اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
الرسوم الجمركية هي أحد أهم مصادر الإيرادات للخزينة الأردنية، وتلعب دوراً مهماً في تنظيم حركة التجارة الخارجية، إذ تفرض الأردن رسوماً جمركية متفاوتة على البضائع المستوردة، وتتراوح هذه النسب عموماً بين 0% إلى 30% من قيمة البضاعة المستوردة، وتعتمد على نوع البضاعة وبلد المنشأ والاتفاقيات التجارية المبرمة مع البلد المصدر.
قد وقّع الأردن العديد من الاتفاقيات التجارية التي تمنح إعفاءات أو تخفيضات على الرسوم الجمركية مثل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واتفاقية أغادير مع مصر وتونس والمغرب، وتشكل إيرادات الرسوم الجمركية جزءاً مهماً من الموازنة العامة للدولة، مما يساعد في تمويل النفقات العامة والخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة للمواطنين.
قررت الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات القادمة من الأردن، ضمن سياسة أمريكية أوسع تهدف إلى حماية الصناعات ومعالجة العجز التجاري الأمريكي، ومع ذلك، فإن تطبيق هذه الرسوم على الأردن يعتبر مفاجئًا للكثيرين نظرًا للعلاقات الاقتصادية الوثيقة واتفاقية التجارة الحرة القائمة.
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لفرض هذه الرسوم لم تُعلن بشكل رسمي وواضح، إلا أن بعض التحليلات تشير إلى عدة عوامل محتملة، إذ يمكن أن تكون الولايات المتحدة تعيد تقييم شامل لعلاقاتها التجارية مع مختلف الدول، بما في ذلك الدول التي لديها اتفاقيات تجارة حرة معها.
ربما ترى الإدارة الأمريكية أن هناك خللًا في الميزان التجاري مع الأردن، وتسعى لتعديله من خلال فرض هذه الرسوم، وتشير التقارير إلى أن الأردن حقق فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة في عام 2024، وقد تكون هناك ضغوط من بعض الصناعات الأمريكية التي ترى أن الواردات الأردنية تشكل تهديدًا لها، مما دفع الحكومة الأمريكية لاتخاذ هذه الإجراءات.
كما يمكن أن يكون هناك خلاف حول تفسير قواعد المنشأ في اتفاقية التجارة الحرة، مما دفع الولايات المتحدة لفرض رسوم على بعض السلع التي تعتبرها لا تستوفي شروط الإعفاء الجمركي.
قرار الرسوم الجمركية في الأردن
يمثل قرار فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الأردن تحولًا هامًا في العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة وأن الأردن والولايات المتحدة تربطهما اتفاقية تجارة حرة سارية المفعول منذ عام 2001، والتي أدت إلى إلغاء معظم الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة بينهما بحلول عام 2010.
ووفقًا للإعلان الرسمي الصادر عن الحكومة الأمريكية، سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع السلع المستوردة من الأردن إلى الولايات المتحدة، ويشمل هذا القرار مجموعة واسعة من المنتجات التي يتم تصديرها من الأردن، ضمن سياق أوسع لإعادة تقييم السياسات التجارية الأمريكية وحماية الصناعات المحلية، ولكنه يثير تساؤلات حول تأثيره على الشراكة الاقتصادية طويلة الأمد بين البلدين.
من المتوقع أن يكون لقرار فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة تأثيرات سلبية متعددة على الاقتصاد الأردني، خاصة على القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على التصدير إلى السوق الأمريكي، إذ ستؤدي زيادة تكلفة المنتجات الأردنية بنسبة 20% في السوق الأمريكي إلى تقليل قدرتها التنافسية بشكل كبير مقارنة بالمنتجات المحلية الأمريكية أو المنتجات المستوردة من دول أخرى لا تخضع لهذه الرسوم.
