اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد أيام من إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الأوسط، ردت حركة 'حماس' بالموافقة عليها، وقالت فصائل فلسطينية الأخرى بينها 'الجهاد الإسلامي' إن مناقشات مطولة جرت حول الخطة، وأن الرد عليها بالقبول كان توافقيًا.
لكن بالنظر في المفردات المستخدمة في البيان، وما أوضحة بعد ذلك القيادي في المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، أثناء حديث متلفز له، يشير إلى أن الموافقة ليست على بياض، وأن كثير من القضايا تحتاج إلى تفاهمات وتوضيحات، لكن الموافقة في عمومها ألقت بكرة اللهب في الملعب الإسرائيلي.
أبو مرزوق، قال إن الحركة وافقت على خطة ترامب بعناوينها الرئيسية كمبدأ، لكن تطبيقها يحتاج لتفاوض، وأن الحركة ستسلم سلاحها للدولة الفلسطينية القادمة، وأن مستقبل الشعب الفلسطيني مسألة وطنية لا تقرر حماس وحدها فيها.لافتًا إلى أن تنفيذ الخطة بشكل عملي يحتاج إلى مفاوضات تفصيلية عبر الوسطاء، مؤكدًا أن الحركة ستدخل في تفاوض بشأن القضايا المتعلقة بالحركة والسلاح وقوة حفظ السلام، وكلها قضايا تحتاج إلى تفاهمات وتوضيح.
أوضح أبو مرزوق، أن حماس ستسلم السلاح للدولة الفلسطينية القادمة، وأن من يحكم غزة سيكون بيده السلاح، وأن رسم مستقبل الشعب الفلسطيني مسألة وطنية لا تقرر فيها حماس وحدها، داعيا واشنطن للنظر بإيجابية لمستقبل الشعب الفلسطيني.
قيادي بارز في حماس، وُصف بأنه مطّلع على تفاصيل صياغة رد الحركة على خطة الرئيس ترامب بشأن غزة، قال في تصريحات صحفية، إن الرد الذي تم تقديمه لم يمس سواء ثوابت المقاومة أو الثوابت الوطنية، وأن صياغة الرد أكدت على التمسك بالشرعية والقرارات الدولية، مما يعني التمسك بالحق في المقاومة، وعدم التفريط في السلاح أو نزعه إلا عند إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية التي تعترف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وشدد القيادي بالحركة على أن الرد جاء متضمنًا التمسك بإدارة فلسطينية لغزة، كما أنه يتضمن بين سطوره عدم الموافقة على مغادرة قيادات وعناصر المقاومة للقطاع.
ليس قبولًا كليًا
الباحث في الشؤون العربية، حسام عماد يقول لـ'الرئيس نيوز': 'يبدو من بيان حماس أنه ليس قبولًا كليًا بجميع بنود ترامب لكن من حيث المبدأ العام يمكن البناء عليه، فضلًا عن كونها موافقة مبدأية تزيد من الضغط على حكومة المتطرفين التي يترأسها بنيامين نتنياهو، بدلالة تصريح ترامب السريع على منصة 'تروث سوشيال' التي قال فيها إن حماس تريد سلام دائمًا، وعلى إسرائيل أن توقف الحرب.
رجح عماد عدم استجابة إسرائيل، لنداءات وقف الحرب، وأنها ستستمر في القتال ولن تُوقف عملياتها العدائية في غزة؛ لأن مصلحة نتنياهو في الوقت الحالي هي عدم وقف الحرب، رغم ما يتكبده جيش الاحتلال من خسائر كبيرة في الأرواح بسبب التواجد داخل غزة، إذ تكثف عناصر المقاومة من كمائنها ضد جنود الاحتلال، كما أن مدينة خان يونس التي قال جيش الاحتلال إنه طهرها، تم إطلاق صواريخ منها أمس الأول الخميس تجاه الأراضي المحتلة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الإفلات من المحاكمة بالاستمرار في القتال.
يشير عماد إلى أن رد الحركة يسحب المبررات من الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي من أنها كانت سبب عرقلة المفاوضات، يضيف: 'صحيح أن الأمر قد يكون له شكل وطبيعة وآليات للتنفيذ، لكن هذه الموافقة على البنود الأساسية، هي أيضًا مرتبطة بمعزز أساسي وهو مبدأ وقف الحرب وانهاء المجاعة الإنسانية في غزة، وأن إعلان الحركة استعدادها تسليم الأسرى الإسرائيليين يضع نتنياهو وترامب أمام الضغط الشعبي الإسرائيلي'.
يوضح عماد أن الخطة الأمريكية مُلغمة، إذ ما هو مستقل 'حماس' هل سيتم تفكيكها وهو الأمر المُستبعد حدوثة أم أنها ستتحول إلى حزب سياسي، وهل فعليًا ستضع سلاحها، إلا أن عماد استطرد قائلًا: 'حماس حولت النقاش في القضايا الأخرى المرتبطة بموضوع مستقبل قطاع غزة وسلاح المقاومة وآليات الانسحاب وغير ذلك، إلى المجال والمسار التفاوضي.
اعتراف ترامب
في السياق، الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العربية، محمد جمال عرفة، يقول إن الأهم من ترحيب ترامب برد حماس هو نشره بيان الحركة باللغة الإنجليزية على حسابه، ولفت عبر 'فيسبوك': 'قيام ترامب بنشر بيان حماس معناه فرض الحركة نفسها على الطاولة واعترافه بها قوة لها اعتبار بعدما كان يتحدث بعنجهية أنه تم قتل قادتها وسيتم قتل الباقين والتخلص منها نهائيا'.
يضيف عرفة: 'مجرد نشره البيان معناه الاعتراف ولو بشكل غير مباشر بأن حماس طرفا أساسيا في المفاوضات والحل ولا يمكن تجاوزها في أي تسوية تخص غزة بعدما كان يتحدث عن مجلس دولي برئاسته يحكم غزة'، موضحًا أن ترجمة البيان للإنجليزية هدفه أيضا مخاطبة الرأي العام الأميركي والدولي، وإظهار أن حماس مستعدة للتعاطي سياسيًا، وأنها قدمت ردًا 'مسؤولًا' كما وصفه ترامب.
يتابع: 'أما الأهم من كل ذلك فهو انقلاب السحر على الساحر وتحول الأمور للضغط على إسرائيل ولاحظوا هنا أن نتنياهو لم يرفض إطلاقا طلب ترامب منه وقف القصف (فورا) وكأنه كان في ورطة ويخشي دخول مدينة غزة وينتظر من ينجده منها ويستغل ذلك ليقول للأكثر تطرفا في حكومته (دي أوامر ترامب ولا يمكنني تحدي الولايات المتحدة الأمريكية!)'.