اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
أبو نوار يتحدث عن تناقضات خطة ترامب ويحذر من 'شيطان التفاصيل': تجسيد للرؤية الصهيونية #عاجل
مالك عبيدات - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، إن الخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست سوى ورقة تفاوضية إذعانية للفلسطينيين، وهي في حقيقتها خطة عسكرية إسرائيلية وضعها مجلس الحرب الإسرائيلي تحت مسمى 'نظام معركة العدو – Enemy Order of Battle' بمراحله المختلفة، تتيح لإسرائيل حرية أمنية كاملة لمعالجة ما يحدث في غزة والتدخل في أي وقت لعمليات مستقبلية.
وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن الهدف الرئيس من الخطة هو منع قيام الدولة الفلسطينية، موضحاً أن إسرائيل لن تنسحب من غزة أو من غلافها بعد خمس سنوات بحجة أن هذه المناطق تمثل 'العمق الاستراتيجي' و'الإنذارات المبكرة'، وبالتالي فإن العملية كلها مصممة لمنع قيام الدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أن ترامب يتحدث عن عدم السماح بعمليات الضم، لكنه في الوقت ذاته اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما يجري الضم فعلياً على الأرض وبهدوء.
وأوضح أن خيارات حماس محدودة جداً، حتى لو طلبت استفسارات أو تعديلات، لأن المبادرة مليئة بالغموض، و'الشيطان يكمن في التفاصيل'، مشدداً على أن إسرائيل تعشق المناطق العازلة والتحصينات، ولن تنسحب من غزة.
وبيّن أن ما يحدث هو مشروع لتدوير غزة اقتصادياً بتخطيط أمريكي – إسرائيلي، بالتعاون مع شخصيات مثل توني بلير وجاريد كوشنر، لتحويل القطاع إلى منطقة اقتصادية أمريكية النفوذ، مضيفاً أن 'ترامب أصبح رئيس غزة، وهذا أمر خطير'.
وأكد أبو نوار أن حماس ستواجه ضغوطاً هائلة من دول عربية وإسلامية لدفعها نحو القبول، متسائلاً عن سبب التحول المفاجئ من المبادرة المصرية، ثم الفرنسية – السعودية، التي عززت عزلة إسرائيل وجعلتها دولة منبوذة، إلى مبادرة ترامب.
ولفت إلى أن المبادرة الجديدة تتحدث عن قوات استقرار، وهذه القوات ستضم متعاقدين أمريكيين على غرار 'بلاك ووتر'، ما يعني وجود مرتزقة لتنفيذ 'الأعمال القذرة' لصالح إسرائيل. وأضاف: 'الأردن أكد بوضوح أنه لن يقوم بأعمال إسرائيل القذرة، وهو موقف مهم جداً'، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن وضع الأردن صعب جداً بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتابع أن 'لا توجد ضمانات مطلقة بشأن وقف الضم أو حماية الفلسطينيين'، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها في هذا المسار، بينما إعادة إعمار غزة ستُمول على الأرجح بأموال خليجية، وهو ما يرسخ المشروع الأمريكي – الإسرائيلي.
وأكد أن إسرائيل وترامب يعملان على توظيف الضغوط والتحالفات العسكرية الأمريكية في المنطقة لخدمة مصالح إسرائيل، دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي لا تعنيها شيئاً بوجود الدعم الأمريكي. وذكّر بتصريحات نتنياهو الواضحة بأنه 'لن تكون هناك دولة فلسطينية'، في إشارة إلى أن الخطة تسير في هذا الاتجاه.
وأوضح أبو نوار أن 'الضم في الضفة الغربية يجري بشكل هادئ ومتدرج، خاصة في غور الأردن، حيث تسعى إسرائيل للسيطرة الكاملة عليه باعتباره منطقة استراتيجية للإنذار المبكر ومنع أي تهريب للأسلحة من الشرق'.
وختم أبو نوار بالقول إن ما يجري هو خطة أمريكية – إسرائيلية مشتركة تستهدف تدوير غزة، نزع سلاح حماس، ومنع قيام الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الأردن ومصر سيكونان من أكثر المتضررين من هذه الترتيبات، رغم المواقف الواضحة برفض المشاركة في 'الأعمال القذرة' لصالح إسرائيل.