اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
عبر رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز عن اعتزاز المجلس بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية، من اجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان الإسرائيلي البشع الذي يتعرض له، إضافة إلى نشر قيم المحبة والتسامح، وبناء مجتمع انساني قائم على التعاون وخال من العنف والكراهية.
وقال، إن خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي الثلاثاء في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حمل مضامين عبرت عن ضمير الأردنيين وأمتنا العربية في سعيها لبناء السلام الحقيقي في المنطقة، الذي يستند الى العدالة والشرعية الدولية والمواثيق الأخلاقية والإنسانية والقانون الدولي الإنساني، ويشكل رسالة واضحة للعالم بأسره.
وقال: 'لقد اطل علينا اليوم جلالة الملك من مقر البرلمان الاوروبي، مدافعا قويا صلبا عن قضايا امتنا العادلة، واضعا المجتمع الدولي امام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية، في السعي الجاد من اجل احلال السلام والعدل في المنطقة، وتمكين شعوبها من الحياة الحرة الكريمة، مؤكدا جلالته ان الجميع مسؤول، عن حالة الفوضى والدمار التي تعيشها منطقتنا، وان الجميع مسؤول عن انهاء هذه الفوضى'.
وأضاف: 'وضع جلالته في خطابه المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والقيمية، تجاه استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأزمة الإنسانية في فلسطين، حيث تحدث بقوة ووضوح حول المخاطر الراهنة في المنطقة، مسلطًا الضوء على الممارسات الإسرائيلية وسياساتها العدوانية والتوسعية ، وما ينتج عنها من تصعيد يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث قال جلالته أن الحرب التي تشهدها غزة 'حرب قاسية' في ظل اضطرابات سياسية واقتصادية شهدها العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وان العالم يتجه نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة، يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها'.
وقال، إن جلالته حذر من المخاطر التي تنتظر عالمنا اليوم ، حين قال 'نحن على مفترق طرق آخر حاسم في تاريخنا؛ مفترق طرق يتطلب الاختيار بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون أو حكم القوة، بين التراجع أو التجديد، لأن كل هذا على المحك بالنسبة للجميع، والأمر لا ينطبق على غزة فحسب، فهذه ليست مجرد لحظة سياسية أخرى لتسجيل المواقف، بل إنه صراع حول هويتنا كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل'، ولفت جلالته الى ما يحدث في غزة اليوم والذي يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية ، والوضع الإنساني فيها يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وبين الفايز ان جلالة الملك حذر من الانحدار في القيم الأخلاقية والإنسانية ، حينما خاطب برلمانيي اوروبا بقوله 'ان العالم يتجه اليوم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة، يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها' .
وقال، إن جلالته أشار الى العديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية التي شهدها العالم ، وابرز هذه الاضطرابات تتمثل في جائحة كورونا، والتهديدات الأمنية، وصولا إلى الحرب في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، مشيرا جلالته ان عالم اليوم يسوده الانفلات، وكأنه فقد بوصلته الأخلاقية ، حيث قال جلالته ' القواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي ، وان قيم الاحترام والمسؤولية والنوايا الحسنة ، هي التي تقود الى التعاون، وترشد الجميع حول كيفية الاستجابة لتحديات هذا العصر ' .
وأشار الفايز الى ان جلالة الملك، اكد إيمان الأردن الراسخ، بكافة القيم النبيلة المشتركة بين جميع الأديان السماوية وان هذه القيم انها متجذرة في تاريخنا وتراثنا الأردني، مؤكدا وأننا كأردنيين نفخر بكوننا موطنا لموقع عُمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)، وان الأردن البلد المسلم هو موطن لمجتمع مسيحي تاريخي، وجميع المواطنين فيه يتشاركون في بنائه ونهضته.
وبين ان قضية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وإعمارها ومنع تهويدها لم تغب عن بال جلالته حين أشار في خطابه، بأن قيم المحبة والتسامح تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعهدنا بحماية هويتها التاريخية متعددة الأديان من أي اعتداء.
ولفت الفايز إلى أن جلالة الملك أكد أيضًا ضرورة إعادة الثقة للنظام الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التي تراجعت بفعل السياسات المنحازة التي تتجاهل حقوق الشعوب المظلومة، وعدم القدرة على فرض العدالة الدولية ، التي باتت تقاس بمكيالين ومعايير مختلفة ومزاجية، موضحا أن جلالة الملك أشار بوضوح إلى الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما المجتمع الدولي يشاهد الظلم الذي يمارس ضد الفلسطينيين ، من خلال القصف والتدمير والقتل اليومي ، وسياسة التجويع والحصار الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزه .
