اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
في حادثة تبرز هشاشة الوضع الأمني في ريف إدلب، أقدم مجهولون يستقلون دراجة نارية على استهداف سيارة مدنية في منطقة كفر مارس بجبل السماق.
وأكدت السلطات الأمنية في المنطقة أن الهجوم أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، وأن تحقيقات مكثفة قد بدأت على الفور لملاحقة الجناة، في أول اختبار حقيقي لجهود الحكومة الانتقالية لفرض سيادة القانون.
تأتي هذه الحادثة في سياق سياسي وأمني دقيق تعيشه سوريا.
فمنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتولي الرئيس السوري، أحمد الشرع، قيادة البلاد، تم وضع ملف 'استعادة الأمن والاستقرار' كأولوية قصوى.
وتعهدت الحكومة بإنهاء حالة الفوضى العارمة التي سادت البلاد لسنوات، وتفكيك الميليشيات، وملاحقة الخلايا الإجرامية، وفرض سيادة القانون لحماية جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم.
وتُعد محافظة إدلب، وتحديداً منطقة جبل السماق التي تقطنها غالبية من الطائفة الدرزية، من المناطق ذات الحساسية العالية في المشهد السوري.
وتمثل هذه المناطق اختباراً لقدرة السلطات الجديدة على طمأنة الأقليات وحمايتها. وتواجه الأجهزة الأمنية الجديدة تحديات أمنية مستمرة متمثلة في خلايا نائمة تهدف إلى زعزعة الاستقرار، سواء كانت خلايا تابعة للنظام السابق أو تنظيمات متطرفة، والتي تنشط عبر عمليات الاغتيال المباغتة والهجمات التي تستهدف المدنيين وقوات الأمن على حد سواء.
وتُستخدم الدراجات النارية بشكل متكرر من قبل هذه الخلايا لتنفيذ هجمات 'اضرب واهرب'، مما يجعل تعقب الجناة أمراً معقداً يتطلب جهداً استخباراتياً كبيراً.
أكد مدير مديرية الأمن الداخلي في منطقة حارم بمحافظة إدلب، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، تفاصيل الحادث المأساوي.
وأوضح المسؤول الأمني أن 'مجهولين يستقلّون دراجة نارية أقدموا على استهداف سيارة مدنية في منطقة كفرمارس بجبل السماق'.
وفور وقوع الهجوم، تم نقل الضحايا إلى المراكز الطبية القريبة، حيث تم تأكيد مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح وصفت بأنها 'متفاوتة' بين المتوسطة والخطيرة.
وشدد مدير الأمن الداخلي على أن 'التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن ملابسات الحادثة'.
وأكد أن 'الجهات الأمنية تبذل جهوداً مُكثّفة لتحديد هوية الجناة وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة'، وذلك 'حفاظاً على أمن المواطنين واستقرار المنطقة' ومنعاً لتكرار مثل هذه الاعتداءات التي تروع المدنيين.
يمثل هذا الهجوم، الذي استهدف مدنيين بشكل مباشر، رسالة واضحة من الجهات التي تقف خلفه بأنها تسعى لضرب النسيج الاجتماعي والاستقرار الهش الذي تحاول الحكومة الجديدة ترسيخه.
إن استهداف منطقة جبل السماق تحديداً يحمل دلالات خطيرة، كونه يمس منطقة ذات تركيبة سكانية خاصة، وقد يهدف إلى إثارة النعرات الطائفية وزعزعة ثقة المجتمع المحلي بالأجهزة الأمنية القائمة.
وتعتبر مثل هذه الهجمات، خاصة تلك التي تستهدف المدنيين في مناطق ذات خصوصية مجتمعية، تحدياً مباشراً لسلطة الدولة ومحاولة لجر المنطقة إلى حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي، مما يستدعي رداً أمنياً سريعاً وحاسماً.
تضع هذه الحادثة الأجهزة الأمنية في إدلب أمام اختبار حقيقي لقدرتها على ضبط الأمن وملاحقة الخلايا المتورطة في عمليات الاغتيال، وتنفيذ الوعود التي أطلقتها الحكومة برئاسة أحمد الشرع.
ويرتبط المسار العام للأحداث الآن بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وهو ما سيحدد مدى قدرة السلطات على طمأنة السكان المحليين والحفاظ على استقرار المنطقة في مواجهة محاولات نشر الفوضى.












































