اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
حين يلتقي الأردن والمغرب … الكأس هاشمي والربح واحد
عوني الرجوب
ليست كل المباريات حدثًا رياضيًا عابرًا، فبعضها يحمل معنى يتجاوز النتيجة، ومباراة المغرب والأردن واحدة من تلك اللحظات التي تُقرأ بما تمثله لا بما تنتهي إليه.
في هذا اللقاء، لا يمكن النظر إلى الفوز والخسارة بالمنطق التقليدي. هنا، من يفوز لا ينتصر وحده، ومن يخسر لا يخرج مهزومًا.
إن فاز الأردن، فهو فوز يُفهم ويُحترم في المغرب، وإن فاز المغرب، فهو فوز لا يُنظر إليه في الأردن على أنه خسارة. العلاقة بين البلدين ليست علاقة خصومة ملاعب، بل علاقة تاريخ ونَسَب وقيم مشتركة، جعلت التنافس بينهما أقرب إلى لقاء أشقاء منه إلى صراع منافسين.
وبالطبع، أتمنى فوز الأردن، ولا أنكر ذلك. هذا شعور طبيعي وصريح لا يحتاج إلى تبرير، ولا يحمل أي تناقض. لكن هذا التمنّي لا يقلل من محبتي للمغرب ولا من احترامي له، ولا يجعل فوزه – إن تحقق – سببًا للشعور بالخسارة. حين يفوز الشقيق، لا يشعر الشقيق الآخر بأنه خسر، لأن الخسارة الحقيقية لا تكون بين الأشقاء.
وكما يجمع الشعبين تاريخ طويل من الود والاحترام، فإن العلاقة بين القيادتين تقوم على قرابة نسب معروفة؛ فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملك محمد السادس ابنا عم، وينتميان إلى البيت الهاشمي، وهي حقيقة تاريخية تُذكر كما هي، دون مبالغة أو مجاملة.
من هنا، فإن الكأس في النهاية يحمل رمزية هاشمية، والفوز هاشمي إن كان أردنيًا أو مغربيًا، لا لأنه حكر على طرف، بل لأن القيم التي تحكم هذا اللقاء واحدة: الاحترام، والاتزان، والمنافسة الشريفة. أيًّا كانت وجهة الكأس، فهي لا تُسجَّل على حساب طرف، بل تُحسب لروح رياضية راقية بين دولتين شقيقتين.
الخسارة الحقيقية ليست في رقم على لوحة النتائج، بل في أن نفقد قدرتنا على رؤية الصورة الأوسع، أو أن نسمح للتعصب أن يتقدّم على العقل. أما ما عدا ذلك، فالمباراة تبقى صفحة إيجابية في سجل الرياضة العربية، تُلعب وتُحسم، ثم تُطوى، ويبقى بعدها ما هو أثبت من أي كأس: علاقة لا تهتز بنتيجة، ولا تُقاس بهدف.
حين يلتقي المغرب والأردن الربح واحد والمعنى اكبر من مباراه












