وقال: 'قدم جلالته خطابا مسؤولا عبر فيه عن أوجاع الأمة، محجما كل دعاة الظلم والبطش، وقدم جلالته قراءة واقعية لأسباب الصراعات في المنطقة ، المتمثلة بدولة الاحتلال الإسرائيلي وسياساتها العدوانية وسعيها الدائم إلى توسيع دائرة الصراعات في المنطقة، بسبب عجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
واكد الفايز ان مجلس الاعيان سيبقى على الدوام سندا قويا لجلالة الملك في دفاع جلالته عن امننا واستقرارنا وثوابتنا الوطنية ، وعن قضايا امتنا العربية العادلة ، في مقدمتها القضية الفلسطينية'.
كما ثمّنت كتلة إرادة والوطني الإسلامي عالياً الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني، أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، واصفةً إياه بأنه تجسيد للرؤية الهاشمية الحكيمة ورسالة سلام واعتدال إلى العالم أجمع والمنطقة.
وأكدت الكتلة أن ما عبّر عنه جلالته في خطابه السامي يدعو للافتخار ويمثّل صوت الحكمة والضمير العربي والإسلامي في زمن تتعالى فيه أصوات التضليل والضجيج، حيث خاطب العالم بكلمات إنسانية وخطاب مشرّف حمل أبعادًا أخلاقية وإنسانية عميقة.
وقالت الكتلة إن جلالة الملك عبّر بوضوح عن الموقف الأردني الثابت من القضايا الجوهرية للأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيرةً إلى تأكيد جلالته أن لا سلام عادلًا وشاملًا دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضافت أن الخطاب الملكي كان نداءً إنسانيًا عالميًا، رفع فيه جلالته الصوت دفاعًا عن الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة الغربية والقدس، وعن الأطفال الأبرياء، والمستشفيات والمقدسات التي تُستهدف، مؤكدًا أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يهدد مستقبل العدالة والكرامة الإنسانية في العالم.
ودعت الكتلة المجتمع الدولي إلى الإصغاء لتحذيرات جلالته بشأن اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مشيرةً إلى تأكيده الدائم أن استمرار القتل في فلسطين وتجاهل جذور النزاع سيؤدي إلى مزيد من الانفجار وعدم الاستقرار، ويقوّض فرص التنمية والسلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشادت الكتلة بما قاله جلالته في خطابه: 'إذا فشل مجتمعنا العالمي في التصرف بشكل حاسم، فإننا نصبح متواطئين في إعادة تعريف معنى أن تكون إنساناً'، مضيفًا أن الجرافات الإسرائيلية، بهدمها لمنازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون والبنية التحتية، لا تهدم الأرض فحسب، بل القيم والحدود الأخلاقية، محذرًا من أن توسع الهجوم ليشمل دولًا أخرى، كإيران، يضع العالم أمام مخاطر لا تُحمد عقباها.
واكدت الكتلة بالتأكيد على أن الخطاب الملكي يُعبّر عن نبض الشارع الأردني الذي يقف بكل أطيافه خلف القيادة الهاشمية، ويرفض الاحتلال والظلم، ويؤمن بالدفاع عن الكرامة العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن رسالة جلالته لم تكن موجهة فقط لأوروبا، بل للعالم أجمع، حيث دعا فيها إلى احترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وتحقيق العدالة الدولية ورفض ازدواجية المعايير.
وأكدت الكتلة وقوفها صفًا واحدًا خلف جلالة الملك في تأكيده على ثوابت الأردن تجاه القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
كما أكد رئيس منتدى الأردن لحوار السياسات، حميد البطاينة، أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، قدم صوتا عربيا صادقا ومسؤولا، نقل من خلاله معاناة الشعوب، وعبر عن الضمير الإنساني في مواجهة الظلم والانتهاك.
وبحسب بيان للمنتدى، أوضح البطاينة، أن كلمة الملك جسدت ثوابت الأردن الراسخة في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وإدانة ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية من ممارسات تناقض القانون الدولي والقيم الإنسانية، مثمنا الخطاب الذي تميز برؤية استراتيجية ثاقبة حذر فيها جلالته من اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة.
وأشار إلى تأكيد الملك أن السلام مسار يتطلب الشجاعة والإرادة، مشددا على الدور الأوروبي المنتظر في صناعة التوازن، ومجددا التزام الأردن الراسخ بالوقوف إلى جانب الشركاء في سبيل الأمن والاستقرار العالمي.
