اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
مدار الساعة - كتب: الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي - لكل شيء في هذه الدنيا اسم يعرف به، وعنوان يُدلّ عليه. وقد تجتمع الجماعة من الناس على اسم واحد أو راية واحدة، تدل عليهم وتجمعهم، كما كان منذ القدم، حين حملت الأمم راياتها، وأعلَت أعلامها، فتلك الأعلام لم تكن قِطَع قماش وزينةً تُرفع، بل كانت رمزًا للكرامة، ودليلًا على الهوية.ألم نرَ جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، كيف حمل راية رسول الله في معركة مؤتة، وكيف قطعت يداه، ومع هذا لم يتركها تقع على الأرض؟ بل ضمّها إلى صدره حتى نال الشهادة، وهو متمسك بها، محافظًا عليها خفّاقة لا تسقط.واليوم، ونحن نحتفل باستقلال وطننا الغالي، نرفع علم الأردن، ذاك العلم الذي يحمل في ألوانه دلالات عظيمة، من تاريخ الأمة الإسلامية، من الدولة الأموية إلى العباسية، ومن النجمة التي ترمز إلى سبع المثاني، إلى المعاني التي توارثناها أجيالًا.الاستقلال ليس يومًا نحتفل به وحسب، بل هو معنى البتراء وجرش، وقداسة نهر الأردن وعُمّاد سيدنا عيسى بن مريم وكرامة أم الرصاص حيث الراهب بحيرة يتعرف على نبي الأمة ، وهي رفعة جبل نبو، وشرف مؤتة واليرموك.العلم هو دم الشهداء من عهد جعفر وزيد وعبدالله، إلى عهد قادة عظام كوصفي وهزاع، ومعاذ وسائد، وفراس وكل من ضحّى لأجل هذا الوطن.علمنا الأردني ليس قماشًا، بل تاريخاً مكتوب بدماء الشهداء وهو الحاضر الذي نحيا فيه، والمستقبل الذي نبنيه لأبنائنا وأحفادنا.ومن رمى هذا العلم من فوق الجسر في عمّان لا يختلف عمن رمى أبطال الهيه الكركية من فوق قلعتها. هو لم يرمِ قطعة قماش، بل رمى تاريخًا وشهداء وهوية. ومثله لا يستحق السجن، بل حفرة امتصاصية يحبس بها لتُطمر بها كراهيته ويتغذى بها يوميا من براز الاردنيين وغوطهم .إنني أرجو من قضائنا العادل أن يُحاسب هذا المسيء، لا على فعله وحده، بل على فكره المنحرف، وأن يُبحث في أصله ومنبته، فإن كان الشر يجري في عروقه، فليُستأصل من بيننا كما يُستأصل المرض الخبيث من الجسد الطاهر.حمى الله الوطن، والعلم، والشعب، والقيادة
مدار الساعة - كتب: الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي - لكل شيء في هذه الدنيا اسم يعرف به، وعنوان يُدلّ عليه. وقد تجتمع الجماعة من الناس على اسم واحد أو راية واحدة، تدل عليهم وتجمعهم، كما كان منذ القدم، حين حملت الأمم راياتها، وأعلَت أعلامها، فتلك الأعلام لم تكن قِطَع قماش وزينةً تُرفع، بل كانت رمزًا للكرامة، ودليلًا على الهوية.
ألم نرَ جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، كيف حمل راية رسول الله في معركة مؤتة، وكيف قطعت يداه، ومع هذا لم يتركها تقع على الأرض؟ بل ضمّها إلى صدره حتى نال الشهادة، وهو متمسك بها، محافظًا عليها خفّاقة لا تسقط.
واليوم، ونحن نحتفل باستقلال وطننا الغالي، نرفع علم الأردن، ذاك العلم الذي يحمل في ألوانه دلالات عظيمة، من تاريخ الأمة الإسلامية، من الدولة الأموية إلى العباسية، ومن النجمة التي ترمز إلى سبع المثاني، إلى المعاني التي توارثناها أجيالًا.
الاستقلال ليس يومًا نحتفل به وحسب، بل هو معنى البتراء وجرش، وقداسة نهر الأردن وعُمّاد سيدنا عيسى بن مريم وكرامة أم الرصاص حيث الراهب بحيرة يتعرف على نبي الأمة ، وهي رفعة جبل نبو، وشرف مؤتة واليرموك.
العلم هو دم الشهداء من عهد جعفر وزيد وعبدالله، إلى عهد قادة عظام كوصفي وهزاع، ومعاذ وسائد، وفراس وكل من ضحّى لأجل هذا الوطن.
علمنا الأردني ليس قماشًا، بل تاريخاً مكتوب بدماء الشهداء وهو الحاضر الذي نحيا فيه، والمستقبل الذي نبنيه لأبنائنا وأحفادنا.
ومن رمى هذا العلم من فوق الجسر في عمّان لا يختلف عمن رمى أبطال الهيه الكركية من فوق قلعتها. هو لم يرمِ قطعة قماش، بل رمى تاريخًا وشهداء وهوية. ومثله لا يستحق السجن، بل حفرة امتصاصية يحبس بها لتُطمر بها كراهيته ويتغذى بها يوميا من براز الاردنيين وغوطهم .
إنني أرجو من قضائنا العادل أن يُحاسب هذا المسيء، لا على فعله وحده، بل على فكره المنحرف، وأن يُبحث في أصله ومنبته، فإن كان الشر يجري في عروقه، فليُستأصل من بيننا كما يُستأصل المرض الخبيث من الجسد الطاهر.
حمى الله الوطن، والعلم، والشعب، والقيادة