اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
في مصادفة لافتة، أدلى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مهمة، أمس الأحد، حول خلفائهم المحتملين، مما يعكس رؤيتهما لانتقال السلطة في بلديهما.
وفي تصريحات أدلى بها خلال فيلم وثائقي بعنوان 'روسيا، الكرملين، بوتين، 25 عامًا'، أعرب بوتين عن تفكيره المستمر في مسألة الخلافة. وقال: 'أفكر دومًا في هذا الأمر'، مضيفًا أن 'الخيار سيكون للشعب الروسي'.
وأشار إلى أهمية وجود عدة مرشحين لضمان خيارات متعددة، قائلًا: 'يجب أن يكون هناك أشخاص عدة حتى يكون للشعب خيار'.
ولفتت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن هذه التصريحات تعكس نهجًا يركز على إشراك الشعب في عملية الاختيار، على الرغم من أن النظام السياسي الروسي يخضع لسيطرة كبيرة من الكرملين.
ويتولى فلاديمير بوتين، البالغ من العمر 72 عامًا، قيادة روسيا منذ عام 1999، مما يجعله أطول الزعماء بقاءً في الكرملين منذ جوزيف ستالين.
وبدأ مسيرته السياسية بعد أن كان ضابطًا في الاستخبارات السوفيتية (KGB)، وتسلم الرئاسة من بوريس يلتسن في ديسمبر 1999.
وشغل منصب الرئيس من 1999 إلى 2008، ثم رئيس الوزراء من 2008 إلى 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة منذ 2012 وحتى الآن.
الإطار الدستوري
في الوقت الحالي، لا يوجد خليفة واضح لبوتين. وفقًا للدستور الروسي، إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه، يتولى رئيس الوزراء السلطات الرئاسية.
رئيس الوزراء الحالي هو ميخائيل ميشوستين، لكن لم يتم الإشارة إليه صراحة كمرشح محتمل وهذا الوضع يثير تساؤلات حول كيفية إدارة الانتقال في حالة غياب بوتين المفاجئ.
التحديات المحتملة
تشير بعض التحليلات إلى أن نظام بوتين يعتمد بشكل كبير على شخصيته، مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية بين النخب في حالة رحيله.
على سبيل المثال، يرى بعض المحللين أن غياب خليفة محدد قد يؤدي إلى 'حرب بين الجميع' بين الفصائل المتنافسة داخل النظام، ما يعزز أهمية تصريحات بوتين حول إشراك الشعب، والتي قد تهدف إلى تهدئة التوترات الداخلية.
تصريحات ترامب حول الخلافة
عاد دونالد ترامب إلى الرئاسة في عام 2025 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو الآن في ولايته الثانية. خلال فترته الأولى (2017-2021)، أسس حركة 'MAGA' التي أصبحت قوة سياسية بارزة داخل الحزب الجمهوري.
وتصريحاته الأخيرة حول الخلافة تأتي في سياق التكهنات حول استمرار هذه الحركة بعد انتهاء ولايته.
وفي مقابلة أجرتها كريستن ويلكر في برنامج 'واجه الصحافة – Meet the Press'، أمس الأحد، أكد ترامب أنه سيغادر البيت الأبيض بنهاية ولايته الثانية، نافيًا التكهنات حول إمكانية الترشح لولاية ثالثة وقال: 'سأكون رئيسًا لثماني سنوات، رئيسًا لولايتين'، مشيرًا إلى التعديل الدستوري الـ22 الذي يحدد الرئاسة بولايتين.
وسمى نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو كخلفاء محتملين، واصفًا فانس بأنه 'رجل رائع وذكي' وروبيو بأنه 'عظيم'. كما أشار إلى وجود '10 إلى 20 شخصًا' آخرين مؤهلين داخل الحزب الجمهوري.
ينص التعديل الدستوري الـ22 على أنه 'لا يجوز انتخاب أي شخص لرئاسة الولايات المتحدة أكثر من مرتين'.
تعديل هذا الحكم يتطلب موافقة ثلثي مجلسي الكونغرس أو ثلثي الولايات، وهو أمر يعتبر صعبًا للغاية.
في وقت سابق، أثار ترامب جدلًا باقتراحه وجود 'ثغرات' قد تتيح له الترشح مجددًا، لكنه نفى هذه الفكرة في المقابلة الأخيرة، مؤكدًا التزامه بالدستور.
على الرغم من ذكره اسم كلا من دي فانس، وروبيو، لم يقدم ترامب تأييدًا صريحًا لأي منهما لانتخابات 2028، مما يفتح الباب أمام منافسة داخل الحزب الجمهوري.
ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد، فإن فانس، الذي فاز باستطلاع رأي في مؤتمر العمل السياسي المحافظ عام 2025 بنسبة 61%، يعتبر مرشحًا قويًا، ولكن روبيو، الذي تولى أدوارًا إضافية مثل مستشار الأمن القومي المؤقت، يكتسب نفوذًا متزايدًا، أي أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تنافس شديد داخل الحزب.
يعكس نهج بوتين تركيزًا على إشراك الشعب الروسي في عملية الخلافة، لكن في ظل نظام سياسي يتمتع فيه الكرملين بسيطرة كبيرة على العملية الانتخابية.
في المقابل، يعمل ترامب ضمن إطار ديمقراطي يتطلب منافسة مفتوحة داخل الحزب الجمهوري، مع قيود دستورية واضحة تحد من فترات الرئاسة.
وفي روسيا، يوفر الدستور آلية انتقالية واضحة من خلال رئيس الوزراء، لكن غياب خليفة محدد يثير عدم اليقين.
في الولايات المتحدة، يضمن الدستور انتقالًا منظمًا من خلال الانتخابات، مع وجود مرشحين بارزين مثل فانس وروبيو يعززون الوضوح النسبي للعملية.
ويواجه كلا من بوتين وترامب تحديات مختلفة. بالنسبة لبوتين، يتمثل التحدي في ضمان انتقال سلس دون صراعات داخلية، بينما يتمثل تحدي ترامب في الحفاظ على وحدة حركة 'MAGA' مع وجود منافسة محتملة بين مرشحين أقوياء.