اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
واشنطن- قالت المعلقة في صحيفة “نيويورك تايمز” ميشيل غولدبرغ إن المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران انتهت دون “إنجاز المهمة”.
وقالت إن إسرائيل ربما أدهشت العالم بمهارتها التكتيكية في حربها الأخيرة ضد إيران، لكنها خاسرة، على الأقل حتى الآن.
وبمساعدة مشجعيها على قناة “فوكس نيوز” جرت إسرائيل دونالد ترامب إلى حربها، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا كشفت فيه حرصه على نسب الفضل لنفسه في مهمة بدت ناجحة للغاية.
لكن ترامب عاد وأجبر إسرائيل على التراجع، معلنا وقف إطلاق النار، منتقدا إياها بشدة لمواصلة قصف إيران. وأضافت غولدبرغ أنه في حالة استمرار وقف إطلاق النار، فهذا يعني أن الحادثة المريعة قد انتهت بدون أن تشعل حربا عالمية ثالثة، كما خشي البعض.
لكنها لم تحقق ما أرادت إسرائيل والولايات المتحدة تحقيقه وهو وقف البرنامج النووي الإيراني. ومن المرجح الآن، وليس المستبعد أن تصبح إيران قوة نووية. ففي يوم الثلاثاء، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” وشبكة “سي إن إن” تقريرا سريا أوليا لوكالة الاستخبارات العسكرية، وجد أن حملة القصف الأمريكية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لأشهر، وليس لسنوات.
ومن الباكر لأوانه الحديث عن مستقبل البرنامج النووي، لكن يبدو أن إيران قد نقلت الكثير من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجوم الأمريكي، ربما إلى منشآت سرية. ويبدو أن المواقع التي تعرضت للقصف لم تتكبد نفس القدر من الضرر الذي كان يأمله المسؤولون في الإدارة، مع بقاء العديد من أجهزة الطرد المركزي سليمة.
ومن جهة أخرى، كشفت الحرب عن حجم الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لإيران، لكنها لا تستطيع على المدى القريب مواصلة الحرب بدون إغضاب ترامب الذي لن يبدأها من جديد وفي أي وقت قريب، لكيلا يخرب سردية النجاح. ونقلت الكاتبة عن جون ولفستال، مدير منع انتشار الأسلحة النووية في إدارة باراك أوباما: “الآن وقد برهنت أمريكا وإسرائيل قدراتهما بشكل أساسي” و”أطلقتا النيران”، لكنهما لم تتخلصا من البرنامج النووي الإيراني ولم تطيحا بالنظام.
ومن الواضح أن إيران أضعفت وتعرضت للإهانة بسبب الهجوم الإسرائيلي الذي كشف عن عمق الاختراق الإسرائيلي للحكومة وكذا كشف عن عزلتها الدولية. وربما حفزها أداؤها المزري للبحث عن طرق سريعة لإنتاج السلاح النووي. وقال ولفستال “لقد هوجمت من قبل دولتين نوويتين” وهو “ما يجعل من الحصول على السلاح النووي ضروريا من النظرة الأمنية”.
وأشار ولفستال إلى أن إيران وحتى قبل 12 يوما، كانت إيران تتعاون جزئيا على الأقل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أتاح للوكالة الوصول إلى المواد والمنشآت النووية في إيران. وقال: “لقد ضاع كل ذلك الآن، ولا أعتقد أنه سيعود قريبا”.
وتقول غولدبرغ إن ترامب، وبدافع من الحقد، انسحب من الاتفاق النووي الذي توصل إليه أوباما بصعوبة مع إيران، والآن نجني ثماره.
وفي الوقت الحالي، قد يكون من الجيد أن يستلهم ترامب من قناة فوكس نيوز ويستمتع بما يعتبره انتصارا عظيما. كلما ازداد اقتناعه بأنه فاز بالفعل، قل احتمال استئنافه للحرب، بكل ما يصاحبها من مخاطر. ما نراه هو، من بعض النواحي، تكرار لما حدث عام 2018، عندما أعلن ترامب، بعد قمته السخيفة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أنه “لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية”. و”لم يكن ذلك صحيحا، ولكن لأنه آمن به، أصبح أقل عدوانية بكثير. وربما يكون هذا هو أفضل ما يمكن أن نأمله من ترامب: ليس انتصارا حقيقيا، بل هو انتصار وهمي”.