مصر تطرح مبادرة "ماعت" لتطوير الأجهزة الرقابية العالمية عبر الذكاء الاصطناعي

القاهرة - مباشر: طرح الجهاز المركزي للمحاسبات في مصر، مبادرة جديدة بعنوان 'ماعت' تهدف إلى الارتقاء بعمل الأجهزة الرقابية حول العالم من خلال توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المراجع وتيسير مهامه.

وتم عرض تفاصيل المبادرة خلال جلسة خاصة ضمن فعاليات المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة “الإنتوساي” في شرم الشيخ، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت.

وانطلقت مبادرة (المركزي للمحاسبات) من رؤية شاملة مفادها أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل المراجع البشري، وإنما يمكنه ويعزز قدرته على أداء مهامه بكفاءة أعلى، من خلال أدوات ذكية، ووكيل رقمي مساعد، ومنصة معرفية متخصصة.

وأوضح جهاز المحاسبات، أن مبادرة 'ماعت' تمثل نقلة نوعية في عمل الأجهزة العليا للرقابة؛ كونها توفر منظومة متكاملة يمكن تطبيقها داخل بيئات العمل الرقابية المختلفة.

وترتكز المبادرة على ركائز تقنية تتضمن مجموعة أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة صُممت خصيصًا لدعم المراجع في جميع مراحل عمله الرقابي، وتشمل منظومة لتحليل المخاطر وتحديد أولويات المراجعة وأنظمة لاكتشاف الاحتيال وأنماط الإنفاق غير المعتادة وتلخيص المستندات وبناء خطط مراجعة ديناميكية تتكيف مع النتائج الفعلية أثناء التنفيذ.

وتمثل مبادرة 'ماعت' نقلة فكرية قبل أن تكون تقنية، إذ تترجم رؤية الأجهزة العليا للرقابة نحو بناء منظومة رقمية متكاملة تحافظ على استقلالية المراجع وتعزز فعالية الدور الرقابي، مع ضمان حماية البيانات والخصوصية الكاملة في جميع مراحل العمل.

كما تتميز المبادرة بقدرتها على الدمج مع أي نظام رقابي قائم أو العمل بشكل مستقل، إلى جانب إشراف لجنة متخصصة من منظمة الإنتوساي لضمان الحوكمة والجودة، بما يعزز التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة الرقابية على المستويين الإقليمي والدولي.

والمبادرة، وفق جهاز المحاسبات ليست مجرد منظومة تقنية، بل شراكة استراتيجية تستهدف بناء جيل جديد من المراجعين الرقميين، وتعزيز قدرة الأجهزة العليا للرقابة على أداء مهامها في بيئة عالمية تتسارع فيها الابتكارات والتحديات الاقتصادية، بما يدعم تحقيق مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة ويواكب تطلعات مجتمع الإنتوساي نحو مستقبل رقابي أكثر فاعلية وذكاء.