اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية: حافظ الأردن طيلة 79 عامًا على استقلاله من خلال العمل المستمر في بناء أركان الدولة ومؤسساتها، والاستثمار في الإنسان، غير أن هذه المنجزات لم تكن سوى ثمرة نضال وطني إلى جانب القيادة الهاشمية، ونتاج 104 أعوام من عبور الأزمات بسياسة حكيمة جنّبت الأردن عصور الفوضى التي كانت تعصف بالمنطقة والعالم بين الحين والآخر.
وقال متخصصون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الاستقلال هو رحلة بناء للوطن ومؤسساته، وإن إعلان الاستقلال لا يقل أهمية عن الحفاظ عليه، وذلك بالعمل والتقدم والريادة، وهو ما حرص عليه الأردنيون طوال نحو ثمانية عقود، استطاعوا خلالها البناء على يوم الاستقلال الذي أُعلن في 25 أيار عام 1946.
رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز قال: 'في ذكرى الاستقلال، نعتز ونفتخر بهذه المناسبة الوطنية، فاستقلالنا الذي سُطّر بإرادة قيادتنا الهاشمية وعزمها، وتضحيات شعبنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، هو محطة نجدد فيها العزم على مواصلة مسيرة العطاء لمملكتنا، ونجدد فيها قسم الولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني، حامي الاستقلال'، مؤكّدًا أن صنع الاستقلال لا يقل أهمية عن الحفاظ عليه، وعلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت منذ فجره.
وأضاف أن جلالة الملك عبدالله الثاني قدّم مفهومًا جديدًا للاحتفال بالأعياد الوطنية، بأن تكون منطلقًا لمواصلة عملية البناء والتقدم، وترسيخًا لقيم العطاء والتضحية من أجل الوطن. ولهذا استطاع جلالته بناء الدولة الأردنية العصرية، والتقدم في مجالات التنمية الشاملة، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول الشقيقة والصديقة، كما تمكّن بحكمته وحنكته السياسية من المحافظة على أمن الوطن واستقراره، متجاوزًا حالة الفوضى والدمار من حولنا، وتداعيات الأزمات التي تعصف بالعالم.
وتابع: 'إن جلالة الملك، الذي نذر نفسه للوطن وشعبه، لم يدخر جهدًا من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، والوصول إلى الإصلاح الشامل بمختلف المجالات، لتمكين الأردن من مواجهة التحديات'.
وأشار إلى أن جلالته يقود اليوم مسيرة الإصلاح الشامل بأبعاده السياسية والاقتصادية والإدارية، حرصًا على تعزيز المسيرة الديمقراطية وبناء الأردن الجديد، وصولًا إلى مرحلة متميزة من الإصلاح السياسي، والدفاع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، والمساواة، والتسامح، واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
ومن هذا المنطلق، فإن جلالته يؤمن بأن لا خوف على الأردن، وأن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا، رغم ما يحدث من حولنا، وما نواجهه من تحديات. كما يؤكد جلالته أن 'التحديث الشامل في مختلف المسارات هو مشروع وطني لا رجعة عنه'.
وقال الفايز: 'وانطلاقًا من الإرادة الحقيقية التي يوفرها جلالة الملك عبدالله الثاني للإصلاح السياسي، المستند إلى إرثنا الحضاري والتاريخي، وقيمنا وتقاليدنا الراسخة، فقد تم إجراء تعديلات دستورية، إضافة إلى إقرار التشريعات الناظمة للعمل السياسي، بهدف الوصول إلى النموذج الديمقراطي الأردني، الذي يمكننا في الوقت ذاته من الوصول إلى الحكومات البرلمانية البرامجية، وتعزيز المشاركة الشعبية، وتمكين المرأة والشباب، ليكون الأردن في مئويته الثانية أكثر قوة وحداثة ومنعة'.
وبيّن أن جلالة الملك يؤكد أيضًا أن التنمية السياسية المنشودة يجب أن يرافقها إصلاح اقتصادي يشعر المواطن بنتائجه الإيجابية، إلى جانب إصلاحات إدارية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن. ولهذا طرح جلالته رؤيته الشاملة للتحديث الاقتصادي، ووجّه بسرعة تنفيذها.
وأشار إلى أن جلالته أكد، في رؤية التحديث، أن التحديات التي تواجه الأردن والمنطقة يجب ألا توقف تطلعات الأردنيين نحو أردن مزدهر يعتمد على ذاته، وقادر على مواجهة التحديات الاقتصادية، ومشكلتي الفقر والبطالة، والنهوض بمستوى الخدمات، والقضاء على البيروقراطية في الإدارة العامة.
وقال الفايز إن مناسبة الاستقلال هي مناسبة يفخر بها أبناء الوطن، مؤكّدًا أن الأردن عقد العزم، بهمة جلالة الملك، على مواصلة مسيرته الخيّرة، مضيفًا أن جلالته يؤكد أن هذه المسيرة لن توقفها تحديات الإقليم والصراعات من حولنا.
وتابع: 'إن الأردنيين سيبقون على عهد الآباء والأجداد، متمسكين بقيادتهم الهاشمية، يدافعون عن وطنهم، ويفتدونه بالدم الطاهر الزكي، ليبقى حرًا عزيزًا سيدًا'، مشددًا على أن الحملات الممنهجة التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، ومواقفه القومية والعروبية تجاه القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لن تثني الأردنيين عن مواصلة دورهم العروبي والإنساني.
وقال مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، الدكتور مهند المبيضين، إن رحلة الاستقلال هي رحلة بناء واستمرارية وتكوين مؤسسي، والاستقلال الأردني هو ثمرة النضال الوطني والقيادة الهاشمية، وهي جهود أثمرت اليوم عبر 104 أعوام بخبرة وطنية وعبور للأزمات وبناء مؤسسي.
وأضاف أن على الشباب أن يستعيدوا هذا التاريخ المجيد، تاريخ الاستقلال الذي لم يكن تحقيقه سهلًا، بل تحقق بجهود شباب وطنيين عملوا في الحركة الوطنية، ومن خلال المدارس التي قادت تلك الحركة، وبفضل معلميهم وموجهيهم تمكنوا من السعي نحو الاستقلال وبناء المؤسسات.
وأشار إلى أن الأردن قادر على تجاوز أزماته مهما كانت، ولدينا خبرة وطنية قادرة على عبور الأزمات ومواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، لافتًا إلى أن دراسة الأزمات التي مررنا بها تؤكد أن الأردن يتمتع بمناعة تاريخية، وبقيادة هاشمية عبرت بالوطن أصعب المراحل وأقساها.
وقالت وزيرة الدولة السابقة لتطوير الأداء المؤسسي، ياسرة غوشة، إن التطوير الإداري يرتبط بجميع مجالات التحديث في الدولة، ولا يمكن تحقيق إصلاح سياسي أو اقتصادي دون إصلاح إداري حقيقي وفاعل وملموس.
وأضافت: 'بحسب أفضل الممارسات العالمية، فإن الحكومة الحديثة والمتميزة ترتكز في عملها على ثلاثة عناصر: التركيز على الخدمات وتوفيرها بعدالة وتنظيم، وتحقيق النتائج، والعمل بشفافية ووضوح، هذه العناصر تجعل المواطن شريكًا ومقتنعًا بما تقدمه الحكومة'.
وشددت على أنه في ظل النمو السريع والانفتاح المعرفي، لا بد من تكامل عملية التطوير، وتبني المفاهيم الحديثة، وتدريب العاملين في برامج التطوير، ما يستدعي تعزيز الاستثمار في الإنسان وقدراته الإبداعية.
وأكدت أن 'تحقيق الرؤى الإدارية الحديثة هو عملية مستمرة، وليست هدفًا يتحقق مرة واحدة، بل تتطلب الاستمرارية والبناء على ما تم إنجازه، والربط بين الأهداف، لتتمكن الحكومة من تحقيق أولوياتها عبر خطة إصلاح القطاع العام ومراجعتها باستمرار وتعديلها عند الحاجة'.
وقالت: 'نفخر ونعتز بإرثنا وحاضرنا ومستقبلنا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لبناء الأردن الذي نريده، ليكون نموذجًا في المنطقة لدولة متميزة في كل القطاعات'، مشيرة إلى ما أكده جلالته في رسالته عام 2002 لإطلاق جائزة الملك عبدالله الثاني لتميّز الأداء الحكومي والشفافية: 'الخدمة المدنية هي ميدان للتميّز والعطاء والالتزام والدقة، وبذلك نعكس صورة الأردن المشرقة لكل من يتعامل مع مؤسساته من الداخل أو الخارج'.
وقالت الأستاذ المساعد في قسم الإعلام الرقمي بجامعة العلوم التطبيقية، الدكتورة نوزات أبو العسل، إن ذكرى الاستقلال ليست مناسبة احتفالية فحسب، بل هي محطة تتجدد فيها معاني الفخر والاعتزاز، وتشكل تحولًا وطنيًا، كما تتجدد فيها مشاعر الولاء للعرش الهاشمي.
وأضافت أن هذه المناسبة ترسخ معاني الانتماء لدى الأردنيين، وتعزز في الوقت ذاته مسؤولياتهم تجاه الوطن، وحماية مكتسبات الاستقلال ومنجزاته، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية والتهديدات التي تواجه الوطن الذي لم يتردد يومًا في دعم عروبته.
وأكدت أنه في ظل التحديات الحالية، فإننا بحاجة إلى نهضة شمولية تعنى بأمن الأردن واستقراره ومنعته، وتطوير الإنسان، والحفاظ على المكتسبات والبناء على ما تحقق.