اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
يا صالح سكّت البقرة والثوم مخصي وركب الحمار والبنشرجي
سالم الفلاحات
الأولى يعود متعبا من الجامعة فيدخل بيته ويخلد الى الراحة وهو أكبر اخوانه، لكن بقرة صالح في القرية تزعجه بجعارها بصوتها العالي كما خلقها الله وهي لغتها الوحيدة إمّا طلبا للعلف او للماء أو بحثا عن صغيرها او لشكوى تبثها بلغتها الخاصة لمرض او نحوه. ويمارس السلطة المطلقة عليهم لأنه يكبر من بعده مباشرة بسنتين فقط،
فينادي أحد إخوانه قائلا: اذهب الى صالح وقل له يُسكّت البقرة (بدنا ننام)، فيرد عليه كيف يُسكت البقرة؟ وبلغةٍ جازمة واثقة لا تقبل النقاش يقول فهذه أقصى درجات الديمقراطية عنده قل له يوطئ صوتها وكأنّ على صالح صاحب البقرة ان يتعلم لغة البقر من سليمان عليه السلام، فلأن هذا الفهَّيم لا يقبل أي صوت سوى شخيره المقدس بعد قليل.
أما أخوهُ العبد المأمور فيغرب عن وجهه متظاهرا بتلبية أوامره، وهو بين نارين نار الأوامر الجازمة ونار صالح ماذا سيقول له ما لا يقبله عقل.
وكأنما يقول له يا سيدي البقر يجعر لأسباب لا نعلمها والخروف الخروف الجبان يرفس عند الذبح والدجاجة (البلدية طبعا) تهرب من الأولاد عند طلبها للذبح ( ما تقظّب) وحتى الحمار يرفس أحيانا بعكس ما ظلمه الشاعر المتطرف حيث قال :
ولا يقيم على ذلّ يرادُ به إلا الأذلان عَيْرُ الحي والوتد
والثانية : قال لي عامل مزارع: زرع صاحب المزرعة بيده كمية من الثوم ولم ينبت منها شيء ظانا انه هو العليم الخبير في الزراعة وربما غيرها ، ثم جاء بكمية من الثوم وقال للعامل ازرعها فزرعها وبعد ايان أنبتت على أحسن حال ولما رآها صاحب المزرعة قال: الثوم الذي زرعته أنا مخصيُّ !! ليخرج من الحرج، ام انّ معظم الأشياء مخصيّة في هذا الزمن؟ فأيّ الفريقين أحق بالتصديق؟
وأما الثالثة /وكلها حقائق اعرف أصحابها ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر / قال لاحد أبنائه خذ هذا (الجحش حيشاكم )الى سائق الباص الوحيد فلان الذي ينقل الركاب من مجموعة قرى الى المدينة وليضعه في الباص ويوصله الى الراعي في قرية كذا ، فقال الابن له كيف يركب الحمار في الباص ؟ فرد عليه بعنف قل له والله ان لم تأخذه سيأتيك أبي ويفعل بك الافاعيل امش يا ولد امش ِ فركب الولد الحمار الى مكان وقوف الباص وأبلغ السائق الرسالة الجازمة، فولول وغضب لكنه أخيرا استعان بعدد من الركاب وادخلوا الحمار في الباص وسلمْه الراعي على بعد ثلاثين كيلومترا!!
عَجلُ سيارة قديم جدا ملقى على ظهر بيت الدرج أكلته الشمس قال الواثق بقدرته يا فلان خذ هذا العجل الى البنشرجي فلان المتقاعد قبل أسابيع ( خليني أأدبه ) وقل له :
صلّح العجل ، فانصاع لأمره لأنه لا راي له مع انه واع ومدرك ولكن هل ينفع العقل لمن لا سلطة له ؟
وقال للبنشرجي صاحب المحل : يقول لك أبوي الشيخ فلان صلّح العجل قال كيف هذا مهترىء فقال : صحيح لكن ان لم تصلحه سيصلّحك ابي فهمت ؟ قال ( بانكسار ) خذ هذا العجل الجديد مكانه واكفني شرّ ابيك ،أعرف انه يريد معاقبتي لما كنت موظفا ولي سلطة لم اُلب له طلبه فحفظها لي ..... والأيام دول !!.