اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - تشير نتائج علمية متراكمة إلى أن تناول عصير الرمان بانتظام قد يُساهم في خفض ضغط الدم بنوعيه الانقباضي والانبساطي، لا سيما لدى من يعانون من ارتفاع في مستويات ضغط الدم، إلا أن الأبحاث لا تزال تُظهر تباينًا في درجة التأثير ومدة استمراره. ويرجّح الباحثون أن يعود هذا الأثر إلى احتواء الرمان على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة، والتي تلعب دورًا في تثبيط إنزيم 'محوّل الأنجيوتنسين' (ACE)، وهو الإنزيم نفسه الذي تستهدفه بعض أدوية خفض الضغط لتوسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
وأظهرت مراجعة علمية نُشرت عام 2023 أن تناول 300 مل يوميًا من عصير الرمان خفّض الضغط الانقباضي بمعدل 6 ملم زئبقي، فيما سجل انخفاض في الضغط الانبساطي بمقدار 3 ملم زئبقي. وفي ذات الدراسة، لم تؤدِ زيادة الجرعة إلى المزيد من الانخفاض في الضغط الانقباضي، بينما أُشير إلى انخفاض إضافي طفيف في الضغط الانبساطي. ولاحظ الباحثون أن التأثير قد يتراجع تدريجيًا بعد مرور شهرين من الاستخدام المنتظم، ليعود ضغط الدم إلى مستوياته السابقة، وهو ما يُثير الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول استدامة الفاعلية.
في المقابل، كشفت دراسة أُجريت عام 2017 أن تأثير عصير الرمان قد يستمر لفترة أطول، مشيرةً إلى إمكانية تعزيز نتائجه في حال دمجه مع نمط حياة صحي. أما دراسة حديثة عام 2024 فقد بيّنت أن الأشخاص الذين تجاوز ضغطهم الانقباضي حاجز 130 ملم زئبقي استفادوا بشكل أكبر من العصير مقارنةً بمن كانت قراءاتهم أقل، ما يوحي بوجود ارتباط بين شدة الحالة ومدى الاستجابة للمركّبات النشطة في الرمان.
ويُعزى تأثير الرمان في خفض ضغط الدم إلى مجموعة من المركبات النباتية تُعرف باسم البوليفينولات، أبرزها بيدنكيولاجين، بونيكالين، وحمض الجاليك، والتي تعمل بثلاث آليات رئيسية؛ أولها تقليل الإجهاد التأكسدي في الأوعية الدموية عبر تحييد الجذور الحرة التي تضعف مرونة الشرايين، وثانيها تثبيط نشاط إنزيم ACE المسؤول عن تضييق الأوعية، وأخيرًا تحفيز إنتاج مركب أكسيد النيتريك (NO) داخل الجسم، الذي يُسهم في إرخاء جدران الأوعية الدموية وبالتالي تقليل الضغط.
ورغم المؤشرات الإيجابية المتوفرة، يرى متخصصون في طب القلب والتغذية العلاجية أن فعالية عصير الرمان لا تزال مرتبطة بعوامل متعددة، أبرزها الجرعة المستخدمة، مدة الاستهلاك، والحالة الصحية العامة للفرد، مما يجعل من الضروري إجراء تجارب سريرية موسعة لتحديد التوصيات بدقة.
اقرأ ايضاً: