًا إلى مراجعة سياسات القبول، وإنشاء برنامج إقامة وطني للأطباء، وتعيين كوادر صحية إضافية.

وأوضح أن دراسة الطب تحتاج إلى إرادة قوية وصبر ومعرفة دقيقة بتفاصيل المراحل الدراسية الطويلة.

من جانبها، أكدت مساعد مدير العلاقات العامة في جامعة جدارا، الدكتورة أسيل أبو سليم، أن دراسة احتياجات السوق وتحليلها من أهم الخطوات ليختار الطلبة اختصاصاتهم الجامعية.

وبينت أن تخصصات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات تشهد نموًا متسارعًا عالميًا، ما يجعل الاستثمار في هذه المجالات خيارًا استراتيجيًا للطلبة، لكنها نبهت إلى ضرورة دراسة التخصصات الطبية بعناية نظرًا لمحدودية القدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية.

أما أستاذ التكنولوجيا المالية في جامعة عجلون الوطنية، الدكتور خالد العمري، فأكد أهمية تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر بين الطلبة، داعيًا الجامعات إلى إدماج مساقات في التسويق وإدارة المشاريع وتطوير المنتجات، لتمكين الخريجين من إيجاد فرصهم بأنفسهم بدل الاعتماد على التوظيف التقليدي.

وعبّرت الطالبة مايا مأمون (94 علمي) عن رغبتها في دراسة الأمن السيبراني لارتفاع الطلب عليه في السوقين المحلي والعالمي، في حين اختار الطالب منذر نصري (69 علمي) تخصص الترجمة رغم إدراكه لشدة المنافسة، مع خطط لاكتساب مهارات إضافية في الترجمة التقنية والتسويق الرقمي.

ووفق تقرير هيئة الخدمة والإدارة العامة لعام 2023، فإن الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، والتسويق الرقمي، تعد من أكثر التخصصات طلبًا، بينما تشهد تخصصات الفلسفة، واللغات، والصحافة، وبعض الهندسات الدقيقة حالة من الإشباع أو الركود.