من المرجح أن يشهد حجم الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا نتيجة لارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب عليها من قبل المستوردين الأمريكيين، ويُعتبر السوق الأمريكي من أهم الأسواق التصديرية للأردن، حيث يستوعب نسبة كبيرة من صادراته السنوية، وستكون القطاعات التصديرية الرئيسية في الأردن الأكثر تضررًا، إذ سترتفع تكلفة هذه المنتجات بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى خسارة عقود وتراجع في الإنتاج وتسريح للعمالة، كما ستتأثر قطاعات أخرى مثل الصناعات الكيماوية والأسمدة والمجوهرات والصناعات الغذائية.
قد يؤدي هذا القرار إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في الأردن، خاصة في القطاعات الموجهة للتصدير إلى الولايات المتحدة، بسبب حالة عدم اليقين وزيادة المخاطر التجارية، كما يأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأردني تحديات اقتصادية مختلفة، مثل ارتفاع معدلات البطالة والدين العام، مما سيزيد من هذه الضغوط ويعيق جهود النمو الاقتصادي.
يتوقع أن تبدي الحكومة الأردنية قلقها العميق تجاه هذا القرار وأن تبدأ في اتخاذ خطوات دبلوماسية واقتصادية لمواجهة تداعياته، إذ ستبدأ محادثات مكثفة مع الإدارة الأمريكية لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا القرار والمطالبة بإعادة النظر فيه أو إيجاد حلول بديلة تخفف من تأثيره السلبي على الاقتصاد الأردني، وسيتم التأكيد على أهمية اتفاقية التجارة الحرة والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وستعمل الحكومة على التواصل مع الشركات والقطاعات المتضررة لتقييم الأضرار وتقديم الدعم الممكن ومناقشة استراتيجيات التكيف مع الوضع الجديد، وقد تدرس الحكومة الأردنية خيارات قانونية للطعن في هذا القرار أو المطالبة بتفسيرات واضحة حول مدى توافقه مع اتفاقية التجارة الحرة، وسوف يزداد التركيز على تسريع جهود تنويع الأسواق التصديرية للأردن والبحث عن فرص جديدة في مناطق أخرى مثل أوروبا وآسيا وأفريقيا لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي.
فضلا عن ذلك، ستكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات المحلية من خلال تحسين جودة المنتجات وخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية لتمكينها من المنافسة في الأسواق الأخرى.
تأثير القرار على الأردن
يؤدي قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة على الأردن إلى مجموعة واسعة من التأثيرات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية التي من شأنها أن تلقي بظلالها على المملكة، وتشمل التالي:
يتمثل التأثير الأكثر وضوحًا في قطاع التجارة الخارجية الأردنية، وخاصة الصادرات المتجهة إلى السوق الأمريكي، حيث سترتفع تكلفة المنتجات الأردنية في السوق الأمريكي بشكل ملحوظ، مما سيؤدي بشكل مباشر إلى تراجع القدرة التنافسية لهذه المنتجات مقارنة بالمنتجات المحلية الأمريكية أو المنتجات المستوردة من دول أخرى لا تخضع لهذه الرسوم. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يشهد حجم الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا، مما سيؤثر سلبًا على الإيرادات من العملة الصعبة ويقلل من مساهمة قطاع التصدير في الناتج المحلي الإجمالي.
ستكون بعض القطاعات الاقتصادية الأردنية أكثر تضررًا من غيرها، ويُعتبر قطاع النسيج والألبسة من أبرز هذه القطاعات، حيث يمثل نسبة كبيرة من الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة، وفرض رسوم بنسبة 20% على هذه المنتجات سيجعلها أقل جاذبية للمستوردين الأمريكيين، مما قد يؤدي إلى خسارة عقود وتراجع في حجم الإنتاج وإغلاق بعض المصانع وتسريح العمالة.
من المتوقع أن تتأثر قطاعات أخرى تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة مثل الصناعات الكيماوية والأسمدة والمجوهرات والصناعات الغذائية والأدوية والمنتجات الهندسية.
