اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
عندما يتحدث في #أمر_الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه
بقلم/ #حمزة_الشوابكة
بداية: لا بد وأن ندرك بأننا أصبحنا في زمن؛ تحاول فيه أمواج بحر الشر والتطرف، امتطاء البرزخ للوصول إلى نهر الحكمة والوسطية، ما أدى إلى نزول قطرات من تلكم الأمواج في هذا النهر لتلويثه، ولكن: لا بد وأن تدرك كل قطرة من قطرات تلكم الأمواج، بأن الله حافظ نهر الحكمة والوسطية والاعتدال.
فبعد أن اختلطت قطرات من الشر والتطرف والهمجية بهذا النهر، بدأت بمحاولة التمدد والتأثير على قطرات النقاء والحكمة، محاولة مسها بدنس أفكار خبيثة مشبوهة، غير مدركة بأنه لا بد وأن يظهر دنس تركيبتها، فكلما خرج قرن قطع، وذلك دليل على أن كل شر لا بد له من زوال، وتلك حكمة الله يقضيها متى شاء، وكيفما شاء، وفيمَ شاء.
فعندما يأتيك من لم يجف الحليب عن شفتيه ويتحدث بمصير أمة، عندها فلتدرك بأن من يحارب وسطية واعتدال ديننا؛ لا يزالون رضّعاً يحتاجون إلى مراعاة الكثير والكثير! يحتاجون مراعاة صغر عقولهم، وقصر نظرهم، وتدني رؤيتهم، وضعف أجسادهم وقلوبهم، فلا تلتفت لأمثالهم، فصراخهم وعويلهم ليس إلا لفراغ بطونهم، فمتى امتلأت بطونهم سكتوا.
لذلك؛ لا بد وأن نحذرهم ونحذّر منهم كل من يجهلهم، فأولئك هم من نخر جسد الأمة، وأولئك هم من لبسوا ثوب علماء وسطيين؛ فدنسوه قصداً وعمداً، ليلصقوا تهمة لأولئك الوسطيين فكراً ومنهجاً، فأهانوا ما لبسوا، عليهم من الله ما يستحقون.
وقد تجد منهم من يروج للتطرف بقلم وصوت وسلاح، وتجد منهم من يروج لذات الفكر بقلم وصوت، فكلهم واحد؛ ولكن طرقهم شتى، فالحذر كل الحذر، فقد آن أوان القصاص، من كل واحد خدش جسد الأمة الوسطية فكرا ومنهجا، فلا تجعلوا مثل هؤلاء يخدعونكم بقال الله وقال رسوله، فهم كغيرهم من الخلَف الذين لبسوا ثوب الدين لتشويهه وتلويثه، والله غالب على أمره












































