اخبار الاردن
موقع كل يوم -هلا أخبار
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
هلا أخبار – 20 عامًا من العمل والإنجاز منذ صدور الإرادة الملكية السامية بتأسيس مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي ليكون أحد حراس تاريخ هذه الأرض، أعاد خلالها للماضي نبضه وروى حكاياته ملونة ووصله بالحاضر والمستقبل، واستطاع حماية 9 ملايين وثيقة تتعلق بتاريخ الأردن منذ أكثر من 150 عامًا.
وداخل المركز، تظهر المنجزات التي تضمنت رقمنة ما يزيد عن 7 ملايين وثيقة من وثائق دائرة الأراضي، وأكثر من 112 ألف وثيقة من وثائق عهد الإمارة (الديوان الملكي الهاشمي) وأكثر من 50 ألف وثيقة لرئاسة الوزراء، وحوالي 87 ألف وثيقة من أرشيف المدارس الأميرية والثانوية، ومجموعات كبيرة من الصور الفوتوغرافية، ومجموعات خاصة من الوثائق تعود لأشخاص وجامعات ومؤسسات صحفية، وقدم خدمة ترميم الوثائق لحوالي 370 ألف وثيقة وسجل ومخطوط، واستطاع أرشفة ما يزيد عن 107 آلاف وثيقة متنوعة من خلال برنامج الأرشفة الإلكترونية.
ورمّم المركز 3 آلاف و705 وثيقة لطفولة وشباب الشهيد رئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التل، و6 دفاتر لمذكراته اليومية والتي احتوت على 538 صفحة، كل صفحة فيها تاريخ مهم وطويل.
وصدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على إنشاء مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي في الديوان الملكي الهاشمي العامر عام 2005، وبإشراف ومتابعة من سمو الأمير علي بن نايف رئيس مجلس أمناء المركز الهاشمي.
وسعى المركز عبر أعماله المتعددة إلى تحقيق المحافظة على الذاكرة الوطنية والقومية لآل البيت عامة والوثائق الهاشمية خاصة، وتوثيق تاريخهم وتاريخ البلدان التي كان لهم شرف خدمتها وخدمة شعوبها، ولا سيما الأردن، وإجراء البحوث والدراسات الـمتصلة بهذا الشأن، وتحقيق المخطوطات الـمعنية بسيرهم وسير رجالاتـهم، ونشر المذكرات الشخصية لمن أسهم في هذا التاريخ أو شهد أحداثه، فضلا عن العناية بالنسب الشريف وبكل من ينتمي إليه، ويعنى المركز بالتاريخ الأردني العام في زمن الدولة الحديثة، سواء كان سياسيًا أم اجتماعيًا أم ثقافيًا أم اقتصاديًا، وتم حفظ آلاف الوثائق المتصلة بهذا الشأن وفق أحدث الطرائق العلمية.
وتميز مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي بخبراته المتراكمة في مشاريع الأرشفة والترميم مع عدد من وزارات ومؤسسات ودوائر الدولة المختلفة، مثل الديوان الملكي الهاشمي، ورئاسة الوزراء الأردنية، ودائرة الأراضي والمساحة، ودائرة قاضي القضاة، وبنك تنمية المدن والقرى، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وعدد من الجامعات الحكومية، وجريدة الرأي، والمكتبة الوطنية، ودائرة وصفي التل، ومجمع اللغة العربية، وكنيسة الروم الأرثوذكس، وديوان الخدمة المدنية، ودائرة الأحوال المدنية والجوازات، ودائرة الآثار العامة، ودارة الشهيد وصفي التل.
وشرح مدير المركز ووزير الاتصال الحكومي السابق الدكتور مهند المبيضين دور المركز الوطني ومهامه وقصة الترميم وخطواتها ضمن برتوكول دولي وممارسات فضلى، يقدم فيها المركز خدمة ترميم الوثائق وتجليدها ورقمنتها، ففي مختبر الترميم تبدأ رحلة الوثيقة في مسار فني، وبطرق علمية تعاد إليها الحياة من جديد، ضمن فريق مدرب وأجهزة وأدوات حديثة، لتعود بعد ذلك لأصحابها أو المؤسسات التي تمتلكها بأفضل حال.