يمكن أن يمتد تأثير قرار الرسوم الجمركية إلى الاستثمار في الأردن، إذ أن حالة عدم اليقين التي يخلقها هذا القرار بشأن مستقبل العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، قد تؤدي إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن ضخ استثمارات جديدة في الأردن، خاصة في القطاعات الموجهة للتصدير إلى السوق الأمريكي.
كما أن تراجع الصادرات وانخفاض النشاط الاقتصادي في القطاعات المتضررة سيؤثر سلبًا على معدلات النمو الاقتصادي في الأردن، مما يزيد من التحديات الاقتصادية القائمة مثل ارتفاع معدلات البطالة والدين العام.
إلى جانب التأثيرات الاقتصادية المباشرة، قد يكون لقرار الرسوم الجمركية تداعيات اجتماعية مهمة، فقد يؤدي تسريح العمالة في القطاعات المتضررة، إلى زيادة معدلات البطالة وتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والأسر المتضررة.
من المتوقع أن تتخذ الحكومة الأردنية سلسلة من الإجراءات لمواجهة تداعيات هذا القرار، وستركز الجهود على التفاوض مع الإدارة الأمريكية لفهم الأسباب الكامنة وراء فرض هذه الرسوم والمطالبة بإعادة النظر فيها أو إيجاد حلول تخفف من آثارها السلبية، وقد يضطر الأردن إلى تسريع جهود تنويع أسواقه التصديرية وتقليل اعتماده على السوق الأمريكي، بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية للصناعات المحلية واستقطاب استثمارات جديدة في قطاعات أخرى.
تأثير القرار الجمركي الجديد على الاقتصاد الأردني
قرار فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الأردن سيترك آثارًا متعددة الجوانب على الاقتصاد الأردني، وسيمتد تأثيره ليشمل قطاعات التجارة والاستثمار والعمالة والنمو الاقتصادي، وفيما يلي أبرز الآثار المترتبة على هذا القرار:
يُعتبر قطاع الصادرات الأردني من أوائل القطاعات التي ستتأثر بشكل مباشر وسلبي، لأن فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على المنتجات الأردنية المتجهة إلى السوق الأمريكي سيؤدي إلى زيادة تكلفة هذه المنتجات بالنسبة للمستوردين والمستهلكين الأمريكيين، مما سيجعل المنتجات الأردنية أقل قدرة على المنافسة مع المنتجات المحلية الأمريكية أو المنتجات المستوردة من دول أخرى لا تخضع لهذه الرسوم. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ينخفض حجم الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ.
سيؤدي انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة إلى تضرر القطاعات الإنتاجية الأردنية التي تعتمد بشكل كبير على هذا السوق، وفرض رسوم جمركية مرتفعة سيقلل من الطلب على المنتجات، مما قد يدفع الشركات إلى تقليص الإنتاج أو حتى الإغلاق، وبالتالي تسريح العمالة، كما سيؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.
يمكن أن يؤثر قرار الرسوم الجمركية سلبًا على الاستثمار في الأردن، فقد يمنع ذلك المستثمرين الأجانب من ضخ استثمارات جديدة في الأردن، خاصة في القطاعات الموجهة للتصدير إلى السوق الأمريكي، كما أن تراجع أداء القطاعات التصديرية قد يؤثر على رغبة المستثمرين المحليين في توسيع أعمالهم أو القيام باستثمارات جديدة.
من المتوقع أن يؤدي قرار الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في الأردن، فانخفاض الصادرات وتراجع الاستثمار سيقللان من النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا القرار إلى تفاقم العجز في الميزان التجاري الأردني إذا لم يتم تعويض الانخفاض في الصادرات إلى الولايات المتحدة بزيادة الصادرات إلى أسواق أخرى أو بتقليل الواردات.
قد يؤدي انخفاض الإيرادات من الصادرات وتراجع الاستثمارات الأجنبية إلى زيادة الضغط على الاحتياطي الأجنبي للأردن وعلى قيمة الدينار الأردني.