اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب الصحفي البريطاني سام فارلي، في مجلة 'فار آوت'، عن إعجابه الشديد بالمتحف المصري الكبير (GEM)، واصفًا إياه بأنه يمثل 'ذروة الطموح البشري في دمج التاريخ بالحداثة'.
وأضاف فارلي أن المومياوات والأهرامات والذهب والفراعنة وأبو الهول والكنوز والغموض، التي رافقت طفولته في بريطانيا عبر قصص الفراعنة، تجد اليوم منزلها المناسب في هذا الصرح الجديد.
مشروع طويل الأمد وتكلفة قياسية
بدأت فكرة المتحف رسميًا عام 1992، قبل انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، واستغرق البناء أكثر من 30 عامًا حتى اكتماله في 2023. ووصف فارلي حجم المبنى بـ'الضخم بشكل لا يصدق'، مع مساحة افتتاحية واسعة وإطلالة على أهرامات الجيزة على بعد أقل من ميل واحد. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، حوالي 20% منها لم تُعرض من قبل، بما في ذلك مجموعة مقبرة توت عنخ آمون كاملة.
وأشار فارلي إلى أن تكلفة المتحف بلغت نحو 900 مليون جنيه إسترليني، ما يجعله الأغلى عالميًا من حيث البناء، متفوقًا على متاحف مثل اللوفر في باريس، والمتحف البريطاني، وهامبولت فوروم في برلين. ويمتد المشروع على مساحة 500 ألف متر مربع، صممه المعماريان رويسن هينيجان وشي-فو بنج بتصميم يدمج بين الحداثة وروح التاريخ المصري القديم، مع بنية تحتية متقدمة للتحكم بالمناخ لحماية القطع الأثرية الحساسة.
مركز ثقافي وبحثي عالمي
المتحف لا يقتصر على كونه مكانًا للعرض، بل يعد مركزًا عالميًا للبحث والتعليم الأثري والثقافي، مع قاعات مجهزة بأحدث التقنيات ومساحات للمعارض المؤقتة والفعاليات الكبرى.
وأوضح فارلي أن سعر تذكرة الدخول، نحو 1،450 جنيهًا مصريًا (حوالي 25 جنيهًا إسترلينيًا)، يعد 'صفقة عادلة جدًا' مقارنة بما يقدمه المتحف من تجربة ثقافية واستثنائية، حيث تمنح كل زيارة فرصة التجول بين آلاف السنين من التاريخ المصري.
أثر تنموي وسياحي
يشير فارلي أيضًا إلى أن المتحف يمثل جزءًا من مشروع تنموي أوسع يشمل تطوير المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، بما في ذلك تحسين الطرق والمرافق السياحية والخدمات العامة، ما يعزز القيمة الاقتصادية والسياحية للمشروع إلى جانب قيمته الثقافية.
كما يوفر تصميمه مسارات ذكية للزوار، مع مناطق استراحة ومطاعم ومتاجر تذكارية لتقديم تجربة متكاملة بمستوى متاحف القرن الحادي والعشرين.
معيار عالمي للمتاحف
ويشير فارلي إلى أن GEM يتفوق على متاحف عالمية أخرى مثل متحف ناسيونالموسيت في أوسلو ومتحف هامبولت فوروم في برلين، ليس فقط من حيث الحجم أو الميزانية، بل أيضًا من حيث التكنولوجيا الحديثة المستخدمة للحفاظ على القطع الأثرية وتنوع المجموعات المعروضة.
واختتم فارلي تقريره بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل 'رمز حضاري عالمي يعكس عبقرية التاريخ المصري القديم وأصالة التراث'، موضحًا أن كل زيارة تمنح الزائر شعورًا بالدهشة والانبهار وكأنهم يعيشون لحظة تاريخية فريدة، تجربة تتجاوز الزمن وتعيد الزائر إلى حضارة عريقة عمرها آلاف السنين.
المتحف، بحسب فارلي، أصبح معيارًا عالميًا لمشاريع المتاحف، ويضع مصر في مقدمة الدول التي تحتضن التاريخ الإنساني بأرقى صورة ممكنة، ويتيح فرصة فريدة لإحياء أحلام الطفولة المرتبطة بحضارة مصر القديمة، محققًا التقاء الأحلام بالواقع المعاصر.


