وأكد أن كلمة جلالته كانت بمثابة وقفة ضمير تذكر المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وتعيد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني، من خلال مخاطبته العالم بلغة العقل والعدل، رافضا الصمت أمام المأساة المستمرة في غزة، ومجددا موقف الأردن الثابت في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأشار البطاينة، إلى دعم المنتدى الكامل لما جاء في الخطاب الملكي من مواقف تجسد الحكمة الهاشمية، والالتزام الهاشمي بالوصاية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، داعيا المجتمع الدولي إلى الإصغاء لهذا الصوت الحكيم، والعمل من أجل سلام دائم قائم على العدالة والكرامة الإنسانية.
كما قالت كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية إنه وفي 'ذروة الصمت الدولي، وأمام مؤسسة تشريعية تمثل أحد أبرز مراكز القرار الأوروبي، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني لا ليخطب، بل ليضع المجتمع الدولي أمام مرآة الحقيقة السياسية والأخلاقية، مقدما تشخيصا دقيقا لانهيار المنظومة القيمية العالمية، في لحظة يعاد فيها تشكيل المشهد الدولي على أنقاض المبادئ، وعلى حساب المظلومين'.
وأضافت، في بيان صحفي أصدرته الثلاثاء، أنه وفي مواجهة واحدة من أكثر اللحظات تقلبا في المشهد العالمي، قدم جلالة الملك خطابا مفصليا أمام البرلمان الأوروبي، أعاد فيه ضبط المعايير الأخلاقية والسياسية للنظام الدولي، وكشف بشكل مباشر مكامن الخلل في التعاطي مع أزمات العالم، وعلى رأسها ما يحدث في قطاع غزة، وما يتهدد مستقبل القيم الإنسانية.
ورأت الكتلة أن هذا الخطاب يعتبر وثيقة سياسية عالية المستوى، تجاوزت التقليد الدبلوماسي إلى تشخيص استراتيجي لحالة الانهيار الأخلاقي الدولي، إذ أعلن جلالة الملك أن 'عالمنا قد فقد بوصلته الأخلاقية'، وهو توصيف دقيق لحالة التردد والازدواجية التي جعلت من القتل والمجاعة والتهجير في غزة مجرد أخبار عابرة.
وأكدت أن جلالة الملك لم يكتف بإدانة الأفعال، بل ذهب إلى جوهر الأزمة، عندما قال جلالته 'عندما يفقد العالم قيمه الأخلاقية، نفقد حينها قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل'، وهي رسالة موجهة إلى صناع القرار الدولي الذين يلوذون بالصمت حين تستباح إنسانية شعوب بأكملها.
وتابعت الكتلة، 'لقد تحدث جلالته باسم شعوب لا صوت لها، حين تساءل بغضب: (كيف يعقل لما كان يعتبر فعلا وحشيا قبل عشرين شهرا فقط، أن يصبح الآن أمرا شائعا بالكاد يذكر؟)، ليضع العالم أمام فضيحة صمته، ويعري ما آل إليه الضمير العالمي من خذلان وتطبيع مع الفظائع'.
وأشادت بتركيز الخطاب على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، حيث ربط جلالته هذه الوصاية بجذورها التاريخية والدينية والإنسانية، مستحضرا العهدة العمرية والشرعة الأخلاقية التي دافعت عن التنوع والكرامة منذ قرون، في رسالة واضحة ضد مشاريع التهويد والتطرف الديني والسياسي.
وثمنت الكتلة ما ورد في خطاب جلالته من ربط عميق بين القيم الإنسانية وأسس الاستقرار الحقيقي، إذ قال: 'الأمن الحقيقي لا يكمن في قوة الجيوش، بل في قوة القيم المشتركة'، وهي دعوة صريحة لإعادة بناء النظام العالمي على أساس العدالة، لا على منطق المصالح والمساومات.
وشددت على أن جلالة الملك، في خطابه، لم يدافع فقط عن فلسطين، بل عن مستقبل المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن جلالته قال: 'إذا استمرت الجرافات الإسرائيلية في هدم منازل الفلسطينيين فإنها ستهدم أيضا الحدود الأخلاقية'.
واعتبرت أن هذا تحذير مباشر بأن ما يجري في الضفة وغزة يتجاوز كونه صراعا إقليميا، إلى كونه خطرا على القيم العالمية ذاتها.
وأوضحت الكتلة أن خطاب جلالة الملك يمثل إعلانا صريحا بأن الأردن، بقيادته الهاشمية، سيبقى في طليعة من يواجهون هذا الانهيار، ويقدم بدائل واقعية قائمة على القانون الدولي والسلام العادل.
ودعت إلى تبني ما ورد في الخطاب كخارطة طريق للعمل العربي والدولي، فالصراع في منطقتنا ليس سياسيا فقط، بل هو معركة على المعنى، على المبادئ، وعلى مستقبل الإنسانية ذاتها.