اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
القمة العربية الاسلامية اذ تتضامن مع الدوحة وتتناسى غزة!
سلام العكور
هرع الرؤساء العرب والمسلمون إلى العاصمة القطرية الدوحة، الاثنين، للمشاركة في القمة العربية والإسلامية الطارئة، معتلين طائراتهم الخاصة، ومتزينين بأبهى الحلل. فيما انعقدت الاجتماعات وسط أجواء مشحونة بالتوتر وشارع يترقّب مخرجات نوعية استثنائية ضدّ العدوّ الصهيوني.
فالدوحة، المدينة التي فتحت أبوابها لمبادرة السلام، وجدت نفسها قد طعنت بخاصرتها ، وهي تستضيف حوارات قادة حماس حول المقترح الأمريكي الداعي الى مدّ الأيدي من أجل وقف إطلاق النار في غزة، حتى وان كانت بعض تلك الأيدي ملطخة بالدماء.
اجتماع القادة العرب جاء بعد ان طالت أيادي نتنياهو النجسة الدوحة ، عاصمة قطر، بالنار، رغم ان قطر وسائر دول الخليج العربي ما زالت ترفل تحت المظلة الامريكية.
الضربة الغادرة لم تحقق مبتغاها، ولكنها نجحت في اثبات ان لا جدوى في مفاوضات ومقترحات عقيمة لا نتيجة ترجى منها ، الا اغراق الأرض بدماء جديدة.
صحيح أن القمة التي انعقدت منذ أيام حققت تضامنا مع قطر ، وقدمت موقفا سياسيا رافضا للاعتداء على أرض ذات سيادة . لكنها ، للأسف ، لم تترجم هذا الرفض الى خطوات بحجم هذا الحدث الجسيم ، فلم نسمع انه هناك نية لقطع العلاقات مع إسرائيل ، أو الغاء لاتفاقيات التطبيع ، او سحب للسفراء ، او أي تلميح لتهديد عسكري.
فبعد الإشادة بدور قطر، احدى عواصم ما يسمى بالاعتدال العربي وفض النزاعات، انتظرنا ان نستمع الى قرارات تثلج صدورنا، وتعيد الحياة في عروقنا، وتمنحنا شيئا من الكرامة، لكننا لم نجد سوى عبارات التنديد والرفض التي ارهقتنا لكثرة تكرارها حتى حفظناها عن ظهر قلب.
ان استهداف قطر، ومن قبلها ايران وسوريا ولبنان والعراق واليمن، يدل على ان إسرائيل لا ترى في هذه الدول ندا لها، ولا تعتبر أي دولة في المنطقة قادرة على ردعها الا بأسلحة الإدانة والتنديد. وترى نفسها فوق القانون والدول. ما يفسر تماديها في استخدام القوة واستباحة سيادة الدول بحجج واهية.
التركيز على التضامن مع قطر ، وتناسي ما يحدث في غزة وفلسطين من قتل وتدمير وتجويع وتهجير ، وقصف للمستشفيات والمدارس والمباني السكنية ، وتدمير للبنى التحتية ، وتشويه ممنهج للأرض وتقطيع اوصالها ، يعكس هشاشة الموقف العربي الإسلامي ، ويفضح غياب الوحدة في مواجهة المستعمر الإسرائيلي . هذا التشرذم الواضح سيضعف موقفهم ويزيد من وطأة المعتدي الصهيوني . ويجعل دفاعهم عن حقوق الفلسطينيين مجرد شعارات فارغة بلا أثر فعلي .
هل تكفي ادانة الاعتداءات بعد ان رفعت إسرائيل حصانتها عن الجميع ، وقتلت اكثر من 65 الف مدني ، وشردت شعبا بأكمله ، واستهدفت أمن الدول ، الا يكفي لاعلان حالة الطوارئ ؟؟
ماذا ننتظر لاتخاذ خطوات عملية بحق هذا المعتدي الذي يخترق القوانين والمعاهدات باستمرار ، ويضرب ويحرق ويقتل ويجوع ؟
توفير أمريكا غطاء سياسيا لإسرائيل لتصفية الخصوم على حساب أمن وسلم دول صديقة ، يؤكد انه لا يوجد أي ضمانات ، وان تعهدت أمريكا بمنح الحماية ، لانها شريك فعلي ومعلن ، حتى وان بدت غير قادرة على ضبط حليفها .
لذلك يجب ان نوقن ان استخدام القوة بدل الدبلوماسية هو الضمان الوحيد ، واتخاذ قرارات جريئة تعكس حجم التحديات الراهنة ، واستبدال الحبوب المنومة بالمنشطة ، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية ، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل .
غير ذلك ، فالعرب والمسلمون بلا وزن ولا قرار ، وويلهم من الزحف السرائيلي القادم ..