اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
استهلت الأسواق الامريكية تعاملات الأسبوع على وقع ارتفاع ملحوظ، حيث صعدت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية الاثنين، في مستهل أسبوع محوري يترقبه المستثمرون، إذ تتجه الأنظار إلى حزمة من الأحداث الاقتصادية الكبرى التي من شأنها رسم ملامح الفترة المقبلة.
وخلال تداولات ما قبل الافتتاح، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.4%، وسجلت عقود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً مماثلاً بنسبة 0.4%، بينما قادت عقود مؤشر ناسداك 100 المكاسب بصعودها بنسبة 0.6%. يأتي هذا الأداء الإيجابي بعد أسبوع قوي شهد تسجيل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أعلى إغلاق له على الإطلاق للمرة الخامسة على التوالي يوم الجمعة.
انفراجة تجارية مع أوروبا تعزز المعنويات
تلقت الأسواق دفعة معنوية مبكرة بعد الإعلان الأحد عن توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي بخفض الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية إلى 15%، مما نزع فتيل التوتر التجاري بين الحليفين.
وجاء هذا الاتفاق ليجنّب الأسواق تطبيق تهديدات الرئيس دونالد ترمب السابقة بفرض رسوم تصل إلى 30% اعتباراً من يوم الجمعة المقبل.
أسبوع حافل بالبيانات وقرارات مصيرية
يستعد المستثمرون لأسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية الحاسمة، التي ستقدم صورة شاملة عن صحة أكبر اقتصاد في العالم. وتشمل الأجندة الاقتصادية:
تقرير الوظائف الشهري
بيانات التضخم (مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي)
مؤشرات ثقة المستهلك
القراءة الأولى للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني
قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي
وبينما يترقب الجميع هذه البيانات، تقترب مهلة الأول من أغسطس التي حددها ترمب لحسم مصير الرسوم الجمركية مع أكثر من 200 شريك تجاري، مما يضيف طبقة أخرى من الأهمية لهذا الأسبوع.
أرباح عمالقة التكنولوجيا في الواجهة
من المتوقع أن تكون نتائج أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة هي المحرك الرئيسي لاتجاهات السوق هذا الأسبوع. وتستعد شركات مثل مايكروسوفت، ميتا، أمازون، وآبل للكشف عن تقاريرها الفصلية.
وكانت أسهم التكنولوجيا، مدفوعة بالزخم القوي للذكاء الاصطناعي، هي القوة الدافعة وراء المكاسب القياسية في السوق خلال الأشهر الماضية. ووفقًا لبيانات 'FactSet'، فإن حوالي 80% من شركات ستاندرد آند بورز 500 التي أعلنت عن نتائجها حتى الآن قد فاقت توقعات المحللين.
سياسات ترمب التجارية تصل إلى مفترق طرق
تصل سياسة الرئيس ترمب التجارية إلى لحظة حاسمة هذا الأسبوع. فبالإضافة إلى مهلة الرسوم النهائية في 1 أغسطس، يتوجه كبار مستشاريه الاقتصاديين إلى السويد للتفاوض مع الصين، بينما تنظر محكمة الاستئناف في مدى قانونية الرسوم التي فرضها سابقًا باستخدام صلاحيات الطوارئ.
وكان ترمب قد صرّح يوم الجمعة بأنه سيرسل رسائل هذا الأسبوع إلى نحو 200 دولة لتحديد الرسوم بشكل أحادي، قائلاً: 'سأقول: ستدفعون 10%، 15%، وربما أقل'. وتشير تقديرات حديثة من جامعة ييل إلى أن الرسوم التي فرضها ترمب قد كلّفت الأسرة الامريكية المتوسطة حوالي 2400 دولار سنويًا.
قرار الفيدرالي المرتقب وتحدي التضخم
على الرغم من الانتقادات العلنية التي وجهها ترمب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه يوم الأربعاء.
يرى غالبية مسؤولي البنك أن الاقتصاد لا يزال قويًا بما يكفي لتحمل أسعار الفائدة الحالية، مفضلين التريث لتقييم التأثير الكامل للرسوم الجمركية وسياسات الهجرة على التضخم وسوق العمل.
في غضون ذلك، لا يزال مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي، يسجل ارتفاعًا، مما يدعم حجة الإبقاء على السياسة النقدية المتشددة في الوقت الراهن.
نبض الاقتصاد: ثقة المستهلك وسوق العمل تحت المجهر
أظهرت المؤشرات الأخيرة أن المستهلك الامريكي، الذي يمثل إنفاقه ثلثي النشاط الاقتصادي، أصبح أكثر حذراً. ورغم تحسن الثقة مع التوصل إلى اتفاقات تجارية مبدئية، لا يزال القلق من التضخم وسياسات ترمب التجارية يؤثر على المزاج العام.
على صعيد آخر، يُتوقع أن يُظهر تقرير وظائف يوليو أبطأ وتيرة للتوظيف الشهري منذ عام 2010 (باستثناء فترة الجائحة)، مع فقدان قطاع الصناعة وظائف للشهر الثاني على التوالي.
ويشير تراجع حجم القوى العاملة إلى التأثير المحتمل للسياسات المشددة تجاه الهجرة على سوق العمل، وهو ما يمثل تحديًا لوعود ترمب بإعادة إحياء الصناعة الامريكية.