اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
في خضم التغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط، برزت مؤخرا مؤشرات على توتر غير معتاد بين اثنين من أبرز حلفاء السياسة في السنوات الأخيرة، دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو.
فالهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا فجر موجة استياء داخل فريق الرئيس الأمريكي، كاشفا عن تصدعات جديدة في العلاقة التي لطالما بدت متينة ومتناغمة، وهذا التوتر يعكس تعقيدات المشهد السياسي بين واشنطن وتل أبيب، ويطرح تساؤلات حول مستقبل هذا التحالف في ظل تضارب الحسابات والمصالح.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، إن هناك حالة من الاستياء العميق داخل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، وهي حالة غير مسبوقة في لهجتها وحدتها، بحسب تسريبات نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض.
وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ 'صدى البلد'، أن هذا التوتر لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والديناميات الداخلية في كل من واشنطن وتل أبيب، إذ تكشف المواقف المنقولة عن مسؤولين أميركيين أن التصعيد الإسرائيلي لم يكن منسقا، بل شكل مفاجأة لإدارة ترامب التي تسعى في هذه المرحلة إلى إظهار قدرة على تحقيق التهدئة وإعادة الإعمار، خاصة في الملف السوري.
وأشار يونس، إلى أن الضربة الإسرائيلية على سوريا نظر إليها من قبل بعض مستشاري ترامب كعمل غير منضبط، يمس بجهود الرئيس الأميركي الرامية إلى ترسيخ ما يعتبره إرثا سياسيا في الشرق الأوسط، والاتهامات التي أطلقت من داخل البيت الأبيض ضد نتنياهو، بوصفه 'مجنونا' و'يتصرف كطفل'.
وتابع: 'تعبر عن شعور بالإحباط من سلوك ينظر إليه على أنه يخدم أجندات داخلية ضيقة، على حساب التفاهمات الاستراتيجية بين الحليفين، ويبدو أن إدارة ترامب تخشى أن يؤدي هذا التصعيد إلى إرباك المبادرات الأميركية في سوريا، بما في ذلك مشاريع إعادة الإعمار أو ترتيبات سياسية يجري التفاوض عليها بشكل غير معلن'.
والجدير بالذكر، أن رغم حرص ترامب على تجنب المواجهة العلنية مع نتنياهو، فإن اللهجة الصريحة التي اعتمدها مستشاروه تشير إلى تحول ملموس في طبيعة العلاقة بين الطرفين، فاستمرار إسرائيل في اتخاذ خطوات أحادية، خاصة في ملفات حساسة كإيران وسوريا، قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التفاهمات الاستراتيجية بين البلدين.
بينما يحاول كل طرف إدارة خلافاته بحذر، فإن التوتر القائم يكشف عن مرحلة جديدة تتسم بعدم اليقين وبتراجع الثقة، ما يفتح الباب أمام تحولات أعمق في خريطة التحالفات داخل المنطقة.