اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خطوةٍ توصف بأنها تحول في موازين القوى التكنولوجية، أعلنت الصين عن اختبار نظام دفاعي جديد يوازي في طموحه مشروع 'القبة الذهبية' الأمريكي. النظام الصيني، المسمى 'منصة البيانات الضخمة للكشف عن الإنذار المبكر الموزع'، يَعِدُ برصد ألف صاروخ يُطلق على الصين من أي مكان في العالم خلال وقت واحد، بالاعتماد على شبكة من أجهزة الاستشعار في الفضاء والمحيطات والجو والبر.
هذا المشروع، الذي نشرته بكين كنموذج أولي، يُظهر طموحها لتجاوز الفجوة الدفاعية مع واشنطن عبر مزيج من الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة والاتصال الفائق السرعة وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
يُعد النظام الصيني الجديد خطوة استراتيجية تهدف إلى دمج البيانات العسكرية الموزعة في شبكة موحدة، قادرة على تحليل المعلومات الواردة من أقمار صناعية، ورادارات، ومجسات بحرية وجوية، من دون الحاجة إلى تحديث الأنظمة القديمة.
ما يميّز النموذج الصيني هو بناؤه على مفهوم 'الدمج الذكي' بدل 'التوسع المكلف'، إذ يستخدم بروتوكول نقل بيانات متقدمًا (UDP) يسمح بتبادل فوري وآمن للبيانات حتى في حالات انقطاع الاتصال أو التشويش، الأمر الذي يُعدّ قفزة في قدرات الوعي المبكر بالتهديدات.
وفي المقابل، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في مشروعها الدفاعي الطموح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت اسم 'القبة الذهبية'، وهو مشروع تبلغ قيمته التقديرية نحو 175 مليار دولار، ويهدف إلى بناء نظام دفاعي من أربع طبقات يمتد من الأرض حتى الفضاء الخارجي، ويعتمد على مزيج من الأقمار الاصطناعية وصواريخ الاعتراض وأسلحة الليزر.
غير أن تعقيد البنية التكنولوجية، وتعدد الجهات المنفذة من شركات كبرى مثل 'لوكهيد مارتن' و'رايثيون' و'بوينغ'، جعل التقدم بطيئًا ومليئًا بالعقبات التقنية والإدارية، في حين تحذر بعض التقديرات من أن التكلفة الحقيقية قد تتجاوز نصف تريليون دولار.
يشير الخبراء العسكريون إلى أن الصين تتفوق حاليًا في سرعة التنفيذ لا في وفرة الموارد. فبينما تواجه واشنطن عراقيل في التنسيق بين مؤسساتها الدفاعية وشركاتها الخاصة، تعتمد بكين نموذجًا مركزيًا منضبطًا يتيح دمج الأفكار والتطبيقات بسرعة عالية.
ومن هذا المنطلق، يرى المراقبون أن 'منصة البيانات الضخمة' الصينية ليست مجرد مشروع تقني، بل إعلان سياسي عن دخول الصين مرحلة جديدة من الردع الذكي، حيث يتحول الدفاع من ردة فعل إلى نظام إنذار استباقي يعتمد على الذكاء التحليلي بدل القوة النارية وحدها.
ورغم أن النظام الصيني ما زال في مرحلته الأولية، فإن إعلانه في هذا التوقيت يعكس ثقة بكين بقدرتها على تجاوز النماذج الأمريكية في التطبيق لا في التصور.
وبينما تراهن الولايات المتحدة على هندسة معقدة وطموحة تدمج الفضاء بالبر، تراهن الصين على هندسة أكثر تواضعًا من حيث الشكل لكنها أشد كفاءة من حيث التنفيذ.
وهكذا، يتحول سباق 'القبة الذهبية' من منافسة في السلاح إلى منافسة في الذكاء، بين دولةٍ تصنع المستقبل بسرعة، وأخرى تحاول تأطيره تحت قبتها الذهبية التي تفتخر بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.