اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتأهب المسلمون حول العالم لأداء شعيرة الأضحية، باعتبارها سُنَّة مؤكدة تعبّر عن روح العطاء والتقرب إلى الله، لكن في اليمن، تقف الأوضاع الاقتصادية المتدهورة عائقًا أمام الكثير من الأسر، مانعةً إياها من أداء هذه الشعيرة التي كانت تمثل جزءًا أساسيًا من طقوس العيد.
عقدٌ من الحرب والانقسام السياسي والاقتصادي، ألقى بظلاله الثقيلة على حياة اليمنيين، ودفعهم إلى التخلي عن العديد من المظاهر الدينية والاجتماعية التي كانت تشكّل ملامح أساسية للاحتفال بالمناسبات، وعلى رأسها الأضحية.
ارتفاع جنوني في الأسعار بمناطق الحكومة الشرعية
في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، تواصل العملة المحلية انهيارها، حيث بلغ سعر صرف الدولار حاجز 2550 ريالًا يمنيًا. هذا التدهور في قيمة العملة أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الأضاحي، مقابل تدني دخل المواطنين، ما اضطر العديد من الأسر إلى العزوف عن شراء الأضاحي.
يقول 'أكرم البحري' (50 عامًا)، وهو دلال في محافظة تعز: 'أسعار الخراف في تعز تتراوح هذا العام بين 200 ألف و700 ألف ريال يمني (بالعملة الجديدة)، بحسب الوزن، في حين كانت العام الماضي تتراوح بين 170 ألفًا و400 ألف ريال'.
ويضيف: 'أسعار الماعز ارتفعت بدورها، إذ تتراوح حاليًا بين 250 ألفًا و800 ألف ريال، بينما كانت العام الماضي بين 200 و500 ألف ريال فقط'.
أما بالنسبة للأبقار، فيوضح البحري أن أسعارها تراوحت بين مليونين ونصف إلى ستة ملايين ريال، أي ما يعادل ألفًا إلى ثلاثة آلاف دولار أمريكي.
ويشير إلى أن السبب الرئيسي في هذه الزيادات هو انهيار العملة المحلية، مؤكدًا أن الأسعار بالدولار ظلت مستقرة، لكن ما تغيّر هو قيمة الريال.
ويتابع البحري: 'كثير من المواطنين باتوا ينسحبون من أسواق المواشي بعد الاستفسار عن الأسعار، ويعودون إلى منازلهم من دون شراء أضحية'.
ويؤكد هذه الصورة المواطن 'عبده محمد' (60 عامًا) من محافظة تعز، بقوله: 'منذ أربعة أيام وأنا أبحث عن خروف بسعر 150 ألف ريال (عملة جديدة) في سوق الضباب، لكن دون جدوى؛ فجميع الأسعار تبدأ من 200 ألف وتصل إلى 700 ألف ريال، بحسب الحجم والوزن، بينما كانت العام الماضي تبدأ من 150 ألفًا فقط'.
ويضيف: 'بعض البائعين يطلبون الدفع بالدولار، أو بما يعادل السعر بالريال حسب صرف السوق اليومي'.
أما 'محمد حسان'، موظف في القطاع الخاص (40 عامًا)، فيقول: |أسرتي لن تتمكن من شراء أضحية هذا العام، فسعرها وصل إلى 300 ألف ريال، بينما راتبي لا يتجاوز 70 ألف ريال، أي ما يعادل 35 دولارًا فقط'.
ويضيف: 'الأضحية أصبحت حكرًا على ميسوري الحال، أما نحن، فالراتب لا يغطي حتى الحاجات الأساسية'.
أوضاع لا تقل سوءًا في مناطق الحوثيين
في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وبرغم استقرار نسبي في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي، إلا أن ضعف القدرة الشرائية وغياب المرتبات وفرص العمل، جعل أداء هذه الشعيرة الدينية بعيدًا عن متناول غالبية السكان.
يقول الدلال 'علي سعد':أسعار الأضاحي في صنعاء لم تتغير كثيرًا، نظرًا لثبات سعر صرف العملة القديمة أمام الدولار، حيث لا يزال الدولار يعادل نحو 556 ريالًا يمنيًا'.
ويضيف: 'أسعار الخراف تتراوح بين 40 ألفًا و120 ألف ريال (قديم)، فيما تتراوح أسعار الأبقار بين 500 ألف إلى مليون وخمسمائة ألف ريال، أما الماعز فتتراوح بين 60 ألفًا و150 ألف ريال'.
أما 'أبو أحمد' (34 عامًا)، وهو عامل بالأجر اليومي، فيصف الوضع بقوله: 'الحياة هنا باتت قاسية، خصوصًا بعد انقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل. كثير من الأسر تكتفي بشراء كيلو من اللحم يوم العيد لإدخال البهجة إلى قلوب أطفالها'.
ويتابع: 'نركّز فقط على توفير الضروريات لأطفالنا، أما الأضحية وملابس العيد فهي خارج إمكانياتنا تمامًا'.
ويضيف: 'أخرج يوميًا للبحث عن أي عمل: في البناء، أو النجارة، أو الخياطة، أو حتى بيع القات، فقط لأتمكن من إطعام أسرتي المكوّنة من ستة أفراد'.
ويختتم حديثه قائلًا: 'أنا لست الوحيد في هذا الوضع، بل معظم الناس يعيشون نفس المعاناة، خصوصًا مع غياب دعم المنظمات الدولية، ولولا رحمة الله لكنا نعيش مجاعة حقيقية'.