اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
مع تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، تترقب القاهرة وتل أبيب التحولات في المشهد الإقليمي، وسط جهود مصرية مضاعفة لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
بحسب تقرير نشره المجلس الأطلسي في واشنطن، فإن العلاقات المصرية الإسرائيلية تدخل مرحلة اختبار جديدة، حيث تعتمد على قدرة الطرفين على الحفاظ على الهدنة وتعزيز الثقة بعد سنوات من التوتر والخلافات المتكررة.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف إسرائيل مؤخرا، لأول مرة بأنها “عدو” خلال قمة طارئة في الدوحة الشهر الماضي، ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين من حماس في قطر.
ورغم هذا الخطاب الناري، أكد السيسي على أن معاهدة السلام الموقعة عام 1979 مع إسرائيل لا تزال سارية، وأن القاهرة لن تتراجع عن دورها الوسيط في مساعي إنهاء الحرب في غزة.
وأضاف التقرير أن الخطاب المصري أرسل رسالة واضحة إلى تل أبيب بأن أي محاولة لإعادة تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء ستُعتبر تهديدًا وجوديًا، وقد تقوض معاهدة السلام.
وتشير المصادر إلى أن مصر لعبت دورًا محوريًا في جمع الأطراف على طاولة المفاوضات، مستفيدة من تجربتها السابقة في إدارة الأزمات الإقليمية.
وقد عملت القاهرة على ضمان التزامات إسرائيلية واضحة بعدم عودة القوات إلى مناطق محددة في غزة، وهو ما شكل حجر الزاوية في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
ويؤكد المجلس الأطلسي أن هذا الدور المصري عزز مكانتها كوسيط موثوق أمام واشنطن وباريس ولندن، وضمن قدرة مصر على التحكم في تداعيات أي تصعيد محتمل.
وأفاد التقرير بأن هناك مخاوف متبادلة بين القاهرة وتل أبيب، خصوصًا بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة حماس “في أي مكان”، مما أثار قلقًا مصريًا من احتمال استهداف عناصر الحركة على الأراضي المصرية.
واستجابت مصر بالتحذير من “عواقب مدمرة” لأي هجوم على قيادات حماس على أراضيها، وفق مسؤول أمني مصري تحدث للمجلس الأطلسي.
وعلى الرغم من هذه التوترات، يبقى التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل قويًا. فقد سمحت إسرائيل للقاهرة بتوسيع عدد قواتها في شمال سيناء لدعم الجيش والسلطات الأمنية المصرية في مكافحة الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم الدولة، ما يعكس رغبة الطرفين في الحفاظ على الاستقرار. كما أشار التقرير إلى أن اتفاقًا بقيمة 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز من حقل لفياثان الإسرائيلي يعزز العلاقات الاقتصادية ويثبت أن التوتر السياسي لا يقوض التعاون العملي.
لكن التقرير يحذر من أن استمرار أي نشاط عسكري إسرائيلي في منطقة الحدود مع غزة، رغم المطالب المصرية بالانسحاب، يضع ضغطًا على العلاقات الثنائية ويفسر تعزيز القاهرة لقواتها في شمال سيناء.
وأوضح المجلس الأطلسي أن الحرب في غزة تركت إرثًا من التوترات والشكوك، إلا أن المفاوضات الدبلوماسية والمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بما فيها إعادة الأسرى، تمثل خطوة أساسية نحو إعادة بناء الثقة بين الطرفين.
ويختتم التقرير بالتأكيد على أن استقرار العلاقات المصرية الإسرائيلية الآن رهين بقدرة الطرفين على الالتزام بالهدنة، وإدارة المخاوف الأمنية والسياسية، والاستفادة من التقدم الدبلوماسي الحالي.
وبحسب المجلس الأطلسي، فإن أي خرق أو تصعيد محتمل سيكون اختبارًا حقيقيًا لدور القاهرة كضامن للسلام، وقدرة إسرائيل على الالتزام بمبادئ التعاون الإقليمي دون تهديد المصالح المصرية أو الفلسطينيين.