اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
السوسنة - تشهد الحملات الانتخابية في العراق موجة من الجدل والسخرية، بعد أن تحولت شعارات وبرامج بعض المرشحين إلى مواد طريفة على منصات التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس حجم الفجوة بين الطبقة السياسية والناخبين.
ومن بين أبرز المفارقات، وعدت إحدى المرشحات بتزويج 150 شابًا من جمهور ريال مدريد في حال فوزها، مع 'استبعاد' محبي برشلونة، فيما اختارت مرشحة أخرى إطلاق حملتها الانتخابية على الرصيف بدلًا من اللوحات الفاخرة.
كما استخدم أحد المرشحين صورة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في دعايته الانتخابية، مما أثار تساؤلات حول علاقة لاعب كرة القدم بالعملية السياسية، في حين انضم عدد من صناع المحتوى إلى سباق الترشح، وركز آخرون على وعود خدمية بسيطة مثل تبديل محولات الكهرباء وتبليط الشوارع.
وترى الباحثة السياسية نوال الموسوي، في تصريحات لبرنامج تلفزيوني، أن هذه المظاهر تعكس غياب ثقة الناخب العراقي في العملية الانتخابية برمتها، مشيرة إلى ضعف البرامج السياسية والانتخابية لدى أغلب المرشحين.
وأضافت أن المال السياسي المنتشر في الساحة الانتخابية أدى إلى تغول أصحاب رؤوس الأموال، الذين يمتلكون النفوذ الأوسع من خلال البذخ الانتخابي، بينما يحاول المرشحون الأقل إمكانيات استقطاب الجمهور بوسائل ملفتة أو هزلية، مثل استخدام رموز رياضية أو وعود غير منطقية.
وأوضحت الموسوي أن الأغلبية المشاركة في الانتخابات هم من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، وبعضهم يسعى للحصول على الحصانة البرلمانية لحماية أمواله أو لتسوية ملفات فساد سابقة، مما يعمق فقدان الثقة في العملية الانتخابية.
وفيما يتعلق بترشح شخصيات من خارج المشهد السياسي، مثل مؤثرين من 'تيك توك'، أشارت إلى أن اللجنة الانتخابية لا تضع معايير واضحة للترشيح، مما سمح بدخول من لا يملكون خلفية سياسية أو معرفية، ويُستغل بعضهم لجذب أصوات إضافية لصالح القوائم الكبرى.
أما بشأن ردود الفعل الشعبية، فترى الموسوي أن السخرية المنتشرة على منصات التواصل تعكس وعيًا شعبيًا متزايدًا، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى حجم الإحباط لدى الناخبين الذين فقدوا الأمل في أن تفرز الانتخابات تغييرًا حقيقيًا.
واختتمت حديثها بالقول إن الناخب العراقي فقد الثقة بنتائج الانتخابات التي غالبًا ما تنتهي بتشكيل حكومات توافقية تُوزع فيها الحصص الوزارية بين الكيانات ذاتها، مما يجعل الوجوه تتكرر والنتائج ثابتة، مضيفة: 'رغم كل الهزل والسخرية، نأمل أن يصحح العراقيون مسارهم الانتخابي يومًا ما، فما يصح إلا الصحيح'.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 










































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 