اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
أبو نوار: الشعب الفلسطيني هو من يقرر من يحكمه.. وخطة ترامب 'وهمية' مبنية على الهيمنة #عاجل
مالك عبيدات _ قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن الشعب الفلسطيني هو من يقرر من الذي سيحكمه مستقبلاً، وليس ترمب أو كوشنر أو ويتكوف، مؤكداً أن أي محاولات خارجية لفرض قيادة أو نظام سياسي على الفلسطينيين محكوم عليها بالفشل.
وأضاف أبو نوار ل الاردن ٢٤ أن الحديث عن صمود وقف إطلاق النار ليس إلا كلاماً إعلامياً، فالميدان يشهد استمراراً للضربات الإسرائيلية على مختلف مناطق قطاع غزة، ما يجعل من 'الهدنة” مجرد وصف شكلي لا يعكس الواقع الحقيقي.
وأشار أبو نوار إلى أن المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية لم تبدأ فعلياً، ولا توجد أي مؤشرات على وجود خطوات تنفيذية حقيقية، مبيناً أن التركيز لا يزال على تبادل الرهائن، بينما تبقى الملفات الأهم كإعادة الإعمار والانسحاب الإسرائيلي معلّقة دون أفق واضح.
ولفت إلى أن الخطة الأمريكية القائمة على الهيمنة والسيطرة غير مضمونة ولن تدوم مستقبلاً، لأنها لا تستند إلى قرارات مجلس الأمن ولا إلى رؤية سياسية متوازنة، مشيراً إلى أن أي ترتيبات لا تقوم على الشرعية الدولية ستفشل عاجلاً أم آجلاً.
ونوّه أبو نوار إلى أن إصرار الولايات المتحدة على وصف وقف إطلاق النار بالصامد يتناقض مع الواقع الميداني، فإسرائيل تواصل عملياتها العسكرية، وتوجّه من خلالها رسائل إلى اليمين المتطرف بأنها ماضية في نهجها، وإلى حماس بأنها ستبقى مستهدفة.
ورأى أبو نوار أن المرحلة الأولى من الخطة، المتعلقة بإعادة الرهائن، واجهت صعوبات كبيرة، موضحاً أن تحديد أماكنهم في بيئة مكتظة ومعقّدة مثل غزة أمر صعب جداً وقد يستغرق وقتاً طويلاً.
وقال أبو نوار إن وقف إطلاق النار هش للغاية، ولا يمكن أن يستمر في ظل استمرار الغارات، واصفاً الخطة الأمريكية بأنها 'طموحة شكلاً، وهمية مضموناً”، لأنها لا تعالج جذور الصراع ولا توفر ضمانات حقيقية للسلام.
وأضاف أبو نوار أن الضربات الإسرائيلية في الشجاعية وبيت لاهيا ومناطق أخرى تحمل رسائل سياسية وأمنية متعددة، هدفها تأكيد السيطرة واسترضاء اليمين المتطرف في إسرائيل، وإظهار أن الجيش ما زال ممسكاً بزمام الأمور.
وأشار أبو نوار إلى أن إرسال قوات حفظ سلام أو استقرار إلى غزة حالياً أمر غير ممكن، لأن المنطقة تفتقر إلى الاستقرار اللازم لمثل هذه المهمة، كما لا توجد سلطة مدنية تدير الأرض أو تنسّق مع هذه القوات.
ولفت أبو نوار إلى أن الدول ستتردد في إرسال قوات سلام إلى غزة بسبب غياب الأمن والمخاطر الميدانية، إلى جانب عدم وجود سلطة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة أو مراقبة الوضع.
ونوّه أبو نوار إلى أن غياب المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية يُعدّ العقبة الأبرز أمام أي ترتيبات سياسية أو اقتصادية، مضيفاً أن المواطن العربي ملّ من سماع وعود المصالحة التي تتكرر في مؤتمرات القاهرة وبكين دون تنفيذ فعلي.
وقال أبو نوار إن الواقع الحالي يشير إلى أن حماس هي الطرف الوحيد الفاعل على الأرض، وبالتالي لا يمكن تجاوزها في أي عملية تفاوضية، لأن أي تجاهل لها سيعني استمرار الفراغ السياسي.
