اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
أنقرة- على رغم ثبات وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي انعكس ارتياحا في تركيا، لم توقف أنقرة اتصالاتها الدبلوماسية لمنع تجدد نزاع محفوف بالمخاطر على سياساتها المحلية والإقليمية.
وبعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، التقاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمحادثات هي الثالثة بينهما في عشرة أيام.
وشملت 'الجهود الدبلوماسية المكثفة' لإردوغان لوضع حد للنزاع، اتصالات هاتفية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان وقادة دول في الشرق الأوسط.
وقالت غونول تول من معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن لوكالة فرانس برس إن 'تركيا تبذل جهودا حثيثة لوقف التصعيد لكن لا يُنظر إليها كوسيط يتمتع بالمصداقية، لا من إيران ولا من إسرائيل'.
وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل بسبب الحرب في غزة فيما يعتبر الإيرانيون أنقرة متواطئة 'لانها تحتضن ذلك الرادار الاستراتيجي' في إشارة إلى نظام للإنذار المبكر للناتو في قاعدة كوريجيك بشرق تركيا يمكنه رصد إطلاق صواريخ إيرانية.
ونفت تركيا بشكل قاطع استخدام بيانات الرادار لمساعدة إسرائيل لكن وجوده أثار قلق إيران، وحذر العديد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين من أنه قد يكون 'الهدف الأول' في حال اندلاع حرب أوسع نطاقا.
بل أن تقارير ذكرت أن إردوغان بذل مساعي لإطلاق محادثات بين الولايات المتحدة وإيران في اسطنبول الأسبوع الماضي، لكنها فشلت بسبب عدم إمكان الوصول لآية الله علي خامنئي الموجود في مكان غير معروف وسط تهديدات باغتياله، بحسب موقع أكسيوس الإخباري.
ومع قلقه من النفوذ الإسرائيلي عزز إردوغان قوة الردع التركية، وأمر قطاع الصناعات الدفاعية بزيادة إنتاج الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، محذرا من أن أنقرة 'تستعد لمختلف السيناريوهات'.
وقالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي غاليا ليندنستراوس إن 'المخاوف من مواجهة تركية إسرائيلية محتملة على المدى القصير تبدو مبالغا فيها... (لكن) من الحكمة أن يسعى كلاهما لتخفيف التوترات'.
- مخاوف من فوضى في إيران -
ويتمثل الخوف الأكبر بالنسبة لتركيا، في رؤية إيران المجاورة تغرق في فوضى كما حدث في العراق وسوريا، وفقا لما ذكر سونر كاغبتاي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
وقال لوكالة فرانس برس إن 'أنقرة لا ترغب إطلاقا في رؤية إيران تنزلق إلى الفوضى أو تفكك للسلطة المركزية أو الحرب الأهلية، ما قد يخلق تهديدات حدودية أو موجات تدفق جديدة للاجئين'.
وأضاف أن زعزعة الاستقرار في العراق وسوريا خلقت فراغا في السلطة استغله تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحو حزب العمال الكردستاني 'لشن هجمات على تركيا'، مما عزز جهود أنقرة لدعم إعادة بسط السلطة المركزية في كلا البلدين.
لكنه أضاف أن 'الخطر الأكبر' يتمثل في تدفق جديد للاجئين معتبرا أنه 'إذا انهارت إيران، فلن يلجأ الإيرانيون إلا إلى بلد واحد بأعداد كبيرة هو تركيا'.
الجمعة حذر إردوغان المستشار الألماني فريدريش ميرتس من أن الحرب 'قد تضر بالمنطقة وأوروبا من حيث الهجرة'، رغم عدم وجود أي مؤشر الى تدفق لمهاجرين على الحدود التركية الأسبوع الماضي.
- مخاطر على مساعي إنهاء الصراع مع الكردستاني؟ -
ورأت تول أن أي اضطرابات في إيران قد تُلحق ضررا بجهود أنقرة لإنهاء صراعها المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني الذي أعلن الشهر الماضي عزمه على إلقاء السلاح.
ورغم أن معظم المجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني تبنت الدعوة لإلقاء السلاح، إلا أن فرعه الإيراني حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك)، لم يتبنها وتخشى أنقرة أن تقوي أي اضطرابات عزيمة الانفصاليين الأكراد المتمردين.
وقالت تول لوكالة فرانس برس إن 'القلق يكمن في احتمال أن تعزز هذه الفوضى قوة حزب الحياة الحرة الكردستاني. وهناك فصائل من حزب العمال الكردستاني غير راضية عن دعوة (مؤسسه عبد الله) أوجلان، وقد تتساءل: لماذا ننزع سلاحنا الآن وسط هذه الفوضى العارمة التي يُمكننا استغلالها؟'.
وأضافت أن مصدر القلق الأكثر إلحاحا بالنسبة لتركيا هو التداعيات الاقتصادية للحرب، إذ يُعاني اقتصادها المُتضرر بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة وسط جهود حثيثة لخفض التضخم.
وتابعت 'لكن إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، فسيعني ذلك ارتفاعا أكبر في أسعار الطاقة، وهذا أمر يقلق تركيا بشدة'.
ارتفعت أسعار النفط خلال الحرب التي استمرت 11 يوما مع تزايد المخاوف من أن تُعطّل إيران الإمدادات التي تمر في مضيق هرمز. وبلغت الأسعار ذروتها الاثنين بعد أن شنت طائرات حربية أميركية ضربات على إيران.
ومع سريان وقف إطلاق النار، تشعر تركيا بالارتياح وإن طغت الأزمة الإيرانية الإسرائيلية على جدول أعمال قمة الناتو.