اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
مقالة تهز الشارع الاسرائيلي: لن أسامح الحكومة التي أجبرتني على الاختيار بين حياتي الشخصية والدولة!
ترجمة أيمن الحنيطي - يسرائيل هيوم *
'لن أسامح ذلك الشعور المؤلم، بأنني بعد 250 يومًا من الخدمة الاحتياطية خلال عام ونصف، أصبحت أشعر بأنني أقل وطنية، فقط لأنني أجد صعوبة في التضحية بحياتي الخاصة بالكامل من أجل جولة رابعة من 'النداء 8' (التعبئة العسكرية)'.
هذه الكلمات القصيرة، أكتبها على جانب الطريق، بينما حقيبتي وسترة القتال موضوعة في المقعد الخلفي للسيارة، في طريقي إلى نداء تجنيد آخر، هذه المرة الجولة الرابعة خلال عام ونصف.
لست الإسرائيلي الوحيد الذي يُمزق مرة أخرى، كريح عاصفة، بضربة واتساب واحدة، من حياته الخاصة إلى الخدمة الاحتياطية منذ السابع من أكتوبر.
العائلة، العلاقة الزوجية، العمل، الخطط، الطموحات—كلها تُدفع مرة أخرى إلى الخلف لصص صوت المدافع الذي لا ينتهي.
كل واحد منا يحمل على كتفيه ثمنًا باهظًا، ولكن في عالمي الضيق، كصحفي يجب أن يبقى ذا صلة طوال الوقت، ويعمل على مدار الساعة في إيقاع الأخبار الذي لا يتوقف، مع الحاجة إلى الحفاظ على اتصال مستمر بمصادري، فإن كل تجنيد جديد يمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبلي المهني في مجال يعاني حتى في الأوقات العادية من تحديات غير بسيطة. أضف إلى ذلك محاولة يائسة لإنهاء درجة البكالوريوس بين جولات القتال، وزوجة في مرحلة متقدمة من حملها الأول.
لا شك أن أصدقائي الذين يعملون في مجالات أخرى يتلقون ضربات قاسية، وربما أقسى مني. سواء كانوا أصحاب أهواء خاصة تتهاوى مصالحهم، أو موظفين يفقدون ترقياتهم ومكانتهم.
في هذا الوضع الذي نعيشه، لن أسامح الحكومة أبدًا لأنها تجبرني مرة أخرى على الاختيار بين حياتي الشخصية وحياة الأمة، وتجعلني أشعر بتأنيب الضمير حتى بعد ثلاث جولات من الخدمة الاحتياطية.
كمواطن وطني، من الواضح لي أن أمن الدولة وحياة المختطفين يأتيان قبل أي شيء شخصي. لكن بعد نصف عام متواصل في الجولة الأولى للدفاع عن الشمال، وجولة ثانية في غزة قضيت فيها شهرًا من أصل شهرين بسبب ضغوط العمل، وجولة ثالثة في القتال بلبنان قضيتها بالكامل لمدة شهر ونصف، أجد نفسي مرة أخرى ممزقًا بين الالتزامات الشخصية والعائلية والمهنية، والواجب تجاه الدولة.
لماذا بعد خدمة 250 يومًا خلال عام ونصف، يجب أن أشعر بأنني أقل وطنية، أقل مساهمة في الدولة، إذا لم أستطع الخدمة طوال الوقت الذي لا ينتهي الذي أُدعى إليه؟
لذلك أختار ألا أشعر بهذا. لحسن الحظ، هناك من هو أقوى مني يخدم أكثر ويتعامل مع الصعوبات. لحسن الحظ، انتقلت إلى دور في الكتيبة يتيح مرونة أكبر. سأخدم في هذه الجولة بقدر ما أستطيع، في عطلات نهاية الأسبوع الطويلة، وفي منتصف الأسبوع، في محاولة للجمع بينها وبين عملي الصحفي.
ليس من المعقول أن تستمر الحرب كل هذا الوقت. ليس من المنطقي أن تعتمد الحكومة على الأمن القومي لدولة بأكملها، كل هذا الوقت، على عدد قليل جدًا من الأشخاص، تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عامًا، في أكثر السنوات حرجًا لبناء عائلة وتأسيس مسيرة مهنية، بينما اختار هؤلاء الأشخاص أن يكونوا مدنيين ولا يحملون السلاح.
بالطبع، لا يمكن رفض الخدمة، على الجميع أن يقدموا ويخدموا، لكني أشعر بأن واجبي هو الصراخ بأن هذا وضع غير طبيعي، ولا ينبغي للحكومة أن تشعر بأنه يمكن استغلال التضحية الهائلة للجمهور في ظل حالة الطوارئ المستمرة وعدم الحسم. هذا مورد محدود. نسب الحضور تعكس التضحية الهائلة والوطنية الإسرائيلية في أبهى صورها، لكنها لا تعكس الثمن الباهظ والانهيار الذي يعانيه كل فرد في الجبهة الداخلية.
الواجب الوطني: توسيع الصفوف
مضطرًا للاختيار بين الخدمة للدولة وحياتي الشخصية، أختار محاولة الجمع بين الاثنين. أتمنى أن أنجح. وإذا كان هناك من يشعر مثلي، فلا يجب أن يشعر بأنه أقل وطنية.
* الصحافي الاسرائيلي امير أتينجر