وأضاف أبو نوار أن إعادة إعمار غزة ستواجه صعوبات كبيرة في ظل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المعابر والحدود، مشيراً إلى أن دول الخليج لن تموّل مشاريع إعمار في منطقة ما زالت تحت الاحتلال المباشر.
ورأى أبو نوار أن مشروع كوشنر لإقامة نموذج اقتصادي في غزة تحت إشراف إسرائيلي مشروع فاشل، لأنه يتجاهل الواقع السياسي والأمني المعقّد، مشدداً على أن الاستقرار الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق في ظل الاحتلال.
وأكد أبو نوار أن الخطة الأمريكية الحالية 'ترامبية' بامتياز، هدفها تجاوز أي مسار سياسي جاد، وتحويل القضية الفلسطينية إلى ملف إداري وأمني، بعيداً عن جوهرها الوطني والسيادي.
ولفت أبو نوار إلى أن المرحلة الثانية من الخطة، التي تنص على نزع سلاح حماس وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، شبه مستحيلة التطبيق، في ظل غياب التوافقات والضمانات الدولية.
وقال أبو نوار إن المفترض أن تُطلق عملية سياسية مدعومة بقرارات مجلس الأمن لضمان الاستقرار، لكن ما يحدث الآن هو فوضى وتشابك سياسي وعسكري يفاقم الوضع سوءاً.
وأشار أبو نوار إلى أن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والأطفال بزعم محاربة الإرهاب تُفقد أي مصداقية للحديث عن سلام، لافتاً إلى أن قصف شمال ووسط وجنوب غزة جعل الخطة الأمريكية بلا معنى واقعي.
ونوّه أبو نوار إلى أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة الكارثة، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الوساطة القطرية والمصرية لوقف التصعيد، مؤكداً أن استمرار العنف ينسف كل هذه المساعي.
ورأى أبو نوار أن العنف والقتال سيستمران بشكل متقطع طالما لم تُعالج جذور الصراع، وأن الخطة الأمريكية تجاهلت البعد الإنساني والسياسي، ما يجعلها غير قابلة للحياة.
وقال أبو نوار إن الاعتقاد بانهيار الداخل الإسرائيلي أو نهاية الصراع من تلقاء نفسه تفكير وهمي، فإسرائيل تعتبر المعركة الحالية 'معركة وجود”، وتحظى بدعم أمريكي كامل.
وأضاف أبو نوار أن القيادة الإسرائيلية تحاول من خلال التصعيد إرسال رسالة بأنها المسيطرة، وأنها نجحت في تقليص قدرات حماس إلى النصف، وهو ما تستخدمه في ترويج دعاية داخلية.
وأشار أبو نوار إلى أنه كان من المفترض أن تنتشر قوات الاستقرار بعد المرحلة الأولى، لكن ذلك لم يحدث بسبب تعقيدات ميدانية، أبرزها قضية جثامين الرهائن الذين يُعتقد أن بعضهم في منطقة الشجاعية.
ولفت أبو نوار إلى أن السلطة الفلسطينية غائبة عملياً، وحماس هي الطرف الوحيد القادر على التفاوض حالياً، الأمر الذي يجعل أي حديث عن ترتيبات سياسية مستقبلية من دونها غير واقعي.
وختم اللواء مأمون أبو نوار تصريحاته بالتأكيد على أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة هو الرادع الحقيقي لإسرائيل، وأن المقاومة الشعبية هي ما يُبقي القضية الفلسطينية حيّة رغم كل الضغوط.
ورأى في ختام حديثه أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة ومعقدة، وأن غياب المصالحة والإرادة السياسية سيجعل أي خطة أو مبادرة مجرد 'حبر على ورق”، مؤكداً أن الهيمنة لا تصنع سلاماً، وأن مستقبل فلسطين سيقرّره أبناؤها فقط.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 










































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 