اخبار مصر
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
القاهرة ـ ناهد إمام
انطلقت أمس أعمال الاجتماع الرسمي الأول لمجموعة العشرين «G20»، الذي يعقد خارج دول المجموعة، وذلك في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء والدول المدعوة وعدد من المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية، وبحضور وزير المالية أحمد كجوك، والسفير راجي الإتربي الممثل الشخصي للرئيس عبدالفتاح السيسي لدى مجموعة العشرين ومساعد وزير الخارجية.
وأكد وزير المالية المصرية أحمد كجوك ـ في كلمته أمام الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الخاصة بقضايا الأمن الغذائي التابعة لمجموعة العشرين ـ أن «الجهود الوطنية لتحقيق أهداف الأمن الغذائي لا تكفي وحدها».
وشدد على أن المجتمع الدولي يظل شريكا لا غنى عنه عبر التعاون مع منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمؤسسات المالية الدولية.
وأوضح أن هذا التعاون «ضروري لتعزيز المرونة في مواجهة الصدمات وتعبئة الاستثمار في الزراعة المستدامة بما في ذلك الزراعة الذكية مناخيا إلى جانب تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية وإتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص كشريك في التنمية المستدامة».
وأشار كجوك إلى أن استضافة مصر هذا الاجتماع تحت الرئاسة التاريخية لجنوب أفريقيا كأول دولة أفريقية تتولى رئاسة المجموعة تعكس دورها كعامل محفز لضمان انعكاس أصوات وأولويات الدول النامية المستوردة الصافية للغذاء في الاستجابات العالمية وتعزيز المنظور الأفريقي داخل مجموعة العشرين.
وقال إن الأمن الغذائي «لا يمثل مصدر قلق إنساني فحسب بل قضية استقرار اقتصادي واجتماعي»، محذرا من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقصها قد يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي وإجهاد المالية العامة وإبطاء التقدم نحو التنمية المستدامة.
وأوضح وزير المالية «أننا نجتمع في ظل تحديات عالمية معقدة»، مشيرا إلى أن التوترات الجيوسياسية والصراعات وانقطاعات سلاسل التوريد ما تزال تلقي بظلالها على الاقتصادات العالمية.
وأضاف أن ارتفاع تكاليف الطاقة والصدمات المناخية وتقلبات أسعار العملات دفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية، ما أضر بالتغذية وسبل العيش والتماسك الاجتماعي.
ولفت إلى أن هذه التداعيات تتفاقم بصورة أكبر في البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء، وهو ما يبرز الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود الدولية، مؤكدا أن الأمن الغذائي «ليس مجرد قضية إنسانية بل يمثل كذلك ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي».
وحذر من أن ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه قد يؤديان إلى تآكل التماسك الاجتماعي وإجهاد المالية العامة وإبطاء التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة. وأشار كوجك إلى أن مصر مثل غيرها من الدول المشاركة تواجه نقاط ضعف إقليمية متعددة لكنها ترى في ذلك أيضا فرصة للقيام بدور جسر للتعاون وتبادل الخبرات وصياغة السياسات.
وأوضح أن اجتماع القاهرة الذي يستمر ثلاثة أيام سيناقش تقارير ودراسات فريق عمل الأمن الغذائي ويعمل على صياغة البيان الوزاري الذي سيعرض لاحقا هذا الشهر في جنوب أفريقيا ليكون «محوريا في تحديد أولويات سياسات مجموعة العشرين بشأن استقرار أسعار الغذاء وتعزيز القدرة على الصمود».
من جانبه، أكد السفير راجي الإتربي الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين مساعد وزير الخارجية أن اجتماع القاهرة لمجموعة العشرين «تاريخي» في مسيرة مشاركة مصر بالمجموعة، لكون مصر تستضيف المجموعة وهي ليست عضوا في سابقة تعد الأولى من نوعها.
وقال الإتربي ـ على هامش الاجتماع الثالث لمجموعة العمل المعنية بالأمن الغذائي والتابعة لمجموعة العشرين ـ إن استضافة مصر، وهي دولة ليست عضوا، اجتماعا رسميا لمجموعة العشرين لم يحدث من قبل في تاريخ المجموعة، موضحا أن هذا تم بناء على تفاهمات وتنسيق مع رئاسة جنوب أفريقيا للدورة الحالية للمجموعة، على أعلى مستوى سياسي في مصر وتكلل بالنجاح.
ولفت السفير إلى أن مصر تلعب دورا نشطا للغاية في وضع نظام شامل وفاعل في معالجة أزمة الديون الدولية، وكذلك أزمة تغير المناخ، مشددا على أنه لن تستطيع معالجة مسألة الأمن الغذائي بمعزل عن مواجهتها بأزمات أخرى من جميع الجوانب، ولذلك فإن مجموعة العشرين لها دور مهم في مساندة المجتمع الدولي والاطلاع بمسئولياته.
وفيما يتعلق بأزمة غزة، قال الإتربي: إننا دائما في مجموعة العشرين نؤكد أنه يجب معالجة الأمن الغذائي بشكل لا يسمح لأحد بأن يتخلف عن هذه المسألة، موضحا أنه حينما نتحدث عن مجموعة العشرين، فنحن نتحدث عن مجموعة اقتصادية ولكن ما موقفها بما يحدث في غزة. وأشار إلى أن ما يحدث في غزة عملية تجويع، حينما يستخدم كسلاح وسياسة ممنهجة في غزة.