اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
في مشهد يعكس حجم التدهور الذي يعيشه اتحاد كتاب مصر، تصاعدت في الفترة الأخيرة نداءات الغضب والاستغاثة من جانب أعضاء الجمعية العمومية، بعد سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي هزت أركان هذا الكيان الثقافي العريق، وجعلته أقرب إلى حطام مؤسسة كانت تمثل يوماً ما صوت المثقفين والكتّاب في مصر.
وسط هذا المشهد المرتبك، تصدر مؤخراً بيان هام من عدد كبير من أعضاء الاتحاد، يعلنون فيه سحب الثقة من مجلس الإدارة الحالي برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي، مطالبين بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كيان تتآكله التجاوزات، وتنخره أزمات لا تنتهي.
أزمة الثقة: من الإهمال إلى السقوط
جاء في البيان أن أسباب سحب الثقة تتنوع بين الفساد المالي والإداري، والتجاوزات القانونية، وانهيار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، إلى جانب ممارسات موثقة تم رصدها خلال الجمعية العمومية الأخيرة، والتي شكلت القشة التي قصمت ظهر الثقة.
ويُحمِّل الموقعون على البيان رئيس الاتحاد والمجلس الحالي مسؤولية ما وصفوه بـ'تدهور أداء الاتحاد وتراجع مكانته على الساحة الثقافية المصرية'، مؤكدين أن القيادة الحالية لا تعبّر عن تطلعات الجمعية العمومية ولا تحترم اللوائح المنظمة أو روح العمل المؤسسي.
تجاوزات فادحة.. وشهادات دامغة
يشير الموقعون إلى عدد من الوقائع التي تعكس حجم الأزمة، منها: انعدام الشفافية المالية، وغياب الرقابة على أوجه الإنفاق، مخالفات قانونية في إدارة شؤون الاتحاد تهدد كيانه القانوني، فشل إداري في ملف الرعاية الصحية، مما تسبب في حرمان آلاف الأعضاء من العلاج والخدمات الطبية، إهمال متعمد لذكر دعم القيادة السياسية خلال الجمعية العمومية، في تجاهل فاضح لسياسات الدولة الوطنية، وفقًا للبيان، ارتباك في التعامل مع الإشراف القضائي على الانتخابات، ما أدى إلى طعن في نزاهة الإجراءات الانتخابية المستقبلية.
وحدد البيان الموقع من عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية مطالب واضحة، تتلخص في: الإقالة الفورية لمجلس الإدارة الحالي ورئيسه، تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد لحين إجراء انتخابات جديدة، فتح تحقيق شامل في المخالفات المالية والإدارية، استعادة نظام الرعاية الصحية وتطويره، إعادة الاعتبار لدور الاتحاد كمؤسسة وطنية مستقلة تخدم المثقفين لا المصالح الشخصية.
هل يقترب التغيير؟
بحسب مصادر داخل الاتحاد، فإن تحركات قوية تجري في الكواليس للدعوة إلى عقد جمعية عمومية طارئة خلال الأسابيع المقبلة، لتمرير قرار سحب الثقة من المجلس الحالي، ويؤكد بعض الأعضاء أن حالة من 'الغليان' تسيطر على الكتاب، خاصة بعد تهميش دورهم في اتخاذ القرار، وتراجع صورة الاتحاد أمام مؤسسات الدولة والمجتمع الثقافي.
مؤسسة في مفترق طرق
اتحاد كتاب مصر، الذي تأسس ليكون درعًا للمثقفين وحاميًا للحرية الإبداعية، يمر اليوم بأخطر أزماته منذ عقود. وبين واقع منهار وطموحات مسلوبة، يبقى الأمل الوحيد معقودًا على إرادة التغيير التي بدأت تتشكل في صفوف الجمعية العمومية، والتي تؤمن أن الوقت قد حان لإنقاذ الاتحاد، وإعادته إلى مكانته التي تليق بتاريخ نضاله الثقافي.