اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، خلال 'المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين' أن 'الحياة في غزة تُنتزع لحظة بلحظة'، في ظل المجازر والانتهاكات الجسيمة التي تطال المدنيين، بما في ذلك الأطفال، والمجاعة المفتعلة التي تُفرض على السكان بأكملهم.
وقال لازاريني، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس هيئة أركانه بن ماجيكودونمي: 'نشعر جميعًا بالذهول إزاء الفظائع التي تُبلغ يوميًا... القتل العشوائي للمدنيين، والمجاعة، والتجويع الجماعي'.
وأضاف: 'قبل أيام، تحدثت افتراضياً مع فريقي في غزة، ووصفوا الوضع هناك بقولهم: 'الناس لا أحياء ولا أموات – جثث تسير على الأرض'. موظفونا في الخطوط الأمامية بالكاد يحصلون على وجبة صغيرة واحدة في اليوم، ويُغمى عليهم من شدة الجوع أثناء العمل'.
ولفت لازاريني النظر إلى أن التعب، والقلق، والعزلة التي يشعر بها طاقم الأونروا في غزة 'تفوق الاحتمال' مضيفًا: 'كلمات الغضب والإدانة لم تعد كافية لوصف ما يحدث'.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لفرض وقف إطلاق نار طال انتظاره، وعكس مسار المجاعة المتفاقمة، والإفراج عن جميع الرهائن.
الأمل لم ينطفئ كليًا
ورغم الكارثة، أشار لازاريني إلى أن موظفي الأونروا في غزة 'لم يفقدوا إيمانهم تمامًا بالمجتمع الدولي'، وما زالوا متمسكين بأمل ألا يُنسوا، مضيفا 'زملائي طالبوني بأن أشرح لكم لماذا تُعد الوكالة التي يعملون بها بكل فخر أمرًا حيويًا لبقاء الفلسطينيين ومستقبلهم، ولبقاء غزة'.
وأوضح أن وقف إطلاق النار سيمكن من توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بشكل هائل، بالاستفادة من 'قوة الأونروا العاملة الواسعة، وشبكاتها التوزيعية الفريدة من نوعها، واحتياطاتها العميقة من الثقة المجتمعية'.
وأكد أن هذه القدرات الفريدة ضرورية أيضًا 'لإعادة مئات الآلاف من الأطفال المصابين بصدمة الحرب إلى التعليم تدريجيًا، وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي، وهما أمران أساسيان لتجنب اليأس والتطرف في المستقبل'.
وحذر لازاريني من التدهور الخطير الحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن 'ضم الضفة الغربية المحتلة بات هدفًا سياسيًا معلنًا، كما هو الحال بالنسبة لتفكيك وكالة الأونروا'.
وكشف أن جهودًا لإنهاء عمليات الأونروا في الضفة الغربية بدأت تؤتي ثمارها السلبية، موضحًا أن 'إغلاق المدارس في القدس الشرقية المحتلة حرم 800 طفل فلسطيني من حقهم في التعليم، بدون توفير أي بدائل'.
وقال، إن مؤسسات الأونروا التعليمية والصحية تُقدّم خدمات عامة لا تزال حيوية، ولا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تحلّ محلّها بالكامل في الوقت الراهن.
وأضاف: 'انهيار الأونروا وخدماتها سيُضعف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقوّض أي دور مستقبلي لها في غزة'، معتبرًا أن هذا الانهيار 'سيقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق حل سياسي، وهو ما يتعارض تمامًا مع أهداف هذا المؤتمر'.
وأوضح لازاريني أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلب تقييمًا استراتيجيًا لتأثير الأزمة الراهنة على ولاية الأونروا، وتم الانتهاء من هذا التقييم، ويقترح سُبلًا لحماية حقوق لاجئي فلسطين.
وقال: 'من المهم أن نُدرك أن الأونروا كانت دائمًا وكالة مؤقتة... وأن استمرار وجودها وضرورتها يعكس فشلًا طويل الأمد في التوصل إلى حل سياسي'.
وشدد على أن الأمر الآن بيد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 'للنظر في الخيارات المطروحة في التقييم، واتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة وفورية'.
وأكد أن من حق الدول الأعضاء أن تُقرر – كما فعلت مرارًا في السابق – أن تتكيف عمليات الأونروا لخدمة أهداف الحل السياسي، مطالبًا بأن 'يسترشد أي تحرك للدول الأعضاء بما يضمن حماية وخدمة لاجئي فلسطين، تماشيًا تامًا مع الأهداف التي أرستها الجمعية العامة عند تأسيس الأونروا بموجب القرار 302'.
لا سلام بلا كرامة
وختم لازاريني كلمته بالقول: 'السلام قد يبدأ باتفاقيات سياسية، لكنه لا يُمكن أن يُصان إلا بتحقيق حقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانية من خلال التعليم، والرعاية الصحية، والتنمية الاجتماعية'.
واعتبر أن الأونروا 'أصلٌ لا يُقدّر بثمن إذا كنا نسعى إلى حل عادل ودائم لقضية فلسطين وشعبها' مضيفًا أن عملية سياسية حقيقية محددة زمنيًا 'ستسمح للوكالة بنقل خدماتها الشبيهة بالحكومات إلى مؤسسات عامة مؤهلة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على وضع اللاجئ والتاريخ والهوية الجماعية للفلسطينيين، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي شامل'.
واختتم قائلاً: 'أدعو الدول الأعضاء مرة أخرى إلى التحرك – فمصير ملايين الناس بين أيديكم'.