اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
آن الأوان لكي ننطلق في الاردن
علي السنيد
محزن ان نبقى في الاردن اسرى شخصيات ماضوية في تفكيرها المحدود، وتتواجد قصرا في حياتنا العامة منذ زمن، وهي تخفق في تقديراتها السياسية، وسلوكها الوظيفي التقليدي، وحيث يفشل السياسي في مجاراة التغيير اذا كان ضيقاً في افقه، ونظرته، ولم يمتلك المخيلة، وبواعث الابداع في رؤيته ، وتطلعاته للمستقبل.
ومن المؤلم حقاً الاستمرار في التقليد لدى البعض الذي يسلك في خطابه السياسي و ادائه ، ومحركاته للعمل بطريقة بدائية، وعدم مراعاة ان الانسان الاردني تغير، وان متطلباته الراهنة ، وحل اشكالاته المعاصرة تحتاج لقدرات كبيرة ، وسواعد وطنية جبارة لكي تتحقق الطموحات، والتطلعات الوطنية المتوخاه لاجيال تريد ان تعيش اعمارها اليوم.
وكل هذه التحركات الرسمية ، والمشاهد امام الكاميرات لم تعد تنطلي امام القضايا الكبرى، والمعلقة، وحيث يتم التركيز على الهوامش، والقضايا الصغيرة التي لا تكاد تذكر. وهي ليست بالطريقة المثلى للفوز بثقة شعب بات يكتوي بتحديات الحياة اليومية، ولاجيال معطلة عن الدخول الى عتبة المستقبل، ويتم القفز عن اولوياتها الحقيقية، واحلامها في الحياة، ويتجسد ذلك في مأساة مئات الالاف من الخريجين الجامعيين الذين استقروا في البيوت بلا عمل ، او حتى حلم يراودهم منذ سنوات طويلة.
وهو ما يترافق مع غض الطرف عما يجري من خلف ظهر المجتمع، واعين الاعلام من تواصل عملية وأد المؤسسية، والعدالة من خلال تفويد النخب، وتحقيق مكتسباتها الخاصة على حساب الكقاءة، والاقتدار، واحقية الدور.
وقد تحولت بعض المؤسسات العامة الى مطاردة المظاهر الاعلامية، والتقاط الصورة، وغابت الرؤية والاهداف التي تنطلق منها عملية الحكم، وضرورة احداث التوافقات الوطنية المطلوبة حيال القضايا الرئيسيىة التي تواجه المجتمع، ووضع الحلول والجداول الزمنية لها، وللاستفادة من الخبرات المتوفرة ، وعلى امل ان تقاد الدولة بتسارع حقيقي يراعي ما يحدثه الاقليم من تغييرات اصبحت عملية مجاراتها ليست بالسهلة.
ونحن في الاردن لدينا مقومات النهوض المبكر، والتحديث ، ومرد ذلك الى طبيعة الانسان الاردني القادر، والمبادر، والباحث عن الفرصة، والمتحفز للعطاء ، ولان المجتمع الاردني متنوع، وحيوي، ومتوازن، وقد كان ماضينا اكثر تقدمية من حاضرنا السياسي، وحضورنا الاقليمي كان الابرز، وحتى خطابنا الاعلامي، وتوجهات الرأي العام، والبعد الثقافي، والصورة المجتمعية فكانت اكثر اشراقا ، واستنارة مما هي عليه اليوم .
وقد اخذ الزمن جولة له في المنطقة، واحدث فوارق في المجتمعات ، والدول ، ونحن ما نزال تغيب عن اداراتنا المبادرات الهامة، والافكار العظيمة الملهمة للاجيال، وما يدفعها نحو تحقيق ذاتها الوطنية.
وبلدنا السامقة ، والشامخة في وجدان كل اردني تستحق ان تخوض معركة التجديد والحداثة بكل جراءة، وبلا تردد، وان تجدد في نخبها السياسية، وفي الية تشكيل الحكومات وادارة مؤسسات الدولة ، وكي تخرج معيقات التقدم من حياتها العامة، وان تستلهم قيادات جديدة في كل قطاعاتها، وبمواصفات عالية.
وعلينا ان نغير في خطابنا العام، وفي ادوار المؤسسات، ولاحداث انطلاقة اردنية تحافظ على مكانتنا الاقليمية، ووجودنا في هذا العالم المتسارع على صفحة الزمن.












































