اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
رسالة أمل من عمّان: شباب العرب يصنعون مستقبل الفضاء باقتصاد واعد واستدامة ذكية
عمّان، الأردن – 28 تشرين الأول 2025 – اختتمت اليوم في العاصمة الأردنية عمّان، فعاليات 'قمة الإبتكار والتكنولوجيا للشباب العربي (AYITS 2025)'، التي جمعت نخبة من العقول الشابة والمبدعين العرب. وقد شهد اليوم الختامي كلمة مؤثرة للمهندسة هيلانه النجار، المتخصصة في تقنيات الفضاء والإستشعار عن بُعد والذكاء الإصطناعي، حملت عنوان 'من رمال الصحراء إلى بحار النجوم: كيف ترسم تكنولوجيا الفضاء مستقبلنا العربي'، حيث أكدت أن المستقبل العربي يُولد في الفضاء، وأن الشباب هم وقود هذه النهضة.
في خطابها الذي لاقى إشادة واسعة، شددت المهندسة النجار على أن تكنولوجيا الفضاء لم تعد ترفًا فكرياً، بل أصبحت ضرورة استراتيجية وحلاً مبتكراً لأكثر التحديات إلحاحاً في المنطقة، من ندرة المياه والأمن الغذائي إلى مواجهة تغير المناخ والكوارث الطبيعية. وقالت: 'لم نعد نكتفي بالنظر إلى النجوم، بل أصبحنا نستخدمها كأدوات قوية لبناء مستقبل أفضل على أرضنا'.
وقد عرضت النجار كيف أصبحت الأقمار الصناعية بمثابة 'عيون عربية' تراقب مواردنا الطبيعية بكفاءة لم يسبق لها مثيل. وسلّطت الضوء على مشاريع رائدة في الأردن، والتي تستخدم بيانات الأقمار الصناعية لتعزيز قدرة الزراعة على التكيف مع تغير المناخ، مشيرة إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تزيد من كفاءة استخدام المياه بما يصل إلى 2.7 مرة. وأضافت: 'تخيلوا معي ما يعنيه هذا الرقم في منطقة هي من الأكثر جفافاً في العالم. إنه يعني توفير مليارات الأمتار المكعبة من المياه، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتعزيز أمننا الغذائي'.
كما استعرضت المهندسة النجار الدور الحيوي لتكنولوجيا الفضاء في إدارة الكوارث، مشيرة إلى حرائق غابات عجلون كنموذج، حيث كانت الأقمار الصناعية خط الدفاع الأول في تتبع انتشار الحرائق وتوجيه فرق الإطفاء، ولاحقاً في تقييم الأضرار والتخطيط لإعادة تأهيل الغابات.
أكدت المهندسة النجار أن العالم العربي انتقل من مجرد مستهلك لتكنولوجيا الفضاء إلى لاعب فاعل ومؤثر. وأشادت بالإنجازات المتسارعة لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، من إطلاق 'القمر الصناعي محمد بن زايد سات' الأكثر تطوراً في المنطقة، إلى قيادة 'برنامج القمر الصناعي العربي 813' الذي يجسد التعاون العربي في أبهى صوره. كما ذكّرت بإطلاق الأردن لأول قمر صناعي مصغّر 'JY1-SAT' عام 2018 كمشروع طلابي أصبح رمزاً لطموح الشباب.
في ختام كلمتها، وجهت النجار دعوة مباشرة وحماسية للشباب العربي قائلة: 'لا تقفوا متفرجين. الفرص أمامكم لا حصر لها. المستقبل يُولد في الفضاء، وبسواعد الشباب العربي، سنجعل هذا المستقبل حقيقة واقعة'. وحثتهم على التخصص في مجالات الفضاء والتكنولوجيا، والمشاركة في المسابقات الدولية، وتأسيس نوادٍ ومشاريع تخرج مرتبطة بالفضاء.
كما دعت الجامعات إلى إطلاق برامج ماجستير متخصصة وإنشاء مختبرات للأقمار الصناعية المصغرة، وحثت القطاع الخاص على الإستثمار في الشركات الناشئة في قطاع الفضاء، مؤكدة أنه 'استثمار في مستقبل أمتنا'.
لقد تركت كلمة المهندسة هيلانه النجار أثراً عميقاً في نفوس الحضور، الذين اعتبروها نموذجاً مشرفاً للمرأة العربية ودورها الريادي في قيادة المستقبل التكنولوجي، ورسالة أمل قوية بأن رحلة العرب 'من رمال الصحراء إلى بحار النجوم' قد بدأت بالفعل.
وقد شهدت القمة مشاركة فاعلة من شركات رائدة ومتميزة في مجالات التكنولوجيا والإبتكار، حيث قدمت عروضاً وحلولًا مبتكرة تعكس حيوية القطاع الخاص العربي وقدرته على قيادة التحول الرقمي. وكان من أبرز المشاركين القبة السماوية للتنمية والتطوير التي تخصصت بالتنمية لقدرات الشباب وبناء القدرات، إلى جانب مجموعة من الخبراء والمختصين والشركات الريادية التي تعمل في قطاعات الذكاء الإصطناعي، والحلول التقنية المستدامة،. وقد أسهمت هذه المشاركات في إثراء النقاشات وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الشباب المبتكرين والقطاع الخاص، مما يعزز من فرص تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع واقعية قابلة للتطبيق والتوسع.
ومن الجدير بالذكر أن قمة الإبتكار والتكنولوجيا للشباب العربي2025(AYITS) هي منصة إقليمية رائدة، تجمع الشباب المبتكرين وصنّاع القرار والخبراء في مكان واحد، لإعادة تعريف دور الشباب في قيادة التحول الرقمي والتنمية المستدامة. وقد عقدت القمة في العاصمة الأردنية عمّان، عاصمة الشباب العربي والعاصمة الرقمية لعام 2025، برعاية جامعة الدول العربية وتنظيم مؤسسة فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني، يومي 27 و28 تشرين الأول 2025، بمشاركة واسعة من الشباب المبدعين ورواد الأعمال وممثلي المؤسسات العربية والدولية، وتُعد نقطة التقاء استثنائية بين الطاقات الشابة والفرص المؤسسية لتوليد حلول فعلية لتحديات العالم العربي.
