اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
أبو نوار: الهدنة في غزة ما زالت في بدايتها والخطط المطروحة 'هشة وغير ناضجة' #عاجل
مالك عبيدات – قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، إن الهدنة في غزة ما زالت في بدايتها، ولا توجد ضمانات حقيقية لوقف إطلاق نار مؤقت، مبينًا أن ما يجري حتى الآن هو 'عملية هشة وفوضوية'، فيما لا تزال الأفكار التي طرحت في مؤتمر شرم الشيخ 'غير ناضجة'.
وأوضح أبو نوار في تصريح لـ'الأردن 24' أن الخطوط الصفراء والزرقاء والحمراء التي تظهر على الخرائط العسكرية لغزة لن تكون كفيلة بحماية المدنيين، ولا تجبر إسرائيل على التسوية السياسية، مشيرًا إلى أن التفاصيل لا تزال ضبابية والمفاوضات أصبحت رهينة لمطالب غير معقولة تُفرض بالقوة.
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى استمرار الحرب والقتال باعتبارها أسهل من تقديم أي تنازلات سياسية، مؤكدًا أن الحل لا بد أن يكون عبر قرارات أممية، وخاصة من مجلس الأمن، لضمان عملية سياسية حقيقية.
وبيّن أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون عملية تبادلية يتعهد بها الطرفان، وأن خرقها من أي جانب سيؤدي إلى رد بالمثل، ما يهدد بتحول الهدنة إلى مواجهة جديدة وأعمال عنف متبادلة.
وأشار أبو نوار إلى أن الخطة الأميركية، أو ما يسمى بـ'خطة ترامب'، تقوم على إبعاد حركة حماس عن أي دور سياسي أو عسكري مستقبلي، إلا أن الحقائق الميدانية تشير إلى أن 'اختفاء حماس أمر صعب للغاية'، موضحًا أنها رغم ضعف قدراتها العسكرية بعد الحرب ما زالت موجودة ميدانيًا وتملك قوة تُقدر بنحو 40 ألف مقاتل.
وقال إن حماس شنت مؤخرًا حملة أمنية واسعة ضد العصابات وناهبي المساعدات والمتعاونين مع الاحتلال الذين استغلوا الفوضى، لافتًا إلى أن الحركة استعادت السيطرة الأمنية على أجزاء من غزة في حين تسيطر إسرائيل على نحو 50% من القطاع بعد انسحابها الجزئي.
وأضاف أن حماس تواصل تقييم الموقف بين كلفة استمرار القتال أو الذهاب نحو تسوية، غير أن القضايا الرئيسة لا تزال غير واضحة، ما يجعل الحركة مستمرة في الوجود سواء كتنظيم مسلح أو كفكرة سياسية ورمزية.
وأوضح أن هناك صراعات متوقعة بين حماس وبعض الفصائل والعشائر في غزة، مثل عشيرة دغمش التي خاضت مواجهات سابقة مع الحركة، إضافة إلى محاولات أطراف مدعومة إسرائيليًا للسيطرة على المشهد الداخلي.
وأشار إلى أن الطريق سيكون طويلاً قبل التوصل إلى أي اتفاق لنزع سلاح حماس، مؤكدًا أن أي ترتيبات أمنية داخلية ستواجه 'فيتو إسرائيليًا' حول من سيتولى الأمن ومن سيقود إدارة غزة المستقبلية.
وبيّن أن الخطة الأميركية تهدف إلى إقامة إدارة تكنوقراط فلسطينية لإدارة غزة دون أي سيادة سياسية حقيقية، بحيث تقتصر على إعادة الإعمار وإدارة آثار الكارثة دون معالجة أسبابها الجوهرية.
وقال أبو نوار إن واشنطن تسعى إلى عزل حماس وإيجاد بديل إداري لها في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن المرحلة الانتقالية الحالية ستركز على تثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة الجثث، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإنشاء قوة دولية لحفظ الأمن وبناء 'رفح الجديدة' كنموذج لغزة خارج حكم حماس.
وأضاف أن هذه الخطط تواجه تحديات كبيرة في ظل دمار واسع وانعدام الثقة، مبينًا أن مثل هذه الاتفاقيات لا ترتبط بالاستقرار الحقيقي لغزة أو الضفة الغربية، بل تؤدي إلى إطالة أمد النزاع.
وأشار إلى أن الضفة الغربية تحولت إلى 'جيوب معزولة ومحاطة بالمستوطنات ونقاط التفتيش'، وأن إسرائيل مستمرة في عمليات الضم، مما يعني أن السيطرة الاستعمارية لا تزال قائمة.
وقال أبو نوار إن ما يُطرح حول 'سلطة انتقالية دولية في غزة' هو في جوهره مشروع إمبريالي لإعادة احتلال القطاع تحت إدارة دولية، وليس تحريرًا، مشيرًا إلى أن غزة ليست دولة فاشلة بحاجة لإدارة، بل أرض محتلة تخضع لكل تفاصيلها لإرادة الاحتلال، حتى على مستوى السعرات الحرارية لسكانها.
وأكد أن مقارنة غزة بنماذج دولية مثل لبنان أو كوسوفو غير دقيقة، لأن تلك التجارب فشلت رغم تدخل المجتمع الدولي، معتبراً أن ما يحدث هو امتداد لعقلية 'إقطاعية' في إدارة الأزمات الإقليمية، تهدف للسيطرة على الموارد وإعادة الإعمار لصالح رجال الأعمال والأطراف الأجنبية.
وختم أبو نوار بالقول إن هذه المشاريع لن تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية، بل إلى إعادة تكريس واقع الاحتلال والانقسام الداخلي في فلسطين.