انتحال الشخصية على إنستغرام .. تهديد حقيقي وخطوات حاسمة للحماية

رم - في عصرٍ باتت فيه الهويات الرقمية لا تقل أهمية عن الهويات الواقعية، يشكّل انتحال الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما إنستغرام، خطرًا متزايدًا يطال الأفراد نفسيًا وماديًا. فالمنتحلون قد يستخدمون صورًا وأسماءً ومحتوى ملفقًا لمحاكاة حسابات أشخاص حقيقيين، بهدف التضليل أو الاحتيال أو حتى الإساءة.

وتكمن خطورة هذه الحسابات المزيفة في قدرتها على التسبب في أضرار عاطفية جسيمة، وانتهاك الخصوصية، والإضرار بالسمعة، فضلًا عن استغلال الضحايا ماليًا من خلال رسائل خادعة وهدايا وهمية. لذلك، من الضروري التصرف بسرعة وبمنهجية واضحة فور اكتشاف حساب مزيف ينتحل هويتك أو هوية شخص تعرفه.

خطوتك الأولى: تأكد ثم وثّق

قبل اتخاذ أي إجراء، تأكد من أن الحساب محل الشك ينتحل هوية فعلية، وليس مجرد حساب معجبين أو صفحة ساخرة تُشير إلى أنها غير رسمية. بعدها، ابدأ بجمع الأدلة والتقط لقطات شاشة للملف الشخصي المزيف، والمنشورات، والرسائل المباشرة، واسم المستخدم، ثم احتفظ بروابط الحساب، إذ تُعد ضرورية للإبلاغ الرسمي أو اتخاذ إجراء قانوني لاحقًا.

الإبلاغ عبر إنستغرام

يوفر إنستغرام آلية مخصصة للإبلاغ عن انتحال الشخصية، سواء عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني.

ومن خلال التطبيق، توجّه إلى الحساب المزيف، اضغط على النقاط الثلاث أعلى الصفحة، اختر 'إبلاغ' ثم 'إبلاغ عن حساب'، حدّد 'ينتحل هوية شخص آخر' ثم اختر 'أنا' أو 'شخص أعرفه'.

وعبر نموذج الويب، يُطلب تحميل بطاقة هوية حكومية سارية (مثل جواز السفر أو بطاقة الهوية الوطنية) للتحقق من الهوية. بعد المصادقة، يمكن استكمال البلاغ بسهولة.

وتُراجع إنستغرام البلاغات خلال بضعة أيام عادة، مع إمكانية تفاوت أوقات الاستجابة.

ثم عليك إبلاغ المجتمع المحيط بك، فالحسابات المزيفة لا تستهدف الضحية فحسب، بل تمتد لمحاولة خداع أصدقائه ومتابعيه.

من الضروري تنبيه متابعيك على الفور عبر القصص أو المنشورات، ودعوة الآخرين للإبلاغ عن الحساب، إذ إن التبليغات المتعددة تُسرّع من إزالة الحساب المخالف. وعندما لا يكفي الإبلاغ، هناك خطوات تصعيدية أخرى.

وبحال لم تُزل إنستغرام الحساب المزيف بعد الإبلاغ، كرر البلاغ من خلال التطبيق والموقع، وشارك القضية عبر منصات أخرى مثل فيسبوك وإكس، واستخدم لوحة معلومات Meta Business للتواصل المباشر مع الدعم.

اللجوء إلى القانون

إذا تجاوزت الأفعال المنتحلة حدود الضرر الرقمي إلى التهديدات القانونية كالتشهير، والابتزاز، والاحتيال، أو التحرش، توجّه إلى السلطات المختصة، مثل وحدة الجرائم الإلكترونية أو الشرطة المحلية، واستشر محاميًا مختصًا في قانون الإنترنت لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كطلب إزالة المحتوى أو تقديم إشعارات قانونية.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الدول باتت تُجرّم انتحال الشخصية الإلكتروني، في ظل تصاعد هذه الظاهرة عالميًا.

حالات القُصّر: حماية إضافية

عندما يكون الشخص المنتحلة هويته قاصرًا، توفّر سياسات إنستغرام حماية مُعزّزة، ويمكن للوالدين أو الأوصياء الإبلاغ بالنيابة، وغالبًا ما يتحرك إنستغرام بسرعة نظرًا لحساسية الموضوع المرتبط بسلامة الأطفال.

الوقاية خير من العلاج: خطوات استباقية

رغم عدم وجود وسيلة مضمونة لمنع انتحال الشخصية تمامًا، يمكن تقليل المخاطر عبر الإجراءات التالية، منها تفعيل المصادقة الثنائية (2FA)، حيث تضيف طبقة أمان إضافية من خلال رمز تحقق عند تسجيل الدخول.

حماية الخصوصية

اجعل حسابك خاصًا، وقَيِّد الوصول إلى صورك ومتابعيك ومحتواك، ومن خلال تقليل البيانات المعروضة، تجنّب نشر معلومات شخصية مثل رقم الهاتف، الموقع الجغرافي، أو تاريخ الميلاد.

مراقبة مستمرة

ابحث عن اسمك دوريًا للتحقق من عدم وجود حسابات مزيفة تستخدم بياناتك، حيث يشكّل انتحال الشخصية على إنستغرام تهديدًا لا ينبغي الاستهانة به، بل يجب التحرك السريع، وتوثيق الأدلة، وتفعيل الأدوات المتاحة على المنصة، والانفتاح على المسار القانوني عند اللزوم. جميعها خطوات أساسية لحماية هويتك الرقمية وضمان سلامتك في الفضاء الإلكتروني.