اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
الوقائع: لا تزال منطقة زبدة فركوح 'السريج' غرب مدينة اربد، التي يقطنها ما يزيد عن 30 ألف نسمة، وتحتضن مؤسسات حكومية حيوية مثل مركز أمن اربد الغربي ومدارس الملك عبدالله الثاني للتميز، ومساجد ومرافق خدمية، محرومة من شبكة الصرف الصحي، في مشهد يثير استغراب السكان واستياءهم على حد سواء.
غياب الصرف الصحي في المنطقة منذ 15 عاما، دفع السكان للاعتماد على الحفر الامتصاصية التي تحولت مع مرور الوقت إلى بؤر بيئية تنذر بمخاطر جسيمة على الصحة والسلامة العامة.
ومع تزايد الكثافة السكانية وارتفاع عدد العمارات السكنية، لم تعد تلك الحفر قادرة على استيعاب كميات المياه العادمة، ما يؤدي إلى تسربها نحو أساسات المباني والشقق السكنية، ما يهدد البنية الإنشائية للمنازل، فضلا عن الروائح الكريهة التي تغزو الشوارع والمنازل.
ويؤكد السكان أن الوضع الحالي يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، حيث تتحول بعض الشوارع إلى مستنقعات ملوثة جراء فيضان الحفر.
ويطالبون وزارة المياه والبلديات، بوضع المنطقة على خارطة مشاريع الصرف الصحي، وإنهاء هذه المعاناة المستمرة، قبل أن تتحول الحفر الامتصاصية إلى قنابل بيئية وصحية تهدد المدينة بأكملها.
ويقول المواطن أحمد ظهيرات أحد سكان المنطقة ان الحفر الامتصاصية أصبحت كابوسا يوميا لنا، نضطر إلى تفريغها مرات متكررة بتكاليف عالية، وفي كل مرة نخشى من انهيارها تحت بيوتنا أو تسربها إلى أساسات العمارات، فيما يؤكد الدكتور عبدالله البشتاوي، إن 'المسألة لم تعد قضية خدمات فقط، بل أصبحت خطرا صحيا حقيقيا، وانتشار الروائح والمياه العادمة يزيد من احتمالية تفشي الأمراض بين الأطفال وكبار السن.
من جانبه، يقول أبو وسيم العلي، 'نحن نعيش في حي يعتبر من الأحياء الراقية في اربد الغربية، ومع ذلك نفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية، هذا الأمر غير مقبول في ظل كثرة الوعود التي سمعناها منذ سنوات دون أي تنفيذ'، بينما يشير أبو أحمد شكور، إلى البعد الاقتصادي للمشكلة قائلا 'أصبحنا نصرف مبالغ طائلة شهريا على صهاريج شفط المياه العادمة، وهذه التكاليف تثقل كاهل الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة'.
ويختم نعيم أبو سند بالقول 'رفعنا شكاوى ومطالبات عديدة ومتكررة للجهات المعنية، لكننا لم نلمس أي خطوة عملية، نأمل أن ينظر إلى معاناتنا بجدية وأن يتم شمول المنطقة بشبكة الصرف الصحي في أسرع وقت ممكن'.
بدوره، أشار الناطق الإعلامي لشركة مياه اليرموك معتز عبيدات، إلى أن موضوع إنشاء شبكات صرف صحي في المنطقة يتعلق بالأولويات، ويعتمد بشكل كبير على توفر المنح والمساعدات لمثل هذه المشاريع، كونها ذات كلف مالية مرتفعة جدا.
وأضاف إن مشاريع الصرف الصحي مستمرة في جميع محافظات الشمال، إلا أن هناك أولويات لهذه المشاريع وتحتاج لوقت في إعداد الدراسات والتصاميم والبحث عن تمويل كاف لها، إذا كان هناك حاجة لمحطة تنقية في المنطقة أو محطات رفع.
وبين أن التضاريس أيضا تلعب دورا في طبيعة الدراسة والتصميم واتساع المنطقة وأن المشاريع مستمرة ولا تنتهي، فهناك مشروع صرف صحي غرب اربد، ومشروع منطقة المغير قيد الإنجاز حاليا، وهناك دراسات جاهزة لبعض مناطق الشمال التي تنتظر توفير التمويل اللازم لها.