اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية : أعربت رابطة علماء الأردن عن بالغ قلقها وأسفها إزاء ما تم تداوله مؤخرًا من حالات تسمم متكررة بسبب تعاطي أنواع فاسدة من الخمور، وما رافقها من تصريحات رسمية رأت فيها الرابطة تعارضًا صريحًا مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها.
وفي بيان صادر عنها، أكدت الرابطة أن تحريم الخمر ثابت بنصوص قطعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرة إلى قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: 90]، وما ورد عن النبي محمد من لعنٍ لكل من يتعامل مع الخمر بأي شكل من الأشكال، من شربٍ أو بيعٍ أو نقل.
واستنكر البيان بشدة ما وصفه بـ التصريحات غير المسؤولة التي دعت إلى اختيار أنواع جيدة من الخمور، معتبرًا أن ذلك يمثل اعتداءً صريحًا على كلام الله وسنة نبيه، وتشجيعًا ضمنيًا على تعاطي محرم معلوم من الدين بالضرور.
كما رفضت الرابطة المقترحات الرامية إلى تنظيم بيع الخمور عبر بطاقات تحدد السن والكمية والنوع، واعتبرت ذلك انحرافًا خطيرًا عن الحكم الشرعي وتطبيعًا مع منكر عظيم يهدد البنية القيمية والأخلاقية للمجتمع.
وفيما يتعلق بالتفاعل المجتمعي مع ضحايا التسمم، شددت الرابطة على ضرورة تجنب الشماتة والتشفي، مؤكدة أن التحذير من المعصية لا يبرر الإساءة للمتأثرين بها، بل يستدعي الدعاء لهم والاعتبار مما حدث.
ودعت الرابطة أبناء الوطن إلى نبذ آفة الخمر بجميع صورها، مشيرة إلى آثارها الصحية والاجتماعية المدمرة، مثل تشمع الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي، والانهيار الأسري، والانتحار، والجريمة.
وفي ختام البيان، شددت رابطة علماء الأردن على أن الحفاظ على ثوابت الدين، وصون المجتمع من هذه الآفات، مسؤولية شرعية ووطنية مشتركة تستوجب تضافر جهود العلماء، وصنّاع القرار، وكافة شرائح المجتمع .
وتاليًا نص البيان:
( بسم الله الرحمن الرحيم )
بيان صادر عن رابطة علماء الأردن
الحمد لله الذي حرم الخبائث، وأحل الطيبات والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام .
تابعت رابطة علماء الأردن ببالغ القلق والأسى ما تم تداوله مؤخرًا من أخبار حول حالات تسمم متكررة بسبب تعاطي أنواع فاسدة من الخمور، وما رافق ذلك من تصريحات رسمية تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها.
وإن الرابطة، انطلاقا من واجبها الشرعي في البيان والتوجيه والنصيحة، تؤكد على ما يلي:
أولا:
إن الخمر محزمة بنصوص قطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].
وقد جاء في السنة النبوية الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وشاربها، وبائعها، ومشتريها كما في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما.
ثانيا:
تستنكر الرابطة أشد الاستنكار التصريحات التي دعت إلى اختيار النوع الجيد من الخمر وتعد هذه التصريحات اعتداء صريحًا على كلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتشجيعا ضمنيا على تعاطي أمر محرم بنصوص قطعية.
ثالثا:
ترفض الرابطة رفضا قاطعا ما يطرح من مقترحات لتنظيم بيع الخمور عبر بطاقات تحدد السن والكمية والنوع، فإن في ذلك إدارة للظهر عن الحكم الشرعي الجازم، وتطبيغا مع منكر عظيم حرمه الله ورسوله، وهو ما لا يجوز السكوت عليه شرعا ولا وطنيا، فضلا عن آثاره الاجتماعية والصحية المدمرة.
رابعا:
تؤكد الرابطة أن الشماتة والتشفي بالمصابين، سواء أحياء أو أمواتا، لا يليق بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وإننا، وإن كنا نذكر المعصية ونحذر من عواقبها، إلا أننا لا نتشفى بالذين قضوا نحبهم بسببها، بل نسأل الله تعالى أن يعاملهم بعدله ولطفه.
خامسا:
تدعو الرابطة أبناء هذا الوطن الطيب إلى نبذ آفة الخمر وأسبابها ومسالكها، وتذكر بخطورة آثارها الصحية التي أكدها الأطباء، وعلى رأسها تشمع الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي، وصولا إلى الانتحار والجريمة، ناهيك عن الخراب الأسري، والطلاق، والانهيار الأخلاقي والتربوي.
وفي الختام، تؤكد رابطة علماء الأردن أن الحفاظ على ثوابت الدين، وصون المجتمع من هذه الآفات، مسؤولية شرعية ووطنية مشتركة تستوجب تضافر الجهود بين العلماء وصناع القرار، وأبناء المجتمع كافة.