وأكد، أنه ورغم التقدم العلمي والتقني في مجال التوثيق والترميم، فإن الترميم اليدوي يعد أفضل أنواع الترميم، لندرته وجودته ولما يتطلبه من خبرة متخصصة ودقة عالية، بوصفها حرفة تراثية وعالمية، تعنى بالحفاظ على القيمة التاريخية والفنية للمخطوطات والوثائق، وإعادة الحياة إليها وضمان بقائها في حالة آمنة ومستقرة.
وأشار إلى أن الترميم الآلي أحد أنواع الترميم الحديث الذي يستخدم على نطاق واسع للمطبوعات النادرة والوثائق ذات الأحبار الثابتة، وعلى نطاق ضيق للمخطوطات التي تعاني من إصابات وتلف وتمزق واهتراء وفقدان، تستخدم فيها مواد طبيعية لتعويض الفاقد ومعالجة التكسر وتقوية النسيج التالف والمهترئ، ولحماية الوثائق والمخطوطات من المؤثرات الخارجية وإعادة المرونة والمتانة لها ومنحها عمرًا أطول باستخدام جهاز التدعيم الحراري، وبما يتوافق مع خصائص الورق وأحبار الوثائق والمخطوطات التاريخية.
وبين، أن قصة استنطاق الوثائق وقراءة التاريخ وأخذ الدروس والعبر ونقل المعرفة تبدأ من خلال قيام المركز بنشر النادر من الوثائق وربط الماضي بالحاضر، وتسليط الضوء على حقيقة الأحداث بما يعزز الذاكرة الوطنية للأجيال، ويوفر مصدرًا وثائقي أصيل للدراسات التوثيقية والتي تغطي فجوات تاريخية تمس أحداث ومناسبات، ومشاركات شعبية في بناء الدولة ومؤسساتها، حيث أصدر المركز أكثر من 31 كتابًا تاريخيًا منوعًا، بدأت بفضل أصحاب الكساء وأخبار الاشراف الحسنيين والحسينيين، وكتاب أمشاق الخط العربي الحائز على جائزة الإبداع العربي، وكتاب الأردن من خلال وثائق الأرشيف العثماني الأول من نوعه، مرورًا بقصة الحرص الوطني، والمشاركة الشعبية في بناء الدولة الأردنية، وقرار فك الارتباط، والإدارة الأردنية في فلسطين، وشذرات من تاريخ الأردن، وغيرها من العناوين.
ولفت إلى أن حكاية الاستقلال وثقها المركز في صحيفة الاستقلال التي صدرت في 25 أيار 2024 في الذكرى الثامنة والسبعين، عرض خلالها قرار الاستقلال وبرقيات التهنئة ووثائق نادرة، وأيضًا في نشرة خاصة عن الاستقلال صدرت في 25 أيار 2025 عرض المركز وثائق أخرى نادرة، شملت الاستقلال في الصحافة العربية مثل جريدة الأردن، وفي الصحافة الغربية نيويورك تايمز، وقرارات وبرقيات لم تنشر سابقًا.
وأضاف، أنه لما كانت الثقافة ورغدان وجهان لعمان، أطلق المركز مجلة رغدان العلمية المحكمة للدراسات التاريخية والتوثيق، بهدف توفير فضاء معرفي يحتضن كل جديد من الأبحاث، ويكون مصدرًا للباحثين والمهتمين بكل ما يتعلق في الأردن والهاشميين، صدرت أربعة أعداد منها ضمت 17 بحثًا علميًا وتاريخيًا متنوعة وعرضت الكثير من الوثائق والكتب.
وأوضح، أنه مواكبة للتقدم التكنولوجي أطلق المركز برنامج الفهرسة والأرشفة الإلكترونية كأول نظام مملوك بالكامل لمؤسسة حكومية أردنية، وجاء كحاجة ملحة لاسترجاع البيانات ونقل المعرفة، ولرفع التوعية في الوزرات والمؤسسات، وتعزيز الكفاءات في مجال إدارة الوثائق وحفظها، وانطلقت دورات التوجهات الحديثة في تنظيم وأمن الوثائق الورقية والرقمية وحفظها ولعدة مواسم.
وأكد، أن ارتباط المركز بالوثيقة جعله يبذل جهودًا كبيرة في تحقيق شراكات محلية ودولية ذات اختصاص حقق من خلالها عضوية في المجلس الدولي للأرشيف ICA، وعضوية الفرع الإقليمي العربي عربيكا، وعضوية الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA، وأصبح المدير العام المبيضين نائبًا أول لرئيس المجلس التنفيذي للفرع الإقليمي العربي، تقديرًا لدوره المميز في تطوير وبناء القدرات المحلية والدولية للمركز.
وذكر المبيضين، أن جهد المركز مستمر، حيث وثق تأسيس أول حكومة في إمارة شرقي الأردن بتاريخ 11 نيسان من عام 1921، وأطلق عليها آنذاك حكومة الشرق العربي؛ لأنها ضمت أعضاء من عدة دول كانت تغلب عليهم المشاعر العربية الوحدوية، وكان يسمى مجلس الوزراء حينها بـ'مجلس المشاورين'، ويسمى العضو فيها 'مشاورا'، حيث صدرت الإرادة السنية بإسناد منصب رئيس مجلس المشاورين إلى رشيد طليع.
وبين، أن الحكومة الأولى تشكلت من 8 وزراء ويوثق المركز أسماءهم، وهم رشيد طليع، الكاتب الإداري ورئيس مجلس المشاورين ووكيل مشاور الداخلية، والأمير شاكر بن زيد نائب العشائر، وأحمد مريود معاون نائب العشائر وعضو مجلس المشاورين، وأمين التميمي مشاور الداخلية ومتصرف لواء عجلون، ومظهر أرسلان مشاور العدلية والصحة والمعارف وعضو في مجلس المشاورين، وعلي خلقي الشرايري مشاور الأمن والانضباط وعضو مجلس المشاورين، والشيخ محمد خضر الشنقيطي قاضي القضاة وعضو مجلس المشاورين، وحسن الحكيم، مشاور المالية وعضو في مجلس المشاورين، واستمرت هذه الحكومة حتى 23 حزيران من عام 1921.
ولفت إلى أن المركز وثق تشكيل ثالث حكومة في إمارة شرق الأردن برئاسة مظهر رسلان، كأقدم وثيقة تشكيل حكومة نادرة وصلتنا مكتوبة بخط يد جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين (الأمير آنذاك)، تتضمن تشكيل الحكومة الثالثة في إمارة شرق الأردن برئاسة مظهر رسلان، والتي تشكلت بتاريخ 11 آب 1921، وتمثل هذه الوثيقة النمط السائد آنذاك لصياغة التشكيلات الوزارية والذي كان يعرف بمجلس المستشارين.
ونصت الوثيقة حسب ما ورد فيها على أن: 'سعادة مظهر بك رسلان رئيس مجلس المستشارين عهدنا إليكم برئاسة مجلس المستشارين أصالة، وأقررنا في وظيفته كلا من سمو الأمير شاكر بن زيد نائب العشائر، والشيخ محمد الجكني الشنقيطي المستشار الشرعي، ورشدي بك الصفدي مستشار الأمن والانضباط، وغالب باشا الشعلان مستشار القيادة العامة والعضو في مجلس المستشارين، ووافقنا على تعيين متصرف لواء عجلون نبيه بك العظمة مستشارا ملكيا، على أن يبقى في المتصرفية إلى أن تلغى المتصرفيات، وعلى أن تبقى وكالة العدلية والمالية في عهدتكم، والله ولي التوفيق وبه نستعين'.
ويوثق المركز طلب تأسيس جمعية الاتحاد النسائي الأردني في عمان عام 1945، ووثيقة تأسيس جمعية الاتحاد النسائي الأردني بتاريخ 11 شباط 1945 ووثيقة تعود للخامس من آذار عام 1974، تظهر منح المغفور له الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه، المرأة الأردنية حق الانتخاب في مجلس النواب الأردني، ووثيقة تظهر تعيين أول وزيرة في المملكة عام 1979، في حكومة الشريف عبد الحميد شرف، وكانت إنعام المفتي أول وزيرة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، كما وثق للمرأة الأردنية أول مشاركة للمرأة الأردنية في مجلس الأعيان 16 الذي تشكل في 23 تشرين الثاني عام 1989، ونجاحها في الانتخابات النيابية الأردنية ووصولها نائبا لأول مرة في البرلمان الأردني عام 1993.
وأكد المبيضين، أن المركز يمثل فرصة كبيرة في استعادة الماضي، وتوثيق الحاضر، وثائقيًا وبحثيًا وصوريًا، ويؤسس لعمل أرشيفي وطني أردني كبير، يحتاج إلى مزيد من الدعم ليتمكن من تحقيق الرؤية المستقبلية التي تليق به وبالأردن العظيم.
–(بترا)