موسم الزيتون في إربد.. الإنتاج يتراجع والسرقات تتزايد

زاد الاردن الاخباري -

خاص - يواجه مزارعو الزيتون في محافظة إربد موسمًا استثنائيًا من التراجع الحاد في الإنتاج، وُصف بأنه الأضعف منذ سنوات طويلة، نتيجة قلة الأمطار والتقلبات الجوية التي أثرت سلبًا على نمو الثمار وجودتها.

وأكد عدد من المزارعين أن الإنتاج هذا العام انخفض بشكل كبير وغير مسبوق، حتى بات كل كيلوغرام من الزيتون ثمينًا ومحط حرص شديد من أصحاب البساتين، الذين كانوا يعوّلون على الموسم لتعويض خسائرهم المتراكمة من الأعوام السابقة.

وقال أحد المزارعين في لواء بني كنانة:

“كنا ننتظر هذا الموسم بفارغ الصبر لتغطية جزء من التكاليف، لكن ضعف الإنتاج جاء ليزيد من أعبائنا الاقتصادية الصعبة.”

وأضاف أن العديد من المزارع لم تنتج سوى ربع ما أنتجته في الأعوام الماضية، الأمر الذي يهدد جدوى الاستمرار في زراعة الزيتون إذا استمرت الظروف المناخية على هذا النحو.

وأشار المزارعون إلى ارتفاع واضح في حالات سرقة ثمار الزيتون هذا العام، حيث يستغل بعض الأشخاص غياب الرقابة خلال ساعات الليل أو انشغال أصحاب المزارع، ليقوموا بقطف الثمار وبيعها في الأسواق المحلية على أنها محصول طبيعي.

ووصفوا هذه الظاهرة بأنها “اعتداء على جهد عام كامل”، مطالبين الجهات الأمنية والبلديات بتشديد الرقابة وتغليظ العقوبات على المتورطين.

ويرى المزارعون أن حماية موسم الزيتون في هذه الظروف تمثل دعمًا مباشرًا للقطاع الزراعي، الذي يعاني أصلًا من ارتفاع التكاليف وتراجع العوائد، مؤكدين أن فقدان الأمن الزراعي يهدد أحد أهم رموز الزراعة الوطنية.

من جهتها، أعلنت وزارة الزراعة وقف تصدير ثمار الزيتون الأخضر لهذا الموسم، نظرًا لانخفاض كميات الإنتاج المتوقعة، وذلك في إطار حرصها على ضمان توافر المنتج في السوق المحلي والمحافظة على استقرار الأسعار.

وأوضح وزير الزراعة المهندس صائب الخريسات أن القرار جاء بعد مشاورات مع الاتحاد العام للمزارعين والجمعية الأردنية لمصدّري منتجات الزيتون والنقابة العامة لأصحاب المعاصر، مؤكدًا أن الانخفاض في الإنتاج يرتبط بشكل مباشر بـ التغيرات المناخية وضعف الموسم المطري.

وأشار إلى أن الوزارة تتابع عن كثب حجم الإنتاج وكميات الزيت في المعاصر، لضمان توفير زيت الزيتون للمستهلكين بالجودة والسعر المناسبين، مع الاستمرار في دعم المزارعين وتوجيه الجهود لحماية هذا القطاع الحيوي.

ويُعدّ الزيتون جزءًا أصيلًا من التراث الزراعي والاجتماعي الأردني، ومصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر، فضلًا عن كونه رمزًا وطنيًا مرتبطًا بالأرض والهوية.

ولذلك، فإن أي تراجع في إنتاجه أو اعتداء على محاصيله لا يُعد خسارة اقتصادية فحسب، بل مساسًا بقيمة وطنية واجتماعية عميقة الجذور.