اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري : تُعد آلام الظهر من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً على مستوى العالم، وقد تظهر على صورة عرض مؤقت لشد عضلي أو حالة مزمنة ناتجة عن اختلال في صحة الغضاريف والديسك. وبغض النظر عن سببها، فإن ألم الظهر قد يكون شديداً وغير محتمل ويسبب إعاقة لممارسة الحياة اليومية.
وفيما يلي أبرز خمسة معتقدات خاطئة شائعة عن آلام الظهر، مع توضيح الحقائق الطبية من منظور التأهيل والوقاية:
المعتقد الخاطئ الأوَّل: الراحة التامة أفضل علاج لآلام الظهر
الحقيقة: يظن الكثيرون أن الراحة التامة هي الحل الأمثل لتخفيف الألم، لكن الحقيقة هي أن الراحة الطويلة قد تزيد المشكلة سوءاً. حيث تشير الدراسات إلى أن فترة الراحة يجب ألا تتجاوز يومين فقط، لأن قلة الحركة تؤدي إلى تيبّس العضلات وضعفها، ما يوجد دائرة مغلقة من الألم والخمول. لذا، يؤكد الأطباء المتخصصون في التأهيل على أهمية العودة التدريجية للحركة ويعتبرونها مفتاحاً للتعافي، ويشمل ذلك:
1 - برنامج تمارين علاجية لتحسين قوة العضلات واستقرار العمود الفقري.
2 - العلاج الطبيعي النشط، مثل التمارين التصحيحية والعلاج اليدوي.
3 - دمج النشاط اليومي بشكل تدريجي لتقليل الخوف من الحركة وتعزيز الثقة بالجسم.
المعتقد الخاطئ الثاني: العمود الفقري ضعيف وسهل التلف
الحقيقة: العمود الفقري ليس هشّاً كما يعتقد البعض، بل يتكون من منظومة متكاملة من العظام، والأربطة، والأقراص الغضروفية، والعضلات التي تعمل بتناغم لتوفير القوة والمرونة. وفي أغلب الحالات، يكون العمود الفقري قوياً بطبيعته ويحتاج فقط إلى صيانة منتظمة عبر الحركة والتمارين المناسبة. ومن أهم سبل الحفاظ على صحة العمود الفقري:
1 - تمارين تقوية للعضلات الداعمة للظهر والبطن والورك.
2 - تمارين الإطالة المنتظمة لتحسين مرونة الأنسجة.
3 - نشاط بدني معتدل، مثل المشي أو السباحة لتحسين الدورة الدموية.
المعتقد الخاطئ الثالث: آلام الظهر وراثية
الحقيقة: لم تثبت الدراسات أن للوراثة دور مباشر في معظم حالات آلام الظهر. وما قد ينتقل بين أفراد العائلة هو نمط الحياة غير الصحي وليس الجينات نفسها. فعلى سبيل المثال، الجلوس الخاطئ، ضعف النشاط البدني، أو زيادة الوزن، هي عادات غالباً تُكتسب من البيئة العائلية وليس من الوراثة. والحل يكمن في تبنّي سلوكيات وقائية وصحية مثل:
1 - الجلوس الصحيح مع إبقاء الظهر مستقيماً والكتفين للخلف.
2 - ممارسة النشاط البدني المنتظم ولو بشكل بسيط.
3 - تقوية عضلات الجذع التي تحافظ على استقرار العمود الفقري.
المعتقد الخاطئ الرابع: الألم المزمن لا علاج له
الحقيقة: من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعاً أن الألم المزمن لا يمكن علاجه، بينما الحقيقة هي أن علاجه يتطلب إدارة شمولية متكاملة تشمل التوازن بين الحركة والعمل والنوم والتغذية والتعافي النفسي والجسدي. حيث أثبت الطب الحديث في التأهيل أن الألم المزمن ليس مجرد مشكلة في الأنسجة، بل هو تفاعل معقّد بين الجسم والعقل ونمط الحياة. وعليه، يجب توعية وتثقيف المصاب بالتأثير السلبي للأمور التالية:
1 - الضغط المهني العالي دون فترات راحة
العمل المتواصل والجلوس لساعات طويلة يرفع مستوى التوتر العصبي والعضلي، ويزيد من حساسية الجهاز العصبي للألم. والحل هو:
• أخذ فترات استراحة قصيرة كل ساعة للحركة أو التمدد.
• تغيير الوضعية باستمرار خلال اليوم.
• محاولة الفصل بين العمل والراحة النفسية في نهاية اليوم.
2 - ضعف النوم وقلة الراحة
قلة النوم تؤثر في قدرة الجسم على التعافي وتزيد من الألم. وقد أشارت الأبحاث إلى أن الذين ينامون أقل من 6 ساعات يعانون من زيادة في نشاط الجهاز العصبي المسبب للألم. والحل هو:
• الحرص على الحصول على نوم عميق منتظم لا يقل عن 7 ساعات يومياً.
• تقليل استخدام الشاشات قبل النوم، والحفاظ على بيئة نوم هادئة ومظلمة.
• استشارة الطبيب المختص إذا كان الأرق مزمناً أو عند استمرار اضطرابات النوم.
3 - ضعف التغذية وسوء التعافي
الغذاء غير المتوازن يضعف عملية الترميم الخلوي ويزيد معدل الالتهابات في الجسم، ما يجعل الألم أكثر استمراراً. والحل هو:
• تناول وجبات غنية بالبروتين والدهون الصحية والخضار الطازجة.
• الحرص على الترطيب الكافي وشرب الماء.
• جعل التغذية الصحية جزءاً من البرنامج العلاجي، وليس تفصيلاً ثانوياً.
ويضيف د.ميثم موضحاً: «إدارة الألم المزمن تعتمد على الوعي والتوازن، لا على المسكنات فقط. وكل عنصر في أسلوب الحياة (مثل الحركة، العمل، النوم، والتغذية) يشكّل خيطاً في شبكة التعافي. وعليه، فيجب أن يعي المصاب أن التعامل المتكامل مع هذه الجوانب يعيد للجسم قدرته الطبيعية على الشفاء ويُعيد للمريض جودة حياته».
المعتقد الخاطئ الخامس: التدخين يؤذي القلب فقط، وليس الظهر
الحقيقة: يعتقد البعض أن ضرر التدخين يقتصر على الرئتين والقلب، لكن الأبحاث الحديثة تُظهر أن التدخين يضر أيضاً بالعمود الفقري والأقراص الغضروفية. حيث يعمل النيكوتين والمواد السامة الموجودة في السجائر على تقليل تدفق الدم إلى الأقراص الفقرية، ما يؤدي إلى نقص تغذيتها وتسارع تلفها. كما يُضعف التدخين إنتاج الكولاجين اللازم لقوة الأربطة والعضلات، ويزيد من احتمالية آلام أسفل الظهر المزمنة. والحل في الإقلاع عن التدخين، فهو:
1 - يُحسّن الدورة الدموية ويقلل الالتهاب.
2 - يساعد في استجابة أفضل للعلاج الطبيعي والتمارين.
3 - يُسرّع من تعافي أنسجة العمود الفقري ويقلل الانتكاسات.
انعكاس لخلل في نمط الحياة
كما أنّ آلام الظهر ليست نتيجة ضعف في الجسم، بل انعكاس لخلل في نمط الحياة، والتوازن، والعادات اليومية. والعلاج الحقيقي يبدأ بالفهم، والحركة، والنوم الجيد، والتغذية السليمة. وقال: «الحركة هي الدواء، والنوم هو الشفاء، والتوازن هو الطريق إلى التعافي